بالصور.. "أوبرا الشارع" في باريس الأكثر ربحا
ظاهرة "التسول الفني" تتواجد في أوروبا منذ القرن الـ18 الميلادي، وتم تصديرها لبلدان أوروبية أخرى، ودائماً ما تظهر مع العازفين.
تتصاعد ظاهرة غناء مطربي الأوبرا في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن ترك هؤلاء المسارح المخصصة لهذا الفن، واتجهوا إلى مناطق تجمعات الزائرين، لتقديم اسكتشات أوبرالية غنائية، لا سيما أنها مربحة للغاية إذا ما نجح الفنان في لفت نظر المارة، ليجد حينها مقابل مادي تقديرا لفنه في قبعة يضعها بجواره.
التسول الأوبرالي الأكثر ربحا
انتشار ما يسمى بـ"التسول الفني" في شوارع أوروبا، ظاهرة موجودة منذ القرن الـ18 الميلادي، تطورت وتم تصديرها من فرنسا إلى بلدان أوروبية أخرى، ودائماً ما يكون أبطالها من العازفين ولاعبي الجيتار، وأحياناً الراقصين، أما الآن، ينتشر بين هؤلاء مطربو الأوبرا ويتواجدون في الأماكن السياحية بقلب باريس، لتقديم عروضاً تجذب مرتادي هذه الأماكن، ومن خلال الرصد فإن هذه العروض قد توفر لهم يومي، السبت والأحد، ما يتراوح بين 300 و500 يورو خلال اليوم الواحد فقط، تُقدم في شكل عملات معدنية أو ورقية من المارة.
برنارد ورونيا من معالم "السكري كور"
الفرنسي "برنارد" واليونانية "رونيا" حالة من حالات التسول الفني الأوبرالي، ومكانهما ساحة "السكري كور" الواقعة في قلب العاصمة الفرنسية، وهي من أهم المعالم السياحية في باريس، وتشهد تكدسات من جميع أنحاء العالم.
وتشهد هذه المنطقة مهرجانات شعبية للعنب الفرنسي وما يشتق منه، وعلى جوانب الطريق توجد مطاعم ومقاهٍ يونانية ذات أسعار متوسطة مقارنة بمطاعم ومقاهي باريس.
10 عروض يوميا
وسط هذا الزحام، كانت عروض "برنارد" و"رونيا" الأوبرالية تجذب المارة، لأنه من الطبيعي أن يقف عازف جيتار أو بيانو، لكن العرض الأوبرالي الذي يقدمانه أمر غير متكرر لاسيما للسائحين الغريبين عن عاصمة النور.
ويقدم الثنائي خلال النهار الواحد، حوالي 10 عروض، لا يزيد كل عرض عن 10 دقائق، ويضع السائحون الأموال لهما في في غطاء مكبر الصو، ويتراوح ما يحصلان عليه بعد كل عرض ما بين 50 إلى 80 يورو، تتنوع ما بين عملات معدنية أو أوراق مالية فئة 10 يورو.
صاحب المقهى
تحدثنا مع أحد العاملين بالمقهى المجاور لمكان وقوف الثنائي الفني، وقال: "العروض الأوبرالية التي تقدم هنا نادرة، دائما ما يكون الفنان العازف معه بيانو أو جيتار، أما هذا الثنائي فهو في الأساس يعمل في بيوت الأوبرا في باريس وما أكثرها، والراتب الشهري لا يتجاوز 1200 يورو في حين أن حضورهما أيام السبت والأحد من كل أسبوع، يزيد من ربحهما ألف يورو، يحصل صاحب المقهى الذي يقفون أمامه على ما بين 100 إلى 200 يورو، وهذا يكون أكثر ربحا من عملهم طوال أيام الأسبوع في وظيفتهم بالأوبرا".
قوانين التسول الفني
ويتعامل القانون الفرنسي مع التسول الفني، باعتباره من حقوق الإنسان، لاسيما أن باريس هي عاصمة الفن العالمي، ولكن القانون الفرنسي وضع تعديلات في السنوات الـ5 الأخيرة لضبط عملية التسول الفني بعد حالات استغلال ومضايقات أو عرقلة الطريق العام.
عرقلة الطريق العام
مع موجات الهجرة، ولجوء الكثير إلى التسول الفني، تنوعت التعديلات القانونية المتعلقة بعدم عرقلة الطريق العام، بعد أن قام البعض بتقديم مقطوعاتهم الموسيقية أو عروضهم الغنائية عند مدخل بوابات المترو لجذب الانتباه أكثر، خاصه أنهم وجدوا أن الممرات الرئيسية بالمترو متكدسة بالأوروبيين، سواء فرنسيين أو من أوروبا الشرقية، ممن يقدمون فنونهم أملا في الحصول على ما يأتي ممن يستمتع بفنهم.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز