النظام الكوري الشمالي يروج صورة للبلاد كجنة اشتراكية يعيش فيها الكوريون سعداء، لكن عدسة مصور بريطاني رصدت واقعا مختلفا بعيدا عن العاصمة
كوريا الشمالية، وفقا للنظام الكوري الشمالي، "جنة اشتراكية"؛ حيث يخرج سكان يرتدون ملابس أنيقة إلى الشوارع للاحتفال بتقدمهم الرائع في تكنولوجيا الصواريخ النووية.
تلك هي الرسالة التي وصّلتها أجهزة دعاية كوريا الشمالية بعد إجراء تجربة قنبلة هيدروجينية في سبتمبر/أيلول الماضي، وكررتها مجددا الأسبوع الماضي، بعد أن أشرف الزعيم كيم جونج أون على إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات قادر من الناحية الفنية على الوصول إلى كل ركن من أركان الولايات المتحدة، حسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
- على ظهر الجرار.. رئيس كوريا الشمالية يسعى لطمأنة شعبه
- في مشهد نادر.. زعيم كوريا الشمالية وزوجته بين مستحضرات تجميل
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن "حفلات رقص" انطلقت في العاصمة، وأن موظفي الحكومة والمدنيين شعروا "بالبهجة والحماس" بعد عملية الإطلاق، ونشرت صور عروض ألعاب نارية مثيرة للإعجاب وجنودا سعداء للغاية يتبادلون العناق.
لكن الواقع يظهر صورة مختلفة للغاية عن الحياة في كوريا الشمالية، رصدها مصور بريطاني، سمح له بالسفر على طول الساحل الشرقي للبلاد في نهاية الشهر الماضي.
وكان إد جونز، وهو مصور وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) في العاصمة الكورية الجنوبية سول، قد توجه إلى البلاد منذ أن فتحت الوكالة مكتبا في بيونج يانج في سبتمبر/أيلول عام 2016.
والمعروف أن "أ ف ب" و"أسوشييتد برس" الأمريكية، هما وكالتا الأنباء الغربيتان الوحيدتان اللتان لديهما مكاتب في العاصمة الكورية الشمالية، وتخضعان لظروف صارمة حول الأماكن التي يمكن الذهاب إليها وما يمكن تصويره.
وفي الوقت نفسه لا تخفي السلطات الكورية الشمالية رغبتها في اصطحاب الصحفيين في جولات أثناء الصيف، عندما تكون السماء مشرقة وحقول الأرز خصبة.
وكل هذه الأمور تجعل رحلة جونز بين 20-25 نوفمبر/تشرين الثاني أكثر غرابة؛ حيث سافر من وونسان حتى هامهونج وتشونججين، إلى منطقة الحدود الصينية راجين سونبونج، التي من المفترض أنها الحدود التجارية.
غير أنه وجد الأمر مختلفا تماما عن صور دعاية نظام كوريا الشمالية، التي تروج صورة مختلفة للغاية عن سياسة كيم المعروفة باسم "بيونجين" التي وعد بأنها ستحقق النمو الاقتصادي وحيازة الأسلحة النووية في الوقت نفسه.
ولم يعثر جونز على ناطحات السحاب الشاهقة البراقة والشوارع الواسعة المرصوفة التي اعتاد رؤيتها في العاصمة، عندما وصل إلى هامهونج ثاني أكبر مدن كوريا الشمالية التي كانت مركزا صناعيا.
وبدلا من ذلك، تظهر صوره أشخاصا متدثرين في معاطفهم الشتوية الثقيلة يدفعون دراجات فوق طرق ترابية قذرة وسط مبان تقشرت طبقات الطلاء من على جدرانها، ونساء يسحبن عربات محملة بثمار الملفوف.
وعلى طول الساحل، تنتشر قوارب خشبية بسيطة على خط الشاطئ، وليس هناك أدنى أثر لأي عمود دخان يتصاعد من المصانع.