بالصور.. فلسطيني يصنع تحفا فنية من رصاص إسرائيل القاتل
بإمكانيات متواضعة، في منزله بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ينهمك فنان "المصغرات" الفلسطيني ليحول رصاص الموت الإسرائيلي، إلى منحوتات فنية.
بلمسات إبداعية، يعمل الفنان الفلسطيني مجدي أبو طاقية على تحويل رصاص الموت الإسرائيلي إلى قطع فنية، تحاكي الحياة وتبعث رسائل سلام ومحبة للعالم.
عبر طاولة بسيطة، وبإمكانيات متواضعة، في منزله بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ينهمك فنان "المصغرات" الفلسطيني ليحول فوارغ أدوات الموت الإسرائيلي، إلى منحوتات فنية متعددة الأشكال، كلها تحمل رسائل في حب الوطن والسلام والمحبة للعالم.
رسالة محبة وسلام
بفخر ومحبة يتحدث أبو طاقية عن هوايته قائلا: "اخترت تدوير الرصاص ومخلفات الاحتلال ومقذوفاته إلى تحف فنية، لتكون رسالة للعالم، أننا (الفلسطينيين) محبون للسلام والخير".
خارطة فلسطين، وحولها الأسلاك الشائكة، ومفتاح العودة، من التحف الحاضرة في أعمال الفنان الفلسطيني، لتحاكي حب الوطن، والتطلع للعودة، كما يقول لـ"العين الإخبارية": "هذا حق تتوارثه الأجيال، ولا يضيع حق وراءه مطالب".
الفنان أبو طاقية عرف بهواية الرسم على حجارة بحر غزة، وصنع المجسمات الخشبية والرسم بالفحم، ولكنه بدأ عالما جديدا من "فن المصغرات"، والذي يتمثل في صناعة ونحت أشكال ومجسمات وقطع فنية صغيرة، ولكنها غاية في الدقة والإبداع.
إلهام الإصابة
وشكلت إصابة أحمد (19 عاما) شقيق الفنان برصاص الاحتلال خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق قطاع غزة، نقطة تحول نحو هذا المجال الإبداعي الذي يتطلب الصبر والهدوء والتركيز إلى جانب اللمسات الإبداعية والفنية.
الفنان أبو طاقية متزوج وأب لثلاثة أطفال، هو أحد موظفي السلطة الذين أحيلوا للتقاعد مؤخرًا في ظل أزمة الانقسام في قطاع غزة، بات يجد في عالم الإبداع والفن متنفسا، يواجه به صعوبات الحياة.
يبتسم وهو يتذكر بدايته مع الفن قبل 20 عامًا، وكيف كان لوالدته فضل تشجيعه، وكان يركز في البداية على الرسم وفن النحت على الحجارة، وكانت غالبية المنحوتات من واقع الهم الفلسطيني، وخارطة فلسطين حاضرة دوما في كل مراحل فنه.
أدوات بسيطة وإبداع كبير
مبرد حديد ومشرط ومنشار ومغلفات الرصاص والقنابل، هي كل أدوات ومكونات عمل أبو طاقية، الذي ينكب عليها لساعات طويلة بهدوء ودقة ليحولها إلى أشكال يفخر أنها حظيت بإعجاب كل من شاهدها.
وضمن المصغرات والمنحوتات التي يفخر بها أبو طاقية، تمثال الشهيدة المسعفة رزان النجار التي قتلها الاحتلال خلال عملها الإنساني شرق خانيونس في يونيو الماضي، وهو الذي سبق أن صنع أول مجسم للشهيد الطفل محمد الدرة الذي قتله الاحتلال وهو في أحضان والده قرب مفترق الشهداء جنوب غزة عام 2000.
وتتعدد الأشكال والنماذج التي تبدعها أنامل الفنان، فقد أعد لوحة متكاملة لمخيم العودة، كما لا تخلو أعماله من الأدوات التراثية القديمة، فبابور الكاز ودلة القهوة، وإبريق الشاي وأدوات الزراعة من منجل، وغيرها حاضرة.
آمال كبيرة
ويبدو أن هاجس الاحتلال وأسلحته حاضرة دوما في إبداع الفنان، فتجد بين معروضاته، نماذج مصغرة غاية في الإبداع والدقة لقنابل، وأخرى بنادق ودبابات وطائرات، وهي أسلحة الاحتلال التي تزرع الموت والدمار، وبأنامله تحولت إلى قطع فنية جميلة.
يأمل الفنان الفلسطيني أن يجد من يساعده، وينتقل بفنه إلى العالمية، عبر معارض محلية وإقليمية ودولية، ليوصل رسالة المحبة والسلام للعالم بأسره.