استطلاعات الرأي تؤكد تفوق إمام أوغلو في انتخابات إسطنبول
رؤساء 4 شركات أبحاث تركية متخصصة في استطلاعات الرأي يقولون انطباعاتهم بخصوص انتخابات إسطنبول المقبلة وحظوظ المرشحين.
قال رؤساء شركات أبحاث تركية متخصصة في استطلاعات الرأي إن أكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة يتفوق على بن علي يلدريم مرشح الرئيس رجب طيب أردوغان، لخوض جولة الإعادة على منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى.
الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة نقل الخميس عن رؤساء 4 شركات انطباعاتهم بخصوص الانتخابات المقبلة، وحظوظ المرشحَيْن إمام أوغلو ويلدريم في الفوز بجولة الإعادة المقررة يوم 23 يونيو/حزيران المقبل.
وفي هذا السياق، قال محمد علي قولاط رئيس شركة "MAK" للخدمات الاستشارية والأبحاث: "أنتظر أن يحقق إمام أوغلو تقدمًا على يلدريم بفارق نقطة أو نقطتين خلال جولة الإعادة".
ولفت إلى أن حزب "العدالة والتنمية" وللمرة الأولى يتبنى في حملته الانتخابية الحالية استراتيجية قائمة على الدفاع، على عكس الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي كان فيها حزبًا نشطًا. وإذا استمر الحزب على هذا المنوال حتى جولة الإعادة فإن هذا سيشكل أزمة كبيرة بالنسبة له.
وأوضح أن الناخبين المنتمين للحزب الحاكم لا يصدقون مزاعم العدالة والتنمية بخصوص سرقة المعارضة للأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات؛ وذلك لأن الإمساك بتلابيب السلطة ومقاليد الحكم في البلاد أمر يتعارض شكلًا ومضمونًا مع إيحاء الحزب بأنه الضحية.
كما بيّن أن الأحزاب التي ستخوض جولة الإعادة، لا سيما العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري الذي يتزعم المعارضة، تتبنى حاليا استراتيجية تستهدف من خلالها استمالة الأصوات التي صوتت في الجولة الماضية للأحزاب المضادة لها، هذا هدفهم لأن من انتخبوا الحزبين المرة الماضية لن يغيروا رأيهم في الإعادة.
بدوره، قال مراد صاري رئيس شركة "كونسينسوس" للأبحاث: "يبدو أن مرشح المعارضة إمام أوغلو قد زاد حاليًا من هوة الفارق بينه وبين مرشح النظام بمقدار نقطة كاملة".
كما ذكر أن هناك تصورا بأن إمام أوغلو قد تعرض لظلم، لكن هذا التصور لا يتحول إلى أصوات فعلية، مشيرًا إلى توقعه انخفاض نسبة المشاركة في جولة الإعادة من قبل الناخبين.
"صاري" أوضح أن أكبر خطأ ارتكبه العدالة والتنمية في جولة الانتخابات الماضية هو معاداته الناخب الكردي من خلال خطابات الكراهية التي تبناها في تلك الفترة؛ لكن لن يتغير الكثير في هذه النقطة، إذ من المتوقع أن يصوت أغلبية الأكراد لإمام أوغلو.
من جانبه، رأى إحسان أقطاش رئيس شركة "GENAR" للأبحاث أن المنافسة بين الطرفين ستكون على أشدها، وربما نشاهد نفس السيناريو الذي شاهدناه في الانتخابات المحلية الأخيرة، إذ تقدم يلدريم في بداية الإعلان عن النتائج، لتنقلب الكفة في نهاية الأمر لصالح إمام أوغلو.
في السياق ذاته قال عادل غُر، رئيس شركة "A&G" للأبحاث، إنهم بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات الذي صدر في 6 مايو/أيار الجاري، والذي بموجبه تقررت إعادة انتخابات إسطنبول قاموا بإجراء 3 دراسات بخصوص انتخابات الإعادة.
وأضاف قائلا: "في أول استطلاع تقدم إمام أوغلو على مرشح أردوغان بفارق 6-7 نقاط، وفي الاستطلاعين الآخرين تقلص الفارق إلى 2.3 نقطة".
وسلط الضوء على أهمية الاقتصاد وأوضاع المعيشة اليومية في التأثير على ترجيحات الناخبين.
من جانب آخر، ذكر الكاتب التركي أحمد طاقان أن مؤسسة مقربة من القصر الرئاسي أعدت استطلاعا حول الانتخابات أظهر تقدم إمام أوغلو على منافسه بن علي يلدريم بثلاث نقاط.
جاء ذلك في مقال للكاتب نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" تحت عنوان "هل يُخدع أردوغان مجدداً؟".
وبيّن المقال أن المؤسسة الموالية للقصر الرئاسي قدمت أبحاثها الأخيرة إلى أردوغان وقال مدير المؤسسة :"سيفوز أكرم بالانتخابات إذا لم يرتكب خطأ".
استطلاعات الرأي الواردة عن المركز العام لحزب الشعب الجمهوري أظهرت الجمعة الماضي تقدم إمام أوغلو بـ5%، في الوقت الذي بدأت فيه الحملات الانتخابية الخاصة برئاسة بلدية إسطنبول.
إمام أوغلو تقدم على منافسيه بـ1.7 نقطة، بينما سجلت نتائج استطلاع رأي آخر أن الفارق بينه وبين منافسيه وصل إلى 3.5 نقطة، وكشفت نتائج استطلاع رأي ثالث أن إمام أوغلو يتقدم على منافسه بـ5 نقاط.
وقبيل الانتخابات المحلية الأخيرة، أعرب أردوغان عن عدم ثقته بنتائج استطلاعات الرأي التي أشارت أغلبها إلى فوز إمام أوغلو على بن علي يلدريم، وهو ما تحقق بفوز الأول برئاسة بلدية إسطنبول قبل إلغاء الاقتراع وإعادته الشهر المقبل.
ومني حزب العدالة والتنمية الحاكم بخسارة كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي، حيث فقد أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو، متفوقًا على بن علي يلدريم مرشح أردوغان، ما مثّل هزيمة معنوية كبيرة للأخير وحزبه، لما للمدينة من رمزية كبيرة، حيث كانت المحطة التي أوصلت أردوغان للرئاسة.
وعقب انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج الأولية بدأ حزب أردوغان في تقديم سلسلة من الطعون والاعتراضات التي رُفض بعضها وقُبل البعض الآخر، منها قبول طلب العدالة والتنمية الخاص بإعادة انتخابات رئاسة البلدية الكبرى، وبناء عليها تم اتخاذ قرار الإلغاء.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات يوم 6 مايو/أيار الجاري إعادة التصويت بإسطنبول في 23 يونيو/حزيران؛ بزعم وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، وسط صدمة كبيرة من الأتراك والمهتمين بالشأن التركي الذين أجمعوا على عدم قانونية القرار، وأنه جاء نتيجة ضغوط النظام الحاكم.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز