رسالة من فلسطين إلى سويسرا: اعتذروا
في أعقاب تصريحات وزير خارجية سويسرا، التي هاجم فيها استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينينين "الأونروا".
طلب الفلسطينيون من سويسرا تقديم توضيحات رسمية حول تصريحات وزير خارجيتها إيجنازيو كاسيس، التي هاجم فيها استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واتهاماته بأنها السبب في تأجيج النزاع في الشرق الأوسط، معتبراً أن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها قسراً "حلم وغير واقعي".
ووجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، رسالة، الأربعاء، إلى الحكومة السويسرية لتقديم توضيحات واعتذار رسمي إلى الشعب الفلسطيني.
واعتبر عريقات، في تصريح أرسله لـ"العين الإخبارية"، أن "سويسرا اتخذت موقفاً غير محايد، وتصريحات وزير خارجيتها تخدم رواية الاحتلال، كما تخدم أهداف إسرائيل والإدارة الأمريكية في تصفية قضية اللاجئين".
وأعرب عريقات، في رسالته، عن "غضب الشعب الفلسطيني وقيادته من هذه التصريحات"، واصفاً إياها بـ"الإهانة المباشرة لشعبنا"، مستغرباً من أنها "صدرت عن دولة تتغنى بالتزامها بقواعد القانون الدولي وقيم العدالة والحياد التي جعلت منها مقراً للمنظمات الدولية العديدة".
وفي رسالته، قال عريقات: "حق العودة للاجئ الفلسطيني حق غير قابل للتصرف، ومحمي بموجب القانون الدولي، لكن الحلم الوحيد غير الواقعي إهدار كرامة الشعب الفلسطيني، وعلى حد تعبير زميلكم السويسري المفوض العام للأونروا بيير كرينبول فإن الكرامة لا تقدر بثمن".
وتساءل: "إذا كانت هذه التصريحات تصدر عن أعلى مستوى دبلوماسي في الحكومة السويسرية التي تعد أن تنفيذ قواعد القانون الدولي أصبح حلماً غير واقعي، فهل نتوقع أن تقوم سويسرا بتزويد إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بمزيد من الحصانة لانتهاك القانون الدولي؟".
واعتبر عريقات هذه التصريحات "خروجاً عن قيم سويسرا ومبادئها الراسخة في الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي"، مذكراً بـ"نصوص القانون الدولي الصريحة فيما يتعلق بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولجنة الأمم المتحدة الفرعية المعنية بتعزيز وحماية مبادئ حقوق الإنسان بشأن رد المساكن والممتلكات في سياق عودة اللاجئين والمهجرين داخلياً، وقرار الجميعة العامة للأمم المتحدة رقم 194".
وأكد عريقات، في رسالته، على أن "المشكلة لا تكمن في وجود المخيمات أو استمرار عمل الوكالة، وإنما تكمن المشكلة في أمرين، الأول عدم محاسبة المجتمع الدولي إسرائيل عندما أحدثت النكبة الأولى بحق الشعب الفلسطيني عام 1948، التي أجبرته على إنشاء الخيام والمخيمات عندما شردت قسراً ما يقارب 957 ألف فلسطيني بالقوة، وثانياً في استمرار هذا الاحتلال غير القانوني الذي دام لأكثر من 50 عاماً اليوم، وعدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والسياسية في محاسبته وإنهائه طوال هذه السنوات. هذا تماماً، ما يفاقم النزاع في الشرق الوسط اليوم".
وجدد عريقات التأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض لتوطين و"دمج اللاجئين الفلسطينين في البلدان التي يقيمون فيها"، كما دعا لها كاسيس،
وقال عريقات: "ليست الأونروا فقط من يتمسك بالأمل، بل لا يزال الشعب الفلسطيني يتمسك بحقه غير القابل للتصرف بالعودة".