"حزب الله" يكسر إغلاق كورونا لاستعادة جثامين قتلاه بسوريا
مؤسسة أبحاث أمريكية كشفت عن التقرير مستشهدة بدفن أكثر من عنصر للحزب في لبنان بعد مقتلهم بسوريا
كشفت مؤسسة أبحاث أمريكية، أن مليشيات "حزب الله" الإرهابية تواصل استعادة ودفن رفات عناصرها الذين قتلوا في سوريا، رغم إغلاق الحدود وسط استمرار تفشي جائحة كورونا "كوفيد-19".
وقال "المجلس الأطلسي"، إنه في 19 مارس/ آذار الماضي، أغلق لبنان حدوده، بما في ذلك المعابر البرية مع سوريا، لمنع انتشار الفيروس.
وأضاف "المجلس" وهو مؤسسة بحثية تعني بالشؤون الدولية، في تحقيق على موقعه الإلكتروني، أنه بعد أسبوعين فقط دفنت أسرة حسين السيد حسين رفاته في مقبرة قرية اللويزة جنوبي لبنان.
وأشار إلى أنه في البداية، كان يبدو أن الحدثين غير متصلين، لكن حسين كان مقاتلًا في حزب الله يبلغ من العمر 18 عامًا قُتل في سوريا نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
وعلى الرغم من إغلاق الحدود الرسمي، فإن رفات حسين كانت من بين ما لا يقل عن 7 من عناصر "حزب الله"، بالإضافة إلى قائد واحد، قتل قبل 7 سنوات وأُحضر مؤخرًا من سوريا.
وقال مسؤول إعلامي في "حزب الله" (لم يحدد هويته) إن الرفات أعيدت من سوريا "قبل فيروس كورونا"، لكنه لم يتمكن من تحديد موعد محدد.
وأوضحت المؤسسة أن عمليات الإعادة نشرت على نطاق واسع على مواقع إخبارية وصفحات "فيسبوك" مؤيدة لتنظيم "حزب الله" بعد الإغلاق، بما في ذلك صورة 3 جثث ملفوفة بقطعة قماش خضراء قبل دفنها.
وفي السياق، قال 4 مصادر مقربة من "حزب الله"، بما في ذلك مسلح من بيروت عاد من سوريا يناير/ كانون الثاني يُعرف باسم حسن، إن الحدود اللبنانية ليست مغلقة لاستخدام الحزب، مضيفا بابتسامة: "الحدود مغلقة أمامكم فقط".
وأكدت المصادر تفاصيل عمليات العودة، ومعظمها رفات عناصر قتلوا في 2013 في معارك مع مسلحي المعارضة السورية في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق.
وقال مسؤول في مجموعة "واتساب" موالية لحزب الله، يعرف باسم أبو علي: "كان هؤلاء الأشخاص في عداد المفقودين، وقتلوا قبل 7 سنوات، وعادوا اليوم، لأنهم كانوا جميعًا في عداد المفقودين، واختفوا. انتهت المعركة في سوريا"، على حد تعبيره.
وقال أحد سكان جنوب لبنان من أنصار "حزب الله" وعلى دراية بعمليات الإعادة: "حزب الله يبحث عن الجثث في الغوطة الشرقية، هناك مجموعات مكلفة بهذه المهمة، ولا تزال الجثث مفقودة في الغوطة الشرقية وريف حلب، وربما 2 فقط في صحراء شرق سوريا".
وأضاف: "أنهم يعملون على إيجادهم جميعًا. بعضهم استبدل مع (رفات) مسلحي المعارضة في إطار صفقات، وعثر على بعضهم بالحفر في المناطق المحتملة وسؤال السكان المحليين، مثل الآونة الأخيرة".
ولا يقتصر الأمر فقط على إعادة رفات عناصر "حزب الله" الذين قتلوا منذ سنوات إلى لبنان، حيث أفادت وسائل إعلام مقربة من التنظيم بوقوع وفيات إضافية متعددة منذ إغلاق كورفيد-19، مشيرة إلى استمرار اشتراكهم في العمليات العسكرية وأنشطة التدريب.
ومن بين هؤلاء جاد ياسين صوفان من جنوب لبنان، الذي أعلنت وفاته في 10 يوليو/تموز، وعرضت جثته في مرقد السيدة زينب جنوبي دمشق، قبل إعادتها إلى لبنان.
ولفتت المؤسسة إلى أن الظروف والمواقع الخاصة بهذه الوفيات الأخيرة غير واضحة، لكن من المعروف أن حزب الله ينخرط عسكريا في سوريا ويرسل مدربين وقادة عبر المنطقة.
وقال الصحفي اللبناني علي أمين، الذي يحرر موقع أخبار الجنوب، إن الصياغة الواردة في إشعارات الوفاة الأخيرة تشير إلى حدوثها في سوريا.
وأعيدت رفات المسلحين إلى لبنان في سيارات إسعاف تابعة لحزب الله، وفقاً لثلاثة مصادر قريبة من الحزب.
لكن المصادر أعطت روايات مختلفة للطرق المستخدمة لإعادة الجثث من سوريا، حيث ذكر أحدهم، أن حزب الله يستخدم معبرًا رسميًا، بينما قال آخر إنهم ساروا على "طرق خاصة" بعيدًا عن نقاطة التفتيش الحدودية.
وخلال الشهر الماضي، كانت الحدود اللبنانية السورية مفتوحة يومين في الأسبوع أمام اللبنانيين الراغبين في العودة إلى ديارهم، ولكن لم ترد "معلومات" حول عودة جثث عناصر حزب الله، حسب المتحدث باسم الأمن العام اللبناني، الذي يسيطر على المعابر الحدودية الرسمية.
ولم تتمكن وزارة الصحة العامة اللبنانية من تقديم معلومات عن المعايير والأحكام الخاصة بإعادة الرفات البشرية عبر الحدود.