حماس تمثل محور (إيران - قطر - تركيا)، الذي يمثل محور المتاجرة بالقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا.
رغم ما يعيشه الفلسطينيون من شتات وفرقة ودسائس فيما بينهم، وهي مسؤولية كل أبناء الشعب الفلسطيني كافة، وبدون استثناء، إلا أن ما فعلته وتفعله حماس يؤكد أنها وجدت وزرعت من أجل خدمة الكيان الصهيوني بعدما أصبحت سببا في تشتيت المقاومة الفلسطينية والانقسام والانتكاسة الحقيقية لها، بعد أن تطور الخلاف وانقطع الحوار مع حركة فتح، وتطور الوضع بينهما لاستخدام السلاح والاغتيالات.
قد لا يعلم البعض أن صفقة القرن كانت ضمن أهداف وأجندات المشروع القطري والإخواني والإيراني في الربيع العربي، وكان مرسي رأس الحربة حينما عرض على عباس إعطاء الفلسطينيين سيناء بدلا عن أرضهم ولكنه رفض
لذا أرى أن حماس ورقة استخدمتها إسرائيل لقتل ما تبقى من الشعب الفلسطيني، وهي نموذج يمثل خبث وخيانة جماعة الإخوان المفلسة، التي تريد أن تبيع لأردوغان دولنا وحَرمنا، وتريد أن تبيع للفرس عروبتنا وثرواتنا، عدوهم المشترك ليس إسرائيل، بل عدوهم الحقيقي هو كل من يخالف طهران والإخوان، هم يسعون لمصالحهم التوسعية ومقدرات الشعوب العربية بغطاء ديني مزيف، هم خنجر خيانة في ظهورنا، حزبيون ابتُليت أمتنا بهم وباعوا عروبتهم للفرس والأتراك وإسرائيل.
على حماس أن تصحح مسارها، وتخرس تصريحات قادتها المسيئة للسعودية ولمصر وللإمارات، وأن تضع حدا للتحريض غير المبرر والمخالف للتوجهات العربية والإسلامية والدولية، وأن تختار المصالحة مع الشعب الفلسطيني لتكون جزءا من الحل، أو تبقى خنجرا مسموما في ظهر القضية الفلسطينية وفي خندق محور الأشرار الإرهابي.
حماس تمثل محور (إيران - قطر - تركيا)، الذي يمثل محور المتاجرة بالقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا، والذي يسير بالمقاومة في الاتجاه المعاكس بخطوات متلاحقة؛ بهدف استرضاء الجانب الإسرائيلي والمنظمات الصهيونية الأمريكية.
هذا المحور الذي يعمل ليلاً ونهاراً في إعلامه بالترويج لصفقة القرن، وكأنهم يستبقون ما يخططون له أو ما يراد منهم تنفيذه باتهام السعودية والإمارات ودوّل أخرى، وإيهام المشاهِد والمتابِع والشارع العربي بأنهم جزء من صفقة القرن وأنهم خلفها، فكل الإعلام الذي تجدونه يتحدث عن الصفقة مملوك أو يتبع للإخوان ولأذناب إيران، هم يغرسون هذه الصفقة في عقول أبناء الوطن العربي والمسلمين لتكون مع الوقت إن حدثت شيء طبيعي، ويتقبل الناس ذلك بلا وعي لأنه ليس بجديد؛ لذلك هم يرجعون لأي خبر تجده يخدمهم ويخدم مؤامراتهم أو تغطية لما سيقومون به.
قد لا يعلم البعض أن صفقة القرن كانت ضمن أهداف وأجندات المشروع القطري والإخواني والإيراني في الربيع العربي، وكان مرسي رأس الحربة حينما عرض على عباس إعطاء الفلسطينيين سيناء بدلا عن أرضهم ولكنه رفض.
لذا أجزم بأن ما يفعله هذا المحور بالأردن هو جزء من صفقة القرن، وعبر أسلوب وحملات ممنهجة ومركزة من أجل خلق روح انهزامية لدى الشعوب العربية، فهم يمثلون خونة الأمة، وهم معول هدم لا يعرف البناء، تحالفوا مع العدو وسخروا إمكانياتهم وأموالهم؛ من أجل تفتيت الأمة بثورات صهيونية وبصناعة الإرهاب، تآمروا وخدعوا وخانوا ولكن الله أخزاهم وكشف أمرهم، اتخذوا من الدين ألعوبة سياسية وخداعا لعواطف النَّاس لتمرير أجنداتهم وأهدافهم؛ فإعلامهم هو الذي يروج لصفقة القرن بطريقة أو بأخرى، أحيانا يقدمها للإساءة للمملكة والإمارات ومصر، وأحيانا لإهانة عباس وفتح، وأحيانا يقدمها من أجل دعم حماس والإخوان وحزب الممانعة.
الأمثلة على ذلك زيارة كوشنر للمنطقة، وبسذاجة ممجوجة كشف هذا المحور نفسه، فعندما حضر للسعودية ومصر والأردن رددوا أنه بحث صفقة القرن، وعندما حضر إلى قطر بحث السلام في منطقة الشرق الأوسط؟! لكن السؤال الذي لم يسأل: لماذا حضر كوشنر إلى قطر؟ وما شأن قطر بسلام الشرق الأوسط؟
ببساطة لأن قطر ولية أمر حماس، وموافقة قطر تعني موافقة حماس على الصفقة؛ لذا وجب أخذ الموافقة النهائية من ولي الأمر ليتم التوقيع على الصفقة هذا كل ما في الأمر، ولأن قطر لها علاقة بما يحدث بأمن الشرق الأوسط، فهي من أنفقت على انقلاب حماس في غزة على الشرعية، وهي التي أنفقت على الحرب والانقلاب في ليبيا، وهي من دعمت المعارضة في البحرين، وهي من كانت تدعم الإرهابيين في العوامية وفِي العراق ولبنان وفي مصر والصومال.
الحقيقة أن فلسطين محتلة، وإسرائيل بالنسبة لنا ستبقى جيشاً محتلاً لأرض عربية، وأن السعودية والإمارات والكويت والأردن ومصر وبقية الدول العربية الأخرى لن تقبل بصفقة لا تقوم على أساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بأمنها وحدودها وحق عودة المهجرين الفلسطينيين، والحصول على جميع حقوقهم، وإلا فالصفقة باطلة وغير مقبولة، ولا تعني سوى من خطَّطَ لها وحلم بأنها الحل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة