المباحثات السياسية تتعثر في لبنان واستقالة الحريري أقرب السيناريوهات
الحريري سيخرج في كلمة موجهة للبنانيين اليوم، وتحديداً عند الساعة الرابعة بتوقيت بيروت، والحديث عن استقالته هو الأقرب.
تعثرت مجدداً المباحثات السياسية المرتبطة بإيجاد حل للأزمة اللبنانية المستمرة على وقع المظاهرات التي تعم البلاد، منذ 13 يوما.
وفيما كانت المعلومات تشير إلى أن منتصف هذا الأسبوع سيكون حاسما، وارتكز البحث على خيارين، إما استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أو إجراء تعديلات وزارية، أظهرت معطيات جديدة اليوم الثلاثاء أن الجهود المبذولة لم تصل إلى نتيجة.
وأمام ذلك، باتت استقالة الحريري واردة، بحسب ما كشفت مصادر مقربة منه لـ"العين الاخبارية"، فيما سيخرج في كلمة موجهة للبنانيين اليوم، وتحديداً عند الساعة الرابعة بتوقيت بيروت (14 ت.غ).
ولعل أهم أسباب تعثر المفاوضات تمسك البعض بعدم اتخاذ أي قرار قبل إنهاء مسألة قطع الطرقات في المدن اللبنانية، ورفضهم التصويب على وزير الخارجية جبران باسيل.
وهو التوجه الذي تقف خلفه مليشيا حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون، مقابل إصرار الحريري على وجوب اتخاذ خطوة تكون بمثابة صدمة إيجابية للشارع.
وترتكز "الصدمة" التي يقصدها الحريري على تعديلات وزارية جذرية، تبعد الشخصيات الاستفزازية، وعلى رأسهم باسيل، وإذا ما تقرر استقالة الحكومة فيجب التوافق على حكومة مصغرة قبل ذلك، بحيث لا تستمر فترة تصريف الأعمال أكثر من ساعات معدودة، للحيلولة دون دخول البلاد في مستقبل مجهول.
وقالت مصادر وزارية متابعة للمباحثات لـ"العين الاخبارية": إن "الأجواء الآن تشير إلى تعثّر في المفاوضات، موضحة أن أي حلّ سياسي سيُطرح خاصة استقالة الحكومة، دون حسم الموضوع الأمني وإنهاء قطع الطرقات بشكل حاسم يعني قفزة باتجاه المجهول".
وتشير معلومات أخرى إلى وجود خلاف واضح يرتبط بتمسك رئاسة الجمهورية بضرورة قيام الجيش اللبناني بخطوات حاسمة وفتح الطرقات ولو بالقوة، وتشديد رئيس الحكومة سعد الحريري على أهمية حماية المتظاهرين.
وفيما كان يبدو أن الجيش اللبناني يعتمد سياسة "التفاهم والتفاوض" مع المحتجين متفاديا التصادم معهم لفتح الطرقات، بدا استياء رئاسة الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل من هذا التصرف.
هنا، أوضحت مصادر أن معادلة العمل على هذين الخطين الأمني والسياسي لا تزال متعثرة وتصطدم بعوائق، مضيفة: "اعتماد خيار التعديل الوزاري والإطاحة بالوزير جبران باسيل ليست خطوة سهلة، حيث إنه سيظهر وكأنه موجه ضدّه ويشكل إساءة له".
أما الحديث عن استقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة، فلا يزال هناك خلاف تجاهه أيضاً، إذ يخشى البعض من الفراغ والانزلاق نحو المجهول، وسط مطالبات بوزارة تجمع بين السياسيين والتكنوقراط، بحسب المصادر.
كانت معلومات قد أشارت إلى أن بعض الأطراف اللبنانية اشترطت عدم تكليف الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، في حال استبعاد "باسيل".
وقالت مصادر وزارية رداً على هذا الطرح بالقول لـ"العين الاخبارية": "هذا الأمر ليس إلا من باب التهويل والضغط على الحريري"، مؤكدة أن طرحا كهذا سيعقد أكثر الأمور ويدخل البلاد في طريق مجهول.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز