كان لا بد للعالم أن يخرج من أزمة كورونا عبر البوابة الإماراتية، التي كانت الأكثر قدرة في التعامل مع الجائحة بكل ظروفها وصعوباتها وحتى تأثيراتها.
تفاعلت الإمارات مع أزمة كورونا بطريقة استثنائية كشفت فيها قدرات وإمكانيات إدارية وطبية غير تقليدية مكنتها من اجتياز الأزمة بقدرة ذاتية وبعملية صحيحة ضاعفت فيها من مكانتها على كافة المؤشرات العالمية، لذلك كان لا بد للعالم أن يخرج من البوابة الإماراتية لزمن التعافي وزمن ما بعد كورونا.
فاللحظة هي لحظة عالمية تليق بـ"الإمارات العالمية المتحدة"، نشأت دبي كنقطة اتصال تجاري، فهي تجيد هذا الدور وتَألفه وتعرف كيف تحقق المتطلبات، فهذا دورها الذي اعتادته، لذلك فإن إكسبو 2020، وهو يحمل عنوان التواصل بين الأمم والشعوب، لم يكن هناك مكان جدير به إلا دبي دون غيرها، فهذه المسؤولية التاريخية التي يمكن أن تحققها ليس عبر الشعارات، فهي والدولة الإماراتية أعدت البنية التحتية الكاملة لنقل العالم من جيل الثورة الصناعية إلى جيل الثورة الرقمية.
العالم دخل إلى القرن الحادي والعشرين من الإمارات عبر بوابة معرض إكسبو 2020.. هذا ما حدث، وهذا ما سيظل في ذاكرة التاريخ البشري.
راهنت الإمارات مبكراً على أن تكون أرضاً للتنوير، مشعة بالمعرفة والتسامح الإنساني، فهذه القيم لم تأت في سياق غير سياق التكوين للحظة تاريخية يأتي لها العالم ليدخل من الإمارات دون غيرها.
ويُسجّل لها أنها البلاد التي تمتلك وحدها اللحظة لتحتفي بها عبر خطط مكنتها من الريادة في مجالات متعددة كرست حضورها واستحقاقها لامتلاك اللحظة المواتية لتكون البلّورة التي تُشع بالمعرفة المحددة لاتجاهات الحضارة الإنسانية للقرون التالية.
الاحتفالية البهيجة، هي تعبير عن نجاحات لسنوات أمضتها دولة الإمارات بكافة مؤسساتها لتصل عند نقطة الخمسين لتحصد لحظة نجاح الخطط والمشاريع والأوقات المضنية في العمل وفي تحطيم التحديات واكتساب الخبرات المتراكمة.
ولهذه اللحظة ما تمثله من كل شيء مضى، منذ كانت الأرض صحراء جرداء، وكان كل شيء مستحيلاً إلا عند المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي غرس أشجار العطاء في هذه الأرض المباركة.
لا مستحيل نعم.. هذه هي العقيدة، فكل شيء ممكن التحقق، بالإيمان بأنه ممكن، وبالعمل والمثابرة، والشجاعة في خوض التحديات بعد التحديات، وتحويل ما هو مستحيل إلى ممكن.
التعليم والمعرفة أشياء راهنت عليها الإمارات، فاعتمدت على صناعة إنسان يحظى بأجود القيم المعرفية وأحدثها، هذه السياسة برغم كلفتها الاقتصادية الكبيرة من ناحية التجهيزات واستقطاب الخبرات وبناء الجامعات والمختبرات أنتجت جيلاً شاباً يافعاً يتكفل بتحمل المسؤوليات الجسام ويذهب بالإمارات إلى الفضاء ويحولها إلى بوابة الدنيا نحو المستقبل.
اللغويون والشعراء والمؤلفون يجدون أنفسهم ضعفاء جداً فيما يُفترض أن توصف به الإمارات، حتى وإن استُدعي أبو الطيب المتنبي لهذا الزمان لما استطاع الوصف فيما تعيشه الإمارات من لحظة كبيرة من التاريخ.
العجز عن القدرة في مواكبة النجاحات المتوالية هي حالة شاملة يمكن النظر إليها في كل مكان، فالكل مندهش ومُكتفٍ فقط بالانبهار مما تنجزه هذه البلاد في يوبيلها الذهبي، وفي لحظة وثبتها نحو المئوية الإماراتية في 2071، مع كل هذا الانبهار وفي هذه اللحظة المفرطة ببذخ في الفرح، كرّمت الإمارات عمال إكسبو بنصب تذكاري سجل أسماءهم في وفاء يعبر عن "زايد الخير" وأبنائه وشعبه الأصيل.
الإماراتيون يمضون بروح التسامح والمعرفة لقيادة العالم في مستقبل هم أحد أهم صناعه، ومضيئو الأنوار فيه، فلا يليق بهذه اللحظة أكثر وأبهى من الإمارات، فهي الكوكب المختلف والبلور المشع بالإنسانية والمعرفة والفرح، "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ،كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة