تدشين آلية دفاع طبيعية ضد التآكل الساحلي في تايلاند
تغير المناخ يؤثر على غابات تايلاند، بعد أن أدت الأمواج العاتية والرياح الموسمية الشديدة إلى اقتلاع أشجار المانجروف في خليج تايلاند.
تتعرض سواحل تايلاند للخطر نتيجة عوامل محفزة للتغير المناخي تجردها من أشجار المانجروف بالغة الأهمية، ما تسبب في تراجع معظم سكان قرية ساموت تشن لصيد الأسماك، مئات الأمتار إلى الداخل لإعادة بناء منازلهم الخشبية.
وكانت غابات المانجروف الواسعة تحمي هذه السواحل، وكانت بمثابة آلية دفاع طبيعي ضد التآكل الساحلي بفضل جذورها الواسعة التي تعزز استقرار الخط الساحلي، لكن الحفاظ عليها كان معركة خاسرة.
زرع أشجار المانجروف
وأزيلت غابات المانجروف بهدف تنمية واسعة النطاق لمزارع القريدس ومصانع الملح، إضافة إلى تشييد المنازل والفنادق الجديدة التي ظهرت بفضل طفرة التنمية الحضرية في العقود الأخيرة.
وفقدت تايلاند حوالي ثلث غابات المانجروف الساحلية الشاسعة بين عامي 1961 و2000، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الموارد البحرية والساحلية في البلاد، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ويؤثر تغير المناخ أيضاً على انحسار هذه الغابات، وأدت الأمواج العاتية والرياح الموسمية الشديدة إلى اقتلاع أشجار المانجروف في خليج تايلاند، وهو عرضة للخطر، خصوصاً لأن مياهه ضحلة للغاية.
وقال تاناوات جاروبوجساكول، وهو مستشار لدى الحكومة التايلاندية بشأن سياستها لمكافحة التآكل: "الأمواج وحركات المد والجزر أعلى من السابق".
وكشفت دراسة نشرتها العام الماضي مجلة "نيتشر" العلمية، أن السواحل الآسيوية وسواحل بحر قزوين هي الأكثر تضرراً من التآكل الساحلي في العالم، إلا أن نطاق المشكلة عالمي؛ فقد اندثرت عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة بسبب التآكل الساحلي في أنحاء العالم، في الفترة بين عامي 1984 و2015 وفق الدراسة.
وفي تايلاند، يعاني ربع سواحل البلاد (حوالي 700 كيلومتر) من التآكل، بعضها "بشكل كبير" وفقاً لبيانات إدارة الموارد البحرية والساحلية.
وتبذل جهود حثيثة لإصلاح النظام البيئي للمانجروف في تايلاند، من خلال مخطط وطني لزرع الأشجار، يشارك فيه متطوعون في أمكان مختلفة بما فيها قرب المعبد.
وقال وايسون ديتسوان، مدير هذا البرنامج: "يحمل المشروع اسم "بلانتينج إيه فوريست إن بيبولز هارتس" (زرع غابة في قلوب الناس)".
ومن خلال هذا المشروع الذي أقامته سلطات مدينة بانكوك في العام 2016، أعيد زرع 34 هكتاراً تقريباً من غابات المانجروف في أنحاء البلاد، ويأمل وايسن نجاح هذا المشروع، فيما فشلت مبادرات مشابهة أخرى.
صور "سيلفي" أمام المعبد
ومنذ 10 سنوات تقريباً، يساعد تاناوات سكان ساموت تشن على زرع أشجار المانجروف، لكن بعض المناطق تحتاج إلى وقت كثير ومجهود كبير لتعود كما كانت.
وقال "تاناوات": "حتى لو زرع الكثير من أشجار المانجروف، فهذا الأمر لن يساعد".
واعتمدت استراتيجية أخرى إضافة إلى زرع الأشجار تتمثل في تثبيت أعمدة من الأسمنت في قاع البحر، وعلى الساحل لتكون بديلاً لجذور المانجروف، وهذه الاستراتيجية أثبتت فعالياتها في باتايا السياحية؛ حيث ساعدت الأعمدة الأسمنتية على ترميم أمتار عدة من الساحل.
أما بالنسبة إلى سومنويك، فرغم انحسار التآكل حالياً، يبقى الأمل ضئيلاً في أن يرجع معبده إلى ما كان عليه في السابق، لكن الفيضانات جلبت أمراً إيجابياً واحداً، فعشرات السياح يتدفقون إلى ما يسمى المعبد العائم لالتقاط صور سيلفي أمامه ونشرها على "أنستقرام".
aXA6IDMuMTMxLjEzLjM3IA== جزيرة ام اند امز