عرف السلام منذ الأزل بأنه غياب الاضطرابات وأعمال العنف والحروب أو مرحلة تسود فيها الطمأنينة بين طرفين متنازعين.
عرف السلام منذ الأزل بأنه غياب الاضطرابات وأعمال العنف والحروب أو مرحلة تسود فيها الطمأنينة بين طرفين متنازعين، ولم يكن هذا التعريف هو المناسب لدى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الذي أخذ على عاتقه مسؤولية صنع غد أكثر تعايش وسلام.. من هذا المنطلق الحكيم جاءت فكرة صنع لـسلام من نوع آخر قائم على القيم الإنسانية المشتركة ويحمل في طياته معاني التسامح والمودة والوئام، فتوجهت الأنظار نحو الصانع المتمكن والقادر على الإنتاج، فتوجهت الأنظار إلى الشباب متأملة الإنجاز وحسن الجودة.
تلك هي البداية حينما اجتمع قادة المستقبل من شباب الشرق والغرب، مختلفين في الدين والعرق والثقافة واللغة، متفقين على تكريم الإنسان والإعلاء من شأنه في كل مكان وزمان، مؤمنين بالفضائل المشتركة ومدركين بأهمية التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة، مستغلين جميع الفرص التي من شأنها تحقيق حلمهم وهدفهم على أرض الواقع.. كانت الأيام التي قضاها الشباب في أحد أعرق معاقل المعرفة في العالم وفي فضاء إنساني معرفي عاشوا فيها قيم التسامح والتعايش على أرض الواقع، بل تجاوزوها إلى مرحلة التفاهم والتكامل رسالة واضحة إلى قادة الأديان وأصحاب التأثير والقرار، إننا نعم نستطيع، وإلى دعاة السلام وصانعيه بأننا على أتم الاستعداد للعمل معاً، كانت تلك الرسائل عاكسة لـتعطش الشعوب مثتمثلة بشبابها للسلام والوئام والاستقرار.
لطالما كان السائد في عقول البعض أن قادة ورجال الأديان هم من يملون على الشباب الحلول والشاب هو المتلقي، وبفضل هذين الرجلين وجهود القائمين على المنتدى كان الشباب هو من يطرح ويحاور ويجد الحلول، وقادة الأديان متلقون منهم بكل احترام وتقدير.
تناول المنتدى برنامجاً متكاملاً في تحديد القيم والفضائل المشتركة بين الشباب المسلم والمسيحي، وكيفية ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش في المجتمعات، وإثراء ثقافة الحوار بين الشباب وتشجيعهم لمد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، طرح فيه المشاركون آراء ووجهات نظر مختلفة في الوسيلة مجتمعة في الغاية السامية، وطرحت فيها أهم القضايا الإنسانية والاجتماعية على الشباب مرفقة بالحلول من وجهات نظر شابة بعيدة عن ضيق الأيدولوجيا وروح التعصب والتشدد والكراهية.. ومن هنا أخذ الشباب المشارك على عاتقه مهمة نقل هذه الأجواء الإنسانية إلى مجتمعاتهم متمثلة في منازلهم، مساجدهم وكنائسهم، مدارسهم وجامعاتهم، نقلها إلى الأهل والأقارب والأصدقاء.
بعد هذه التجربة التي استمرت لمدة 7 أيام طرحت فيها قيم ومبادئ آمن بها الجميع، وتحديات التمسها الجميع وقضايا وجدت لها الحلول، التقى صناع السلام القادة الدينيين الذين لجأوا إلى الشباب مؤمنين بهم، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين ورئيس أساقفة كانتربري في حوار مباشر دون قيود وحدود، حوار تبادله الطرفان بقلب وعقل مفتوح، وبوعي وإدراك وبصيرة، لطالما كان السائد في عقول البعض أن قادة ورجال الأديان هم من يملون على الشباب الحلول والشاب هو المتلقي، وبفضل هذين الرجلين وجهود القائمين على المنتدى كان الشباب هو من يطرح ويحاور ويجد الحلول، وقادة الأديان متلقون منهم بكل احترام وتقدير، ولعل هذه الصورة عكست سماحة الأديان وقادتها.
لا أعتقد أن هذا المنتدى كان كغيره تظاهراً إعلامياً أو حدثاً عابراً بل هي بداية لتصميم منتج غاب عن العالم وافتقدته الإنسانية وها هو الآن يصنع بأيادي الشباب.
"شـبـاب صـنَّـاع الـسـلام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة