عزوف سياسي عن المشاركة بالحكومة اللبنانية الجديدة
خبراء يؤكدون أن تشكيل الحكومة اللبنانية بعيدا عن الكتل السياسية يفتح المجال لاتخاذ قرارات لن ترضي مليشيا حزب الله وحركة أمل
بدأ الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الدكتور حسان دياب، السبت، "استشارات التأليف الوزاري" من مجلس النواب، وسط امتناع كتل نيابية مؤثرة عن المشاركة وفقا للسياق الذي تجري فيه عملية التكليف والتأليف، محذرين من تشكيل حكومة "تقنيين إخصائيين"، إلا أنهم غير مستقلين عن الأحزاب السياسية.
وحدد دياب، المدعوم من حزب الله، موعدا للاستشارات مع الكتل النيابية، التي يعمل من خلالها على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد أن نال في الاستشارات النيابية الملزمة 69 صوتا، فيما حاز نواف سلام 13 صوتا، وحليمة قعقور صوتا واحدا، في حين امتنع 42 نائبا عن تسمية أي مرشح.
- السنيورة بعد لقائه حسان دياب: ينبغي رفع وصاية إيران عن لبنان
- الحريري: الحل الوحيد لأزمة لبنان هو تشكيل حكومة إخصائيين
وفيما استبق اللقاء الديمقراطي بدء مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة بإعلان امتناعه عن المشاركة، فيما اعتبرته "سيناريو معدت سلفا سينتج حكومة عاجزة"، أعلن في الوقت ذاته تكتل المستقبل النيابي و"الجمهورية القوية" وكتلة حزب الكتائب عدم المشاركة في "حكومة من لون واحد".
حزب الله أمام أمر واقع
وفي تعقيبه على مواقف الكتل النيابية اليوم السبت، في الاستشارات الوزارية اللبنانية، قال الدكتور محمد سعيد الرز الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني في حديث لـ"العين الإخبارية" إن إعلان كتل سياسية ممثلة على كتل نيابية مواقفها بالعزوف عن المشاركة بشكل مباشر، يعطي الفرصة لتشكيل حكومة من خارج الطقم السياسي الحالي.
ورأى الرز أن عدم التمثيل السياسي في الحكومة الجديدة ربما سيؤدي إلى إنجاز عملية التأليف، الذي سيستغرق حسب ما أعلنه دياب من شهر إلى 6 أسابيع، وسيركز برنامجه على الناحية المالية والاقتصادية للنهوض بلبنان.
وأوضح أن مواقف الحراك الشعبي وتيار المستقبل وأحزاب القوات والكتائب ستفتح المجال أمام رئيس الحكومة اللبنانية المكلف إلى اتخاذ قرارات قد لا تلائم مليشيا حزب الله وحركة أمل.
وتابع "دياب لا يريد أن يصطدم -لا سيما في بداية تكليفه- بالحراك الشعبي والقوى السياسية المؤثرة، لذا فإن معظم أعضاء حكومته سيكونون من الإخصائيين المستقلين، وستمثل المرأة بشكل واسع فيها".
واستطرد "حزب الله سيكون أمام أمر واقع، إما قبول حكومة خبراء مستقلين أو الفراغ، وعدم وجود بديل وما يليه من انهيار اقتصادي ومالي سيكون الحزب مسؤولا بشكل مباشر عنه".
الرز أكد أن دياب أصبح دستوريا رئيسيا للحكومة، وأما "ميثاقيا" فهو تعبير مبتدع لا وجود له في الدستور، ويستخدم حسب الحاجة.
ولفت إلى أن أكثر من مسؤول بالحراك الشعبي أعلنوا أنهم لا يرفضون اسم حسان دياب بالمطلق، لكنهم ينتظرون معرفة شكل وطبيعة التشكيل الحكومي وبرنامجها.
لا ضرورة في تأخيرها
وأعلن النائب عن كتلة المستقبل اللبنانية سمير الجسر عقب لقائه حسان دياب اليوم "أبلغناه (دياب) عدم المشاركة في الحكومة لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة".
وأعرب في تصريحات صحفية نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) عن أمنيته أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين، وهذه رغبة جميع اللبنانيين، كما دعوناه إلى تشكيل سريع للحكومة، لأنها ستكون من لون واحد، لذلك لا ضرورة للتأخير في التشكيل".
