مرض باركنسون والذهان.. علاقة غريبة تكشفها الأوهام والهلوسة
باركنسون إحدى الحالات المرضية التي تصيب كبار السن خاصة وتسبب الإعاقة والوفاة، ما يدفع الباحثين لدراسة كل ما يتعلق بالمرض بشغف واستفاضة.
ويشير الخبراء إلى مرض باركنسون على أنه اضطراب دماغي يتطور ببطء بالنسبة لمعظم الناس، مع أعراض تشمل التصلب والرعشة، وفي وقت لاحق المشكلات غير الحركية مثل الاكتئاب والهلوسة.
ويشمل مرض باركنسون، المعروف أيضًا باسم "مرض باركنسون اللا نمطي"، مجموعة من الحالات التي تبدو مثل مرض باركنسون ولكن لا يمكن علاجها بأدوية PD القياسية، ويكون لديهم أعراض إضافية بما في ذلك السقوط والخرف.
يعتقد كثيرون أننا نعرف العلامات المبكرة لمرض باركنسون (PD) من خلال يدين ترتجفان وتحرك أبطأ وجسد وعضلات أكثر صلابة، لكن قد تكون هناك أدلة جديدة أكثر دقة.
وتشير الدراسات الجديدة إلى أن الأدوية المضادة للذهان تُعطى أحيانًا للأشخاص قبل سنوات من تشخيص باركنسون، ما يعتقد أن الخرف قد يكون مؤشرا للإصابة بهذا المرض.
بحث يربط بين الخرف وباركنسون
تقريبا 4 من كل 10 أشخاص مصابين بمرض باركنسون يصابون بالهلوسة والأوهام، وفقًا للدراسات المعروفة باسم ذهان مرض باركنسون (PDP)، مع تزايد احتمالية الإصابة به مع مرور الوقت.
الآن، يحاول بعض الباحثين اكتشاف ما إذا كان الذهان يمكن أن يظهر قبل سنوات من ظهور العلامات الجسدية الأخرى للمرض.
ونظر باحثون إسبان إلى مجموعة صغيرة من مرضى باركنسون الذين لم يتناولوا أدوية لهذا المرض ووجدوا أن 42٪ عانوا من هلوسة خفيفة.
ووفقا لموقع healthcentral، رأى المشاركون في البحث إما شخصا أو حيوانا من زاوية عينهم أو شخصًا قريبًا منهم أو بجانبه، بينما أفاد ثلث المشاركين أن هذه الهلوسة حدثت قبل أشهر أو حتى سنوات.
بينما وجدت دراسة أخرى من فنلندا أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون قد تم إعطاؤهم مضادات الذهان بمعدل أعلى من أولئك الذين لا يعانون من مرض باركنسون، وقد بدأ البعض بمضادات الذهان حتى أربع سنوات قبل تشخيصهم.
قالت إلانا كلار، طبيبة أعصاب اضطرابات الحركة في نيو جيرسي للمخ والعمود الفقري في نيوجيرسي: "هناك أنواع عديدة من اضطرابات باركنسون".
وأضافت أن "المشكلة تكمن في أن هذه الحالات العديدة تحاكي أحيانًا شلل الرعاش، مع عدم وجود اختبار واحد لإجراء تشخيص مضمون".
استعرضت الدراسة الفنلندية عدد الوصفات الطبية الجديدة لمضادات الذهان للأشخاص الذين يعانون من شلل الرعاش على مدى عقدين من الزمن، خاصة قبل 10 سنوات من التشخيص الرسمي لمرض باركنسون.
ومع ذلك، فإن مضادات الذهان التي تم تناولها قبل تشخيص مرض باركنسون لا تعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص كانوا يهلوسون أو لديهم أفكار بجنون العظمة قبل ظهور الأعراض الجسدية لمرض بارانويا، وفقا للدكتور دانيال وينتراوب، أستاذ الطب النفسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا.
ويشرح: "يمكن أن ينتهي الأمر بالناس إلى تناول مضادات الذهان لأسباب أخرى، مثلا يمكنهم تناولها لأنهم مكتئبون أو بسبب مشاكل النوم".
باركنسون ليس المرض الوحيد بعد الذهان
في حين أنه قد يكون صحيحًا أن بعض الأشخاص المصابين بالذهان يصابون بمرض باركنسون، فمن المهم ملاحظة مدى احتمال إصابتهم باضطرابات عصبية أخرى بنفس القدر.
يعاني المصابون بمرض "خَرَف أجسام ليوي" من أعراض حركية مشابهة لمرض شلل الرعاش مع اختلاف رئيسي واحد، كما تقول إلانا كلار.
وأضافت: "مع مرض باركنسون النموذجي لا نتوقع أن تصبح المشكلات المعرفية عميقة إلا بعد عقد أو أكثر، وفي خَرَف أجسام ليوي تظهر الأعراض المعرفية منذ البداية ويمكن أن تشمل الهلوسة والأوهام والاكتئاب واللا مبالاة، لذلك قد ينذر الذهان بالعديد من الحالات وليس فقط شلل الرعاش".
وشرحت: "عندما يكون لديك مرض باركنسون فإن دماغك لا ينتج ما يكفي من الدوبامين، كما أن الأدوية المضادة للذهان تمنع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، لذلك على الرغم من أن دماغك ربما لا يزال ينتج الدوبامين فإنه لا يستطيع إرسال الإشارات بالطريقة الصحيحة بفضل تلك الأدوية".
وتابعت: "والنتيجة هي أن الشخص يمكن أن يعاني من الأعراض الجسدية لمرض باركنسون ولكن لا يعاني في الواقع من مرض باركنسون".
الدوبامين هي المادة الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة، وهي مسؤولة أيضًا عن إرسال الإشارات من دماغك إلى عضلات جسمك التي تتحكم في الحركة.
الاكتئاب مؤشر على الإصابة بداء باركنسون
في حين أن الخبراء غير مقتنعين بأن الهلوسة المبكرة هي علامة على داء باركنسون، فإن هناك اضطرابات مزاجية أخرى تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
يقول دانيال وينتراوب: "تُظهر دراسات متعددة أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض باركنسون في النهاية يعانون من اكتئاب منتصف العمر أو اضطراب القلق الذي تم تشخيصه في السنوات التي سبقته، وربما يعودون إلى الوراء خمس أو عشر سنوات أو حتى عدد أطول من السنوات".
ويشرح: "قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة بمرض باركنسون لكن احتمالية حدوثه غير شائعة للغاية، لأن شلل الرعاش ليس حالة شائعة في حين أن كلا من الاكتئاب والقلق شائع حتى عندما تكون في منتصف العمر".
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز