الحياد ليس بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف و«معاريس».. هذا منطق ساذج لا يرقى لوصف المشهد الحاصل.. هذا استخفاف غير حكيم
الحياد ليس بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف و«معاريس».. هذا منطق ساذج لا يرقى لوصف المشهد الحاصل.. هذا استخفاف غير حكيم، وتبسيط غير عاقل لما تعرضت له مملكة البحرين من إرهاب وعنف وتطرف ومؤامرات، بدعم من قطر وغيرها.. الحياد أمام الإرهاب جريمة، وإذا تفرجت على حريق بيتي اليوم بحجة «الحياد» فإنه سيطول بيتك غدا لأنك جاري وشقيقي، البحرين خاصرة الخليج العربي، وطعنها أو التفرج على الإرهاب ضدها بحجة «الحياد» موقف غير مطلوب ولا يعالج الأمر.
الحياد يعني الوقوف على مسافة واحدة من الجميع في الأزمات، في حال أن الأمور غير واضحة، والملابسات غير دقيقة، والحقائق غير معلنة، ولا يوجد ضحايا وخسائر، وتدخل سافر في الشؤون الداخلية، ولكن الحياد أمام الشواهد والإثباتات والأدلة يكون دعما للطرف المعتدي والمخطئ، لأنه استغل حيادكم لمزيد من الإرهاب ضدنا، دعوة المؤسسات الشعبية والوفود الأهلية للقيام بدور المصالحة لن يجدي، فالمطالب معلنة والمبادئ معروفة، وطريق الحل والمصالحة واضح وسالك لمن يريد الحل، لا أن يواصل في غيه وعناده وتكبره وغروره، من أجل تحقيق الحلم والمشروع الذي تبدد في «الخريف العربي».
الطرف الذي ساندتموه بحيادكم قد استغل موقفكم، وتشدد في عناده وواصل في إرهابه، بل شارك ورعى احتفالية قناة الفتنة الفضائية (الجزيرة القطرية) كي يعلنها بكل صفاقة أنه يقف داعما لكل وسيلة إعلامية تحرض على العنف والإرهاب، وتؤلب الشعوب على بعضها بعضا، ضاربا بعرض الحائط «الحياد» الذي تنشدونه
حينما تعرضت البحرين لأحداث 2011 كانت الشعارات الرائجة والمتداولة هي «السلمية والمطالب الديمقراطية»، ولكنها سقطت وانكشفت وتعرت، واتضحت معالم المؤامرة التي كان حلف الشر يريدها للبحرين التي وقفت وقفة رجل واحد خلف قائدها الحكيم، فكل الشواهد والدلائل اليوم تؤكد أن «علوم السلمية» كانت خدعة وتقية.
ثمة علاقة تشابه بين علوم «الحياد» المزعوم وعلوم «السلمية» الكاذبة، واليوم نشهد «علوم الحياد» الذي يتحدث عنه البعض، رغم كم الحقائق التي عرضت جراء الدعم القطري للإرهاب، وحجم التآمر والسعي للإضرار بأمن واستقرار البحرين خاصة، والدول الشقيقة عامة.. تماما كما كانت شعارات «علوم السلمية» غطاء وستارا لقلب نظام الحكم وتجاوز القانون والمساس بالأمن الوطني.
لأصحاب «علوم الحياد» نقول إن هناك مثلا شعبيا خليجيا: «اللي يده في الماي غير اللي يده في النار»، وما اكتوت به البحرين وتعرضت له من إرهاب وسفك للدماء وترويع للآمنين، وسقوط شهداء وترمل نساء وتيتم أطفال، وتخريب وعنف قد تبين اليوم أنه بدعم دول وجهات معروفة، ومن الطرف الذي تدعون أنكم تقفون معه على «الحياد»، فهل تستنكرون علينا اليوم مجرد السؤال والدعوة إلى عدم «الحياد» لأنه حياد غير صحيح، وموقف غير سليم لا يحل الموضوع؟ لأن الطرف الذي ساندتموه بحيادكم قد استغل موقفكم، وتشدد في عناده وواصل في إرهابه، بل شارك ورعى احتفالية قناة الفتنة الفضائية (الجزيرة القطرية) كي يعلنها بكل صفاقة أنه يقف داعما لكل وسيلة إعلامية تحرض على العنف والإرهاب، وتؤلب الشعوب على بعضها بعضا، ضاربا بعرض الحائط «الحياد» الذي تنشدونه.
أردنا اليوم أن نناقش فكرة «علوم الحياد» ونفندها ونرد على الفكرة والطرح، لا الأشخاص، فالأشخاص لا يعنوننا، فلكل شخص قناعاته، ولكن أمننا الوطني لا حياد فيه، ولا تراخٍ أمامه، تماما كما اكتشفنا كذب وخداع «علوم السلمية» وحفظنا أمننا، بل حافظنا على أمن الدول الشقيقة معه.
للملك فهد، رحمه الله، مقولة تاريخية تحفظ بماء الذهب: «إما نبقى سوى أو نروح سوى».. فهل نتعلم من حكمة الملك الراحل..؟؟
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة