إنتاج لقاح فايزر في أفريقيا.. خطوة لا تغني عن إسقاط "براءة الاختراع"
أثار اتفاق إنتاج لقاح فايزر بأفريقيا تساؤلات حول كفاية مثل هذه الشراكات، لمواجهة انتشار سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء الأمريكية، الجمعة، بأنه من المتوقع أن يشكل اتفاق إنتاج لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في منشأة في كيب تاون بجنوب أفريقيا علامة بارزة في إطار جهود التطعيم العالمية ضد الفيروس الفتاك.
لكن بعض خبراء السياسة الصحية يقولون إن مثل هذه الشراكات ليست كافية للحصول على تنازل دولي عن حقوق إنتاج اللقاح.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، سوف يساعد معهد "بايوفاك" (بايوفاك انيستيتيوت) في جنوب أفريقيا على إنتاج أكثر من 100 مليون جرعة سنويا من لقاح شركتي "فايزر" و"بيو آند تك"، المضاد لكوفيد-19 في جميع أنحاء الدول الأفريقية.
ويندرج الاتفاق ضمن اتجاه أكبر من شركات الأدوية الكبرى مثل "جونسون وجونسون" وشركة "ميرك أند كو" التي تتعاون لتلبية الطلب العالمي على اللقاحات فيما ترتفع معدلات الإصابة.
ومع ذلك، يقول مراقبو السياسات الصحية إن الاتفاق الأخير لن يقترب من تلبية أرقام التطعيم المطلوبة في قارة لا تزال تكافح الجائحة.
وأضافوا أن التنازل عن براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية الأخرى المرتبطة بلقاحات كوفيد-19 سيمكن الإنتاج بشكل أفضل في البلدان المحتاجة مع احتدام انتشار سلالة دلتا المتحورة من الفيروس.
معركة براءات اختراع
تشهد اجتماعات منظمة التجارية العالمية، منذ 9 شهور، خلافات حول مقترح تقدمت به الهند، وجنوب أفريقيا، بالتنازل المؤقت عن حقوق الملكية الفكرية الخاصة بلقاحات فيروس كورونا.
ولاقت الدعوة، تأييد 60 عضوا من بين 164 عضوا بالمنظمة، بينما كان هناك رفض من جانب الاتحاد الأوروبي.
ووسط هذا الخلاف، تحول موقف الإدارة الأمريكية من رافض للدعوة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى مناصر لها في عهد الرئيس جو بايدن.
ومن المقرر أن يتفاوض أعضاء منظمة التجارة العالمية في الاجتماعات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول المقبلين، حول عدة موضوعات، ومنها الوباء وما يرتبط به من لقاح.
والملكية الفكرية تحمي الإبداعات، مثل الاختراعات، المحمية ببراءات اختراع، وحقوق التأليف والنشر، والعلامات التجارية.. وتمنع النسخ، وتسمح للمنشئ بالحصول على مكافأة مالية.
وتمنح براءات الاختراع الشركات المبتكرة احتكارا قصير الأجل للإنتاج لتغطية تكاليف تطوير المشروعات ولتشجيع الاستثمار.
تمويل البنك الدولي
وتعهد البنك الدولي، في بداية الشهر الجاري، بتعزيز التمويل المتاح لشراء لقاحات الوقاية من كورونا لتصل إلى 20 مليار دولار.
ويمثل هذا الرقم ارتفاعا مما كان مستهدفا في السابق وهو 12 مليار دولار، بعد زيادة حادة في الطلب على التمويل من الدول النامية.
وتمكّن قسم التمويل الخاص في البنك من ضمان حزمة بقيمة 600 مليون يورو (710 ملايين دولار) لشركة تصنيع لقاحات في جنوب أفريقيا لزيادة الإنتاج، وفق ما أعلن المقرض الدولي في واشنطن.
وأشار البنك، في بيان، إلى توافر 20 مليار دولار حتى عام 2022 لتمويل توزيع اللقاحات، وإنشاء سلاسل التبريد وتدريب العاملين في المجال الصحي.
وحتى نهاية الشهر الماضي، وزّع البنك الدولي، نحو 4.4 مليار دولار على 51 دولة نامية، نصفها في شكل منح أو قروض منخفضة التكلفة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز