"اليسار" يعيد جسر "المحبة" إلى مساره بين كولومبيا وفنزويلا
افتتحت كولومبيا وفنزويلا جسرا رئيسيا يربط بين الدولتين بعد أن ظل مغلقا منذ إنشائه قبل نحو سبع سنوات وسط التوترات السياسية بين البلدين.
وجاءت الخطوة في أحدث مؤشر على انطلاق حقبة من العلاقات الجيدة والمصالحات، في ظل إدارة الرئيس اليساري الجديد لكولومبيا جوستافو بيترو.
والتقت وفود بقيادة وزير التجارة الكولومبي جيرمان أومانيا وحاكم ولاية تاتشيرا الفنزويلية فريدي برنال، في منتصف جسر "تينديتاس" الذي يربط بين تاتشيرا وولاية نورتي دي سانتاندير الكولومبية، لحضور حفل الافتتاح.
وقال برنال: "اعتبارا من اليوم أصبحت جميع المعابر الحدودية مفتوحة للنقل"، مضيفا أن الإرادة السياسية موجودة لمواصلة تحسين العلاقات بين الجيران.
وانتهى بناء الجسر في عام 2016، لكن لم يتم افتتاحه أبدا بسبب الأزمة السياسية بين دول أمريكا الجنوبية.
وتم تصميم الجسر، الذي تكلف بناؤه أكثر من 32 مليون دولار، لتخفيف الازدحام على جسرين آخرين في المنطقة ولتسهيل التجارة.
وفي عام 2019، أمر الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو بوضع أكثر من عشر حاويات شحن على الجسر لإغلاقه بشكل رمزي، احتجاجا على محاولات المعارضة لجلب مساعدات إنسانية إلى فنزويلا من كولومبيا.
وأعيدت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين كولومبيا وفنزويلا في سبتمبر/أيلول بعد تنصيب جوستافو بيترو -مقاتل سابق في حرب العصابات- كرئيس لكولومبيا.
وكان سلف بيترو، إيفان دوكي (2018-2022)، قد وصف مادورو بأنه "ديكتاتور" وجعل كولومبيا واحدة من 50 دولة اعترفت بزعيم المعارضة خوان جوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا، معتبرا أن إعادة انتخاب مادورو كانت مزورة.
وأعيد فتح المعبر أمس الأحد على طول حدود البلدين التي يبلغ طولها 2200 كيلومتر (1،367 ميلا) بعد استعادة العلاقات.
ونقل تقرير لأسوشيتد برس عن رونال رودريغيز، الباحث في مرصد فنزويلا في يونيفرسيداد ديل روزاريو بكولومبيا: "من الناحية السياسية يعد فتح المعبر خطوة رمزية لاستعادة الحوار بين البلدين".
وقال بيدرو بينيتيز، المحلل السياسي والأستاذ في الجامعة المركزية في فنزويلا، لأسوشيتد برس، إن الرمز الرئيسي لاستعادة العلاقات كان أول لقاء مباشر بين بيترو ومادورو في نوفمبر/تشرين الثاني، موضحا أن إعادة العلاقات التجارية بين الجارين حتى الآن كانت "وعرة للغاية"، لأن المنتجات الكولومبية الواردة كانت باهظة الثمن بسبب "العوائق غير المؤسسية المنسوبة إلى المسؤولين الفنزويليين".
وبدأ استئناف العلاقات التجارية بتمكين حركة المرور عبر جسري سيمون بوليفار وفرانسيسكو دي باولا سانتاندير في سبتمبر/أيلول، ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر/تشرين الثاني مرت 385 شاحنة عبر الجسور، معظمها من كولومبيا إلى فنزويلا تحمل منتجات مثل الإمدادات الطبية والألياف البصرية والمنسوجات وورق التواليت والكرتون، كما تم نقل الفولاذ الملفوف والمحركات والأنابيب من فنزويلا إلى كولومبيا.