تنفيذًا لوصية تركها البابا فرنسيس قبل وفاته في أبريل/ نيسان، يجري العمل على تجهيز سيارته البابوية السابقة لتصبح عيادة صحية متنقلة للأطفال في غزة.
أفاد موقع "أخبار الفاتيكان" يوم أمس (الأحد) بأن إحدى السيارات التي استخدمها البابا فرنسيس خلال زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية عام 2014، يجري حالياً تحويلها إلى وحدة طبية متنقلة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية للأطفال في قطاع غزة. وتأتي هذه المبادرة استجابة لوصية البابا، حيث أوكل المشروع إلى منظمة "كاريتاس القدس"، وهي جهة إغاثية كاثوليكية، في الأشهر التي سبقت وفاته في أبريل/ نيسان الماضي.
عيادة متنقلة من أجل أطفال القطاع المحاصر
ويُعد هذا التحرك محاولة عملية لدعم القطاع الصحي الذي يعاني من تدهور بالغ بسبب الهجوم الإسرائيلي المتواصل، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء. وقد أدت العمليات العسكرية المستمرة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عقب هجوم مسلحي "حماس" على جنوب إسرائيل، إلى تدمير واسع في البنية التحتية، بما فيها المستشفيات والمراكز الصحية في غزة.
دعم طبي شامل ومتكامل
صرّح بيتر برون، الأمين العام لمنظمة "كاريتاس السويد" التي تساند هذا المشروع، قائلاً لموقع "أخبار الفاتيكان":
"هذا تدخل مباشر يقدم خدمة حيوية في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي في غزة"، مضيفاً: "ليست مجرد سيارة، بل رسالة تؤكد أن العالم لا يزال يتذكر أطفال غزة".
ومن المقرر تجهيز الوحدة المتنقلة بمجموعة شاملة من المعدات الطبية، تشمل أدوات لتشخيص الأمراض واختبارات سريعة للكشف عن العدوى، إضافة إلى لقاحات وأجهزة تقطيب الجروح، على أن يعمل فيها طاقم طبي متخصص. وستُطلق العيادة في المناطق التي تفتقر إلى خدمات صحية بمجرد توفر إمكانية الوصول الإنساني إلى داخل القطاع.
تواصل يومي ودعم روحي مستمر
توجد في غزة طائفة مسيحية صغيرة، وقال الفاتيكان إن البابا فرنسيس كان على تواصل شبه يومي مع كنيسة العائلة المقدسة في غزة خلال الأشهر الأولى من الحرب، مما يعكس حرصه على تقديم الدعم الروحي والمجتمعي لتلك الفئة المحاصرة وسط النزاع.
السيارة التي بقيت في الأرض المقدسة
تجدر الإشارة إلى أن السيارة التي يتم تجهيزها حالياً لم تغادر المنطقة منذ أن استخدمها البابا فرنسيس في زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية عام 2014، إذ عادت بعثته إلى الفاتيكان دونها، وبقيت في المنطقة لاستخدامات لاحقة.
مجمع الكرادلة يستعد لاختيار خليفة البابا
ومن المقرر أن يبدأ مجمع الكرادلة اجتماعاته في السابع من مايو/ أيار لاختيار بابا جديد للفاتيكان، بعد رحيل البابا فرنسيس الذي ترك إرثاً من المبادرات الإنسانية من بينها هذه العيادة المتنقلة التي ترمز إلى التزامه بقضايا الطفولة والسلام.