طبيب إسباني يقدم حلولا مبتكرة لعلاج طول النظر.. قطرة وعدسة
مع التقدم في السن، يضطر جميع الأشخاص لفرد أذرعهم تدريجياً، لكي يتمكنوا من قراءة الصحيفة، أو الكتاب
يعاني نحو مليار شخص من مشكلات طول النظر بدرجات متفاوتة، ويتوقع أن يصل الرقم قريبا إلى مليار و400 مليون شخص.
ويقدم الطبيب خورخي إليو سانز، أستاذ العيون بجامعة ميجل إرناندز في إليتشي (اليكانتي، إسبانيا)، والمدير العلمي لمستوصف فيسوم كلينك المتخصص، حلَّين مبتكرين لعلاج مشكلات طول النظر، الأول العدسات المتكيِّفة داخل العين-غير متعددة البؤر- والثاني "القطرة"، ويمكن من خلال استخدام نقطتين أو ثلاث منها نسيان النظارة.
وتحدث مشكلات طول النظر حين تتعرَّض العدسة الطبيعية الموجودة في عين الإنسان-التي تركز الأشياء في شبكية العين- لعملية من التدهور التدريجي، بسبب الشيخوخة، مما يتضمن تدهور الجانب الداخلي للعدسة (خلف القزحية)، اللازم لتغيير انحنائها، وبالتالي تخفيض التقلص في العضلات الهدبية للعين، المسؤولة أيضاً عن هذا التغير في الرؤية.
وتعمل العدسة بمجرد سماح الحدقة بمرور الضوء إليها، وهي شفافة ومرنة، وليس بها أوعية دموية، ومُقبَّبة أكثر من ناحية الشبكية عن ناحية الجمجمة، وهي مغطاة بنوع من الجلد (طبقة رقيقة بلورية)، وتتطور وتنمو منذ ميلاد الإنسان، ويصل سمكها من 3.5 ملم فور ميلاد الطفل حتى 4.5 ملم حين يصل الإنسان لسن الشيخوخة وتظهر التجاعيد على وجهه، وخلال هذه الفترة الزمنية يبلغ قطرها من 6 إلى 9.5 ملليمتر.
وتتكيف العدسة على العين لتُمكِّنها من الرؤية في كل المسافات البعيدة والمتوسطة، وبمقاس 20 ديوبتر (يجب أن يضاف إليها مقاس القرنية)، وتركز الضوء بدقة كبيرة على البقعة الشبكية، ولكنها تكون غير قادرة على فعل ذلك على الأشياء التي توجد على مسافة أقل من 7 سنتيمترات من العين.
ومع التقدم في السن، بعد الـ45 عاما، يضطر جميع الأشخاص لفرد أذرعهم تدريجياً، لكي يتمكنوا من قراءة الصحيفة أو الكتاب، أو ورقة إرشادات في المتجر، أو قائمة المطاعم أو البريد الإلكتروني على الحاسب الآلي أو رسالة على الهاتف، مما يجبرهم على ارتداء النظارة.
يقول الطبيب خورخي اليو: "طول النظر ليس مرضاً، ولا يحدث فجأة، ولكنه نتيجة تدهور طبيعي لعدسة العين، ولم يعد بوسعنا القراءة على بُعد 30 أو 40 سنتيمتراً، والضوء الذي يدخل للعين غير كافٍ، كما أننا سنشعر بإرهاق في العين، وبضيق أمام الأرقام والحروق، وحتى بألم في الرأس".
ويضيف خورخي: "علم العيون يسعى لتحسين حياة المرضى المصابين بطول النظر، وبالتالي نسعى لإلغاء نظارة النظر لكي نستطيع الرؤية عن قرب، ويجب أن نقضي على الخضوع البشري للنظارات".
ويوضح أن هناك حالياً حلولاً جراحية مثل زرع "inlay" داخل العين في الجمجمة، أو استخدام الليزر Excimer الذي يعمل ببرنامج PresbyMax الذي حصلت فيسوم كلينك على براءة اختراعه، وعند سن الـ50 ينصح باستخراج العدسة الطبيعية واستبدالها واستعمال عدسة صناعية أحادية البؤرة.
ومن بين ملايين الأشخاص على الكوكب الذين يعانون من طول نظر، هناك عدد قليل من المحظوظين لا يزالون يتمتعون بحرية عدم حمل نظارات في جيوب سُتراتهم، أو في الحقائب، وقد زرع هؤلاء الأشخاص في أعينهم عدسات متكيفة.
ويقول الطبيب: "نعيد التكيف للعدسة مع الجسم الهدبي للعين، عدستان تركزان على الأشياء على أي مسافة، سواء القريبة أو البعيدة".
وتطور عيادات فيسوم وشركة أكولينز الهولندية هذه العدسات المتكيفة داخل العين بنسبة 100% ويتم إدخال العدسات بتقنية جراحية خاصة عن طريق الحقن.
ولكنَّ هناك شيئاً آخر، هو القطرة، وتخضع للمرحلة الأخيرة من الأبحاث، وتعد بالراحة التامة أثناء القراءة أو استخدام الهواتف النقالة.
وقال الطبيب: "نحن نعمل على حل غير جراحي لطول النظر يقوم على استخدام قطرة تسمح من خلال نقطتين أو ثلاث من الرؤية بشكل أفضل من النظارة حتى يتمكن الإنسان من الرؤية عن قرب أو بُعد، سواء للذين بحاجة إليها، أو لمن يعانون من مشكلات بسيطة".
وأضاف: "كما أنها يمكن أن تكون ذات فائدة كبرى لمن لا يريدون الاعتماد لفترة طويلة على نظارات لمشكلة طول النظر المتقدم".
ويؤكد أن النتائج مشجعة، ولكن هذه القطرة المدهشة في انتظار تجربتها على البشر.
ويؤكد: "إنه ابتكار مُدهش بالنظر إلى أدوية أخرى تجارية تسعى إلى إحداث توسع في حدقة العين، أو لحل مشكلات ميكانيكية في العين، ويمكن لكل المرضى أن يستخدموها، وكذلك المرضى الذين خضعوا لعمليات تصحيح الإبصار".