مشاركون بمؤتمر الأخوة الإنسانية يدعون إلى تعميق مبدأ الحوار بين الشعوب
قيادات دينية وشخصيات فكرية دولية تشارك في ورش عمل المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في يومه الثاني، وتدعو إلى تقبل الخلافات بين البشر
دعت قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية دولية، شاركت في ورش العمل المتخصصة التي عقدت الاثنين، في ختام المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، إلى تعميق مبدأ الحوار بين جميع شعوب العالم.
كما دعت القيادات إلى تقبل الخلافات والتركيز على أوجه التشابه بين البشر، "حتى نتمكن معاً من المضي قدماً برؤية مشتركة لإحلال السلام وتحقيق التعايش، والوقوف في وجه التحديات التي التي تسبب انتشار الكراهية والتطرف الديني".
وأدار الورشة الأولى التي عقدت في "منصة التسامح"، الدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار، بمشاركة الكاهن الدكتور جونج تشان بارك، رئيس المجلس الميثودي العالمي، والحاخام مارك شناير، مؤسس ورئيس مؤسسة التفاهم العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية، وموهيندر سينغ، مدير المعهد الوطني لدراسات البنجاب في جمهورية الهند، والحاخام جوليان حاييم سوسان، حاخام فرانكفورت، والمطران أفراييم تينديرو، الأمين العام والرئيس التنفيذي للتحالف الإنجيلي العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وناقشت الورشة الحاجة إلى إيجاد علاقة سلمية وبناء روابط وثيقة بين الناس عبر 3 إجراءات، تتمثل في الاستماع إلى الآخر بشكل فعال وواضح، وفهم الأمور في سياقها الصحيح، وبناء الثقة والتعاون بدلا من إصدار الأحكام المسبقة، مؤكدين الحاجة إلى إظهار التعاطف تجاه حقوق الآخرين بصرف النظر عن أصولهم وخلفياتهم الدنية.
وتطرقت الورشة إلى دور القادة الدينيين في محاربة التعصب لدى جميع الأديان، وأهمية تحقيق الشمولية في التعليم الديني، إذ إن البشر جميعاً تجمعهم مصادر قلق وآمال واحدة كونهم متشابهين في السمات والحاجات الإنسانية.
وأدار الورشة الثانية، التي عقدت في منصة الإنسانية الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية، بمشاركة نيافة المطران ناركيسوس قموه، مطران أكرا والوكيل البطريركي بالإسكندرية، والدكتور ماركوس سيمون دروجه، أسقف الكنيسة الإنجيلية في برلين، والدكتور أماني لوبيس، رئيس مجلس علماء المسلمين في جمهورية إندونيسيا، والدكتور أوليفييه روا، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا.
وأشار نيافة المطران ناركيسوس قموه إلى أن الحل الأمثل لمواجهة هذه التحديات هو الحوار والتفاهم والتوافق، إذ إن التعايش السلمي يمثل مطلباً أساسياً لإحلال السلام وإبعاد خطر الصراع بين الحضارات وبناء مستقبل أفضل للجميع.
وأوضح أن إرساء مبدأ التعايش الحضاري نتاج التعايش الثقافي والديني ونشر ثقافة السلام والإخاء بين الإنسانية جمعاء، منوها أن أسس الأخوة الإنسانية تستند إلى الإرادة الحرة المشتركة، والوصول إلى تفاهم مشترك حول الأهداف لتحقيق الأمن والسلام ووضع حد للكراهية والحروب.
ودعا أتباع الديانات المختلفة إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك لتعزيز دعائم السلام والإخاء فضلاً عن إعادة النظر في المناهج والمواد التعليمية التربوية، وإعداد القائمين على عمليات التعليم لخلق جيل واع يؤمن بالأخوة الإنسانية.
فيما عقدت الورشة الثالثة بـ"منصة التعايش"، وأدارها الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة بالمغرب، بمشاركة الشيخ الدكتور عثمان بطيخ، مفتي تونس، والبروفيسور فيا تشيسلاف علي لوسين، مدير المركز الروسي للوسطية في جمهورية روسيا الاتحادية، والدكتور يحيى بلافتشيني، رئيس الجمعية الإسلامية الدينية بإيطاليا، والدكتور ثريا بشعلاني، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط في الجمهورية اللبنانية، والقس الدكتور حبيب بدر، رئيس الاّتحاد الإنجيلي في الجمهورية اللبنانية.
وناقشت الورشة الفرص والتحديات التي يواجهها المسلمون والمسيحيون في سبيل تحقيق الأخوة الإنسانية، وأكد الحضور أهمية تعزيز التعايش في مجتمع متعدد الطوائف من خلال الدعوة إلى تحقيق التآزر والوئام على الرغم من اختلاف المذاهب والأديان التي ينتمي إليها البشر.
كما أكدوا ضرورة إيجاد المناخ المناسب للحياة المشتركة بين المجتمعات، عبر زيادة فهمهم لبعضهم البعض مع بناء الشراكة لتعزيز المواطنة ومواجهة التعصب.
aXA6IDEzLjU4LjM0LjEzMiA= جزيرة ام اند امز