مشعر منى.. مكانة تاريخية ودينية لأكبر مدينة خيام في العالم
مشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة، تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كيلومتر مربع. والمشعر يقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة
على بعد 7 كيلومترات، شمال شرق المسجد الحرام، يقع مشعر منى، حيث يتواصل توافد ضيوف الرحمن، الأحد 8 ذي الحجة؛ لقضاء يوم التروية، يرتوون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعد مشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة، تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كيلومتر مربع. والمشعر يقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ويعد أحد أكبر المشروعات التي نُفذت بالمملكة، لإيواء الحجاج بمساحة مقدرة بـ2.5 مليون م2، وفق مواصفات تحقق مزيدا من الأمن والسلامة، باستيعاب 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.
ويعد هذا المشعر من السنن المؤكدة في الشريعة الإسلامية يقضى بقدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية، والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة.
ويتدفق الحجاج صباح الإثنين 9 من ذي الحجة، إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومتراً من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم- عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى- صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية، منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد “الخيف”، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى.
وقد صلى فيه النبي– صلى الله عليه وسلم– والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: “شهدت مع النبي– صلى الله عليه وسلم– حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”، ولا يزال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى، بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله– صلى الله عليه وسلم– تلتها الثانية في حج العام الـ13 من الهجرة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه.
كما نزلت بها سورة “المرسلات”، لما رواه البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال: "بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها”.
وعلى امتداد الخلافة الإسلامية بنى الخليفة المنصور العباسي مسجداً عُرف بمسجد البيعة في ذات الموضع سنة 144هـ وأعاد عمارته لاحقاً المستنصر العباسي ويبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز