"العدالة والتنمية" المغربي.. "خراب داخلي" على محك الانتخابات
تصدع داخلي يشهده حزب العدالة والتنمية المغربي يفاقم ملامح خراب عاصف يضع حظوظه بانتخابات الأربعاء على المحك.
حالة من الارتباك تضاعف الشكوك حول قدرة الحزب على الفوز من جديد بالاستحقاق التشريعي المقرر غدا، وسط منافسة حادة من أحزاب أخرى تدخل الاقتراع بحظوظ أوفر.
وتُعتبر هذه المحطة الانتخابية امتحاناً عسيراً للحزب الذي سجل فشلاً ذريعا طيلة ولايتين من إدارته للشأن الحُكومي في البلاد، ما جعله محط سهام انتقادات المواطنين بشتى درجاتهم الاجتماعية.
خراب داخلي
ويعيش حزب العدالة والتنمية في المغرب حالة من الخراب الداخلي، إذ يعيش أعضاؤه ومُناصروه على وقع الصدمة والإحباط، خاصة بعد اكتشاف استغلالهم من طرف بعض القيادات.
وبحسب معطيات حصرية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر داخل الحزب، فإن عدداً من الأعضاء الذين تطوعوا للعمل بصفوفه تحولوا إلى مُعارضين شرسين له.
وفي هذا الصدد، وجد الكثير من الأشخاص، خاصة العاملين في مجال التواصل الرقمي والإعلام، أنفسهم أمام مؤسسات تستغل مجهوداتهم تحت مُسمى "النضال".
وبدا ذلك واضحاً، وفق مراقبين، من خلال عمليات الترشيحات التي اعتمدت مبدأ "التملق" للمسؤولين، بعيدا عن منطق الكفاءة والتواجد داخل المحطات الإشعاعية والتنظيمية للحزب.
وفوجئ عدد من الأشخاص الذين تخلى بعضهم عن حياته الخاصة، وانتقل من مدن في أقصى الشرق أو الجنوب المغربي للالتحاق بالمقر المركزي للحزب ليضع كفاءاته رهن إشارته، بالحقيقة القاتمة لقيادات الحزب ومسؤوليه.
وفي الوقت الذي يتقشف فيه الحزب بشأن تعويضات العاملين بمؤسساته، بل لا يدفع أي درهم لبعضهم تحت مسمى "العمل في سبيل الله"، (في نفس الوقت)، تطفو بين الفينة والأخرى فضائح لقيادات الصف الأول من الحزب.
محمد يتيم الوزير السابق، والمسؤول عن القسم الإعلامي في الحزب، كان موضوع فضيحة من العيار الثقيل، فالرجل الذي يرفض تسوية ملفات العديد من العاملين بالقسم الإعلامي للموقع، بل وتسبب بمغادرة الكثيرين منهم، يروج أنه "جرى ضبطه في حالة أخلاقية مُنافية لما يدعيه الحزب من التزام واستقامة"، وفق تقارير محلية.
وشاعت صور للوزير رفقة شابة من عمر ابنته وهما يتجولان في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، ليتبين فيما بعد أن الأمر يتعلق بمُدلكة تعرف عليها خلال حصص للعلاج الفيزيائي عقب إصابته بكسر في رجله، دخل في علاقة معها، وصارا يجوبان المدن الأوروبية.
الفضيحة هزت عرش العدالة والتنمية، لتنتفض زوجة الرجل وتطلب الطلاق، ناهيك عن الانتقادات اللاذعة له من طرف الأصدقاء قبل الأعداء، إلا أن الرجل لم يكلف نفسه عناء الاعتذار، وغطى على فضيحته بزواجه من الشابة.
استقالات غير مسبوقة
التخبط والتناقض اللذان تعيشهما قيادات الحزب، وتفشي منطق المحسوبية والولاءات الخاصة في فروع الحزب، قادت المئات من أعضائه وقياداته لتقديم استقالاتهم.
عدد من هؤلاء انزوى إلى الظل، مسجلاً عزوفه عن العمل السياسي، ونسبة أكبر انتقلت إلى أحزاب أخرى، وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، أبرز خصوم العدالة والتنمية.
ويسود داخل الحزب سخط عارم من طرف قواعد الحزب، خاصة بعد إقصاء أشخاص يعتبرون من "ناشطي" التشكيل، من عملية الترشح للانتخابات.
ومن بين أبرز الانسحابات المُسجلة بالحزب، ما قامت به البرلمانية والقيادية السابقة اعتمادي الزهيدي التي انضمت إلى صفوف الخصم السياسي الأول للعدالة والتنمية، وهو حزب التجمع الوطني للأحرار.
والزهيدي، عللت خُطوتها بما قالت إنه "تقاعس" من هيئات الحزب في التفاعل بشكل عملي مع الأزمة السياسية والتنظيمية التي يعيشها منذ سنوات وحادت به عن أهدافه التي تأسس عليها.
وكانت استقالة المرأة بمثابة القنبلة التي هزت الحزب، خاصة أنها فجرت العديد من الفضائح التي كانت القيادات تتستر عنها، بينها المتعلقة بتحكم حركة التوحيد والإصلاح في قرارات ومسارات الحزب، والترشيحات للانتخابات ومراكز المسؤولية.