حائط البراق.. أزمة فلسطينية - أمريكية جديدة
الأزمة "الفلسطينية-الأمريكية" تفاقمت بعد إعلان البيت الأبيض أنه يرى في "حائط البراق" في القدس الشرقية المحتلة جزءا من إسرائيل.
تفاقمت الأزمة "الفلسطينية-الأمريكية" بعد إعلان البيت الأبيض أنه يرى في "حائط البراق" في القدس الشرقية المحتلة جزءا من إسرائيل.
وحائط البراق هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك والذي يسميه اليهود "حائط المبكى".
- إسرائيل تتراجع عن إقامة موقع "مختلط" للصلاة عند حائط البراق
- بالصور.. حائط البراق.. تاريخ إسلامي يتحدى"الأمر الواقع"
وأتت تصريحات البيت الأبيض قبيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى المنطقة حيث تضمن برنامجه، الذي اطلعت عليه "بوابة العين" الإخبارية، زيارة الحائط.
وردت السلطة الفلسطينية بغضب على هذا التصريح بتأكيدها على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه بأنه "لن نقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967".. وأضاف أبو ردينة "هذا الموقف الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل".
وتابع المتحدث الرئاسي الفلسطيني "استمرار هذه السياسة الأمريكية، سواء بما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إليها أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، وهو بالنسبة لنا أمر مرفوض وغير مقبول ومدان".
ما هو حائط البراق؟
ويرتبط اسم "حائط البراق" بحادثة الإسراء والمعراج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فالبراق هو اسم الدابة التي أسرى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث ربطها النبي عليه الصلاة والسلام عند هذا الحائط ثم عرج بها إلى السماوات العلى.
وتؤكد المؤسسات الإسلامية في مدينة القدس وعلى رأسها الهيئة الإسلامية العليا على أن "حائط البراق" الذي يقع ضمن السور الغربي للأقصى المبارك هو جزء لا يتجزأ من المسجد.
وتقول الهيئة: "إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، 144 دونما (الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك (حائط البراق) الذي هو سور رئيسي من أسوار المسجد الأقصى المبارك".
وتضيف "إن هذا المسجد المبارك بما في ذلك (حائط البراق) هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وذلك منذ معجزة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، وأن المسلمين متمسكون به، وهو يمثل جزءاً من عقيدة ما يقارب المليار وثمانمائة مليون مسلم في العالم".. وتشدد الهيئة الإسلامية العليا على أنه "لا علاقة لغير المسلمين بالأقصى المبارك وبحائط البراق لا سابقاً ولا لاحقاً".
وقالت الهيئة: "لقد سبق لعصبة الأمم عام 1930 أن أقرت هذه الحقيقة والتي تقول إن حائط البراق هو معلم حضاري تاريخي إسلامي، ولا علاقة لغير المسلمين فيه".
وأضافت "أن الأقصى المبارك أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات ولا لأي تفاهمات، ولا يملك أحد أن يتنازل عن ذرة تراب منه.. ولا من (حائط البراق)".
تسمية "حائط المبكى"
سارع الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 إلى إزالة حارة المغاربة التي تواجدت بمحاذاة حائط البراق وحولتها إلى ساحة كبيرة تستخدم الآن لصلاة اليهود.. ويطلق اليهود على الحائط اسم "حائط المبكى" لأنهم يبكون هناك على ما يقولون أنه الهيكل الذي يزعمون أنه كان قائما مكان المسجد الأقصى.
وفي شهر مايو/أيار الماضي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه يزور الحائط ولكن في حينه رفض أن يرافقه أي مسؤول إسرائيلي خشية أن يفسر الأمر، وكأن الولايات المتحدة الأمريكية تحكم مسبقا على مستقبل هذا الحائط.. ولكن باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل فإن البيت الأبيض قال إنه يرى أن الحائط سيكون جزءا من إسرائيل.
وتعتبر القدس من قضايا الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ينبغي التوصل إلى اتفاق بشأنها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
زيارة نائب ترامب
وسيبدأ نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الأربعاء زيارة تشمل مصر وإسرائيل وألمانيا.. وكانت السلطة الفلسطينية رفضت استقبال بينس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبحسب البيت الأبيض فإن نائب الرئيس الأمريكي سيلتقي الأربعاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة ثم يصل إلى القدس الشرقية المحتلة في نفس اليوم حيث يزور "حائط البراق".
ويلتقي بنس يوم الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم يلقي خطابا أمام الكنيست، على أن يلتقي الجمعة مع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين قبل أن يغادر في نفس اليوم إلى المانيا ومنها يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية.