"الحزب الحر الدستوري" بتونس.. صعود يصفع قطر والإخوان
الحزب التونسي تترأسه عبير موسى، المقربة من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ويضم عددا من الشخصيات التي شغلت مناصب عليا آنذاك
شكل صعود الحزب الحر الدستوري في الآونة الأخيرة مفاجأة في المشهد السياسي التونسي، حتى أن العديد من المتابعين يرون فيه ظاهرة سياسية بصدد اكتساح الساحة وتثبيت نفسه كإحدى القوى البارزة التي تراهن على الانتخابات التشريعية والرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
- بإعلان موعد الانتخابات.. أحزاب تونس تتسابق للفوز بالرئاسة
- خبراء تونسيون: تحالف "الشاهد والإخوان" بمأزق سياسي إثر وفاة الرضع
الحزب التونسي تترأسه عبير موسى، المقربة من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ويضم عددا من الشخصيات التي شغلت مناصب عليا آنذاك، وبرفع الحزب شعار الفكر البورقيبي.
ويرى مراقبون صعود الحزب بمثابة صفعة لتنظيم الإخوان والمخططات القطرية لتخريب البلاد.
الإخوان أعداء الأوطان
وهاجمت عبير موسى، رئيسة الحزب، مخططات قطر التخريبية التي دمرت تونس ونشرت سمومها عبر حزب النهضة الإخواني.
وقالت الأمينة العامة المساعدة للحزب ألفة العياشي، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مشروعهم يعتمد على مبدأ ثابت وهو أن تنظيم الإخوان عدو للوطن، مؤكدة قدرة الحزب على الفوز خلال الانتخابات القادمة.
وأضافت العياشي، أن الحزب دعم قواعده في جميع المقرات بكل المحافظات، بخلاف انتشاره الواسع والذي وصل إلى حدود القرى التونسية والمناطق الريفية.
وانتقدت العياشي حملة التشوية التي يقودها تنظيم الإخوان اتجاه الحزب.
الحزب بين الدعم والنقد
ويرى معارضو الحزب الحر الدستوري، أنه كيان سياسي عرضي في البلاد ولا يمكن له الاستمرار في الحياة السياسية، ومن جانب آخر يعتقد الكثير أنه القوة الضاربة القادمة في المشهد السياسي التونسي.
بدورها أكدت الناشطة السياسية والحقوقية منى الفرشيشي، أن هيكلة الحزب وتناغم خطابه ووضوح رؤيته السياسية هي مجموعة عوامل رئيسية في نجاحه وتأثيره حتى الآن.
وأشادت الفرشيشى، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، برئيسة الحزب عبير موسى، مؤكده أنها شخصية قوية وقادرة على جمع الأصوات وخاصة الأصوات المناهضة لتنظيم الإخوان.
من جانب آخر اتهم القيادي بحزب المبادرة محمد الغرياني، الحزب بالتطرف وعدم تمثيل الفكر البورقيبي.
الأخصائية في علم الاجتماع رحمة بن سليمان، أكدت خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحزب استفاد من العمق السيسيولوجي للفكر البورقيبي والذي يمثل في الذاكرة الجماعية التونسية واحداً من أسباب التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي عام 1956.
الحزب الذي يعتبر امتدادا لحزب التجمع (حزب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) يغري الكثير من التونسيين الرافضين للنهضة وما تسببت فيه من اغتيالات سياسية ومقتل مئات الأمنيين والعسكريين؛ كما يحاول قياداته التبرؤ من التحولات الإقليمية التي هزت المنطقة منذ عام 2011 تحت ما يسمى "الربيع العربي".