يذكر أن كتلة المستقبل التي يترأسها سعد الحريري أعلنت عدم ترشيحها أي شخص لرئاسة الحكومة اللبنانية خلال الاستشارات النيابية التي انطلقت في القصر الجمهورية الخميس الماضي، واكتفى الحريري حينها بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون "الله يوفق الجميع".
حزب القوات يحذر
كما أعلن حزب القوات اللبنانية عن مشاركته بوفد ممثل عن تكتل الجمهورية القوية (15 نائبا)، فيما أكد عدم مشاركته في الحكومة الجديدة.
وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عقب لقائه وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، السبت: "لا نريد أي حصة في هذه الحكومة وليس لدينا أسماء نريد اقتراحها وأقصى تمنياتنا هي أن يحذو بقية السياسيين حذونا".
وحذر جعجع في بيان من أنه "يجب أن يكون جميع الوزراء مستقلين في الحكومة العتيدة، إلا أن هناك من يحاول لعب لعبة سيئة خصوصاً في هذا الظرف بأن يأتوا بتقنيين إخصائيين إلى الحكومة إلا أنهم غير مستقلين، وفي هذه الحال نكون نراوح مكاننا دون إحراز أي تقدم".
مسار خاطئ
ودخل حزب الكتائب اللبنانية على خط رفض المشاركة في الحكومة، وقال الدكتور سليم الصايغ نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" "سنشارك في استشارات التأليف لكن لا مشاركة في الحكومة".
وأوضح الصايغ "مشاركتنا في الاستشارات ضمن الأصول الديمقراطية، حيث سنذهب ونعبر عن رأينا بوضوح، لكننا لن نشارك في الحكومة، انسجاما مع مطالبنا منذ 8 أشهر، ومطالب الانتفاضة الشعبية منذ شهرين، بأن تكون حكومة محايدة من اختصاصيين فقط للإشراف على الفترة الانتقالية والانتخابات المبكرة".
والتقت كتلة نواب الكتائب، السبت، حسان دياب، وقال رئيس الحزب النائب سامي الجميل عقب اللقاء "إن المسار خاطئ وسيؤدي إلى مزيد من الأزمات، ونكرر موقفنا بأن الحل الوحيد هو رد القرار للشعب اللبناني من خلال انتخابات نيابية مبكرة لرفض هذه السلطة".
"مسرحية فاشلة"
واستبق اللقاء الديمقراطي مشاروات تأليف الحكومة الجديدة بإعلان رفض المشاركة، حيث أعربت كتلة "اللقاء الديمقراطي" بزعامة النائب وليد جنبلاط عن رفضها المشاركة في الحكومة.
واعتذرت الكتلة (9 نواب من أصل 128) في بيان عن عدم المشاركة في استشارات تأليف الحكومة الجديدة، متمنية التوفيق لرئيس الوزراء المكلف.
وقالت في البيان "مع احترامنا للدستور والأعراف وآلية الاستشارات في حرم المجلس النيابي، فإننا انسجاما مع موقفنا المعلن بضرورة أن تعكس الحكومة نبض الشارع وطموح الشباب اللبناني نعلن امتناعنا عن المشاركة في الحكومة المقبلة، وانسجاما مع قناعاتنا المبدئية وعدم رغبتنا بالانخراط في مسرحية لن تؤدي سوى إلى فشل جديد".
وأرجع البيان موقف الكتلة إلى أن "السياق الذي تجري فيه عملية التكليف والتأليف يوحي بأننا أمام سيناريو معد سلفا، سينتج حتما حكومة عاجزة وغير قادرة على تلبية طموحات الشعب اللبناني".
والجمعة، قال دياب، في تغريدة على تويتر، إن "الوضع لا يسمح بإضاعة الوقت، وسأكثف الاستشارات من أجل الوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون".
وكان رئيس الوزراء اللبناني السابق تمام سلام شارك في استشارات التأليف اليوم، وقال في تصريحات صحفية عقب لقاء دياب: لم أطلب أي مطلب شخصي، بل مطالبي للبنانيين، ووقف سوء الممارسة لنصل إلى مخرج للأزمة".
وأردف "لم أعرقل، وكل شخص يحرص على وطنه لا يعرقل، نحن نقول موقفنا ورأينا، آخذين في الاعتبار أهم الأمور وهو الشارع، ونتمنى ألا يؤدي تعبيره عن استيائه أو غضبه إلى تعكير السلم الأهلي في البلد، وألا يتم استهداف الجيش والقوى الأمنية"، حسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز