كيف تابع الفلسطينيون تشكيل حكومة طوارئ إسرائيلية؟
أحزاب إسرائيل تختلف بالأسماء، وجميعها لها موقف عدائي من شعبنا لكن أشعر بالأسى من اتفاقهم فيما تظل فصائلنا مختلفة.
بمزيج من عدم الاكتراث، تابع فلسطينيون تشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل، بعد الاتفاق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس، وسط حسرة على استمرار الخلافات بين القوى السياسية في بلادهم.
وفيما يبدو الشاب الفلسطيني، حاتم بركات، جازما بعدم وجود فروق جوهرية بين الأحزاب الإسرائيلية في الموقف من القضية الفلسطينية، يتحسر على فشل القوى السياسية ببلاده في الاتفاق كما اتفق الإسرائيليون.
ويقول بركات لـ"العين الإخبارية": "بالنسبة لي، أحزاب إسرائيل تختلف بالأسماء، وجميعها لها موقف عدائي ومبدئي من شعبنا وحقوقنا، ولكن أشعر بالأسى أن تتفق هذه الأحزاب تحت ذريعة مكافحة كورونا، وبالأساس مصلحة إسرائيل، في حين تبقى فصائلنا وقوانا الفلسطينية في دائرة الانقسام والاختلاف".
ووفقا لنص الاتفاق بين نتنياهو وجانتس، سيجري تسريع قانون يطبق السيادة الإسرائيلية على نحو 30% من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل.
وبحسب الاتفاقية: "سيتم تمرير القانون في أسرع وقت ممكن، ولن يتم تعطيله أو تأخيره من رئيس الكنيست أو لجان الشؤون الخارجية والدفاع".
دعوة للتعلم!
ويتفق عدي حميد مع بركات بضرورة أن تسارع القوى الفلسطينية إلى التعلم من نظيرتها الإسرائيلية، وتقديم المصلحة الوطنية على الحزبية.
ويقول حميد لـ"العين الإخبارية": "مؤسف أن الأحزاب الإسرائيلية تتفق رغم تباينها لمواجهة جائحة كورونا وتحقيق أحلام إسرائيل على حساب حقوقنا، في حين تستمر فصائلنا في خلافاتها وتقديم مصالحها على مصلحة الوطن".
ويعتبر حميد وهو طالب جامعي أن المخاطر والتحديات سواء الوطنية أو ما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا، تتطلب وحدة موقف وتعاونا من الجميع، وإذا لم يتم تجاوز أزمة الانقسام في مثل هذه الظروف فربما لن يتم تجاوزها مستقبلا.
ويعاني الفلسطينيون من انقسام عميق منذ منتصف 2007 عندما انفردت حماس بالسيطرة على غزة بعد اقتتال عنيف مع قوات السلطة الفلسطينية، وفشل عشرات التفاهمات لطي صفحة الانقسام.
نحن أولى بالوحدة
ويقول الفلسطيني أسامة الهندي إن إسرائيل تتوحد لتقضم مزيدا من حقوقنا، وفصائلنا تواصل الاختلاف، فقط نسمع بيانات وتصريحات جميلة تدعو للوحدة والعمل المشترك دون أي تطبيق على أرض الواقع.
ويطالب الهندي في حديثه لـ"العين الإخبارية" جميع القوى المجتمعية أن تشكل حالة ضغط لوحدة موقف فلسطيني يستطيع أن يجابه تحديات المرحلة.
وفي بداية أزمة كورونا، وبعد إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية، صدرت غالبية الفصائل الفلسطينية مواقف تدعو للوحدة والعمل المشترك، لكن كل ذلك لم يترجم إلى أي خطوات عملية.
قراءة في المزاج الشعبي
ويشير الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن المزاج الشعبي الفلسطيني غير مكترث كثيرا بتشكيل حكومة الطوارئ الإسرائيلية؛ لأن تجاربه مع الحكومات الإسرائيلية سواء من اليمين أو اليسار، أو حكومات الوحدة، سيئة، وربما يكون اكتوى من أحزاب اليسار أكثر من اليمين.
ويقول أمين لـ"العين الإخبارية": "رغم ذلك هناك استشعار أن هذه الحكومة يمكن أن تقدم على تنفيذ خطوات غير مسبوقة على صعيد الاستيطان وضم الضفة الغربية".
ويوضح أن هناك حالة غضب شعبية من فشل القوى الفلسطينية في الاتفاق حتى على تشكيل لجنة طوارئ مركزية بين غزة والضفة لمواجهة جائحة كورونا، في الوقت الذي تتفق فيه الأحزاب الإسرائيلية لتحقق أحلام إسرائيل التي ترتكز على سحق حقوقنا التاريخية.
ويرى أنه لا بديل في هذه اللحظة عن ضرورة أن تتخذ كل الأطراف خطوات للخلف وتتنازل باتجاه الاتفاق المشترك والتوحد لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
فلسطين هي الضحية
توفيق أبو شومر، الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، ينبه إلى أن الضحية الأبرز لحكومة الطوارئ الإسرائيلية، هي دولة فلسطين، بعد موافقة الطرفين، الليكود، و"أزرق - أبيض" على تنفيذ صفقة القرن عمليا، أي، ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية.
وحذر بأن ذلك يقضي على مشروع حل الدولتين، مشيرا إلى أن هذه الصفقة تبدأ بضم غور الأردن أولا؛ لأن مُخططها جاهزٌ منذ عام 1967 وفق مُخطط (ألون)، أو مشروع ألون!.
ماذا نحن فاعلون؟
ويتفق معه الكاتب والوزير السابق أشرف العجرمي قائلا: "نحن إذاً على موعد مع مشروع ضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية قد تشمل غور الأردن وغالبية المستوطنات".
ويشير إلى أن ذلك سيكون أولوية بالنسبة لنتنياهو ولكتلة اليمين، وعلى الأغلب سيتم البدء بإجراءات الضم في بداية شهر يوليو/تموز إذا ما كان وضع واعتبارات الولايات المتحدة يسمح بذلك بسبب "كورونا"، مع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبني على الضم للحصول على تأييد الإنجيليين الذين يؤيدون إسرائيل بصورة قاطعة ومن دون أي تحفظ.
وتساءل "ماذا نحن فاعلون إذا ما أقدمت إسرائيل على الضم؟ وهل لدينا خطة لمواجهة هذا الخطر الداهم غير التهديد والوعيد الذي لم يعد يجدي نفعاً، خصوصاً بعد فشلنا في مسألة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها؟؟".
وطبقا لتسريبات محطات التلفزة الإسرائيلية فإن تركيبة الحكومة الجديدة ستكون كما يلي:
بنيامين نتنياهو سيتولى منصب رئيس الوزراء لمدة 18 شهرا، أما بيني جانتس فسيكون نائبا لرئيس الوزراء، ووزير دفاع على أن يتولى رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرا تلقائيا بعد انتهاء فترة ولاية نتنياهو.
ويتولى يسرائيل كاتس (من الليكود) وزارة المالية، وجابي أشكنازي (من أزرق أبيض) وزيرا للخارجية، وعمير بيرتس (العمل) وزيرا للاقتصاد، يعقوب ليتسمان (حزب يهودوت هتوراه) وزيرا للصحة، إرييه درعي (من حزب شاس) وزيرا للداخلية.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز