رحلة أرجل الدجاج من "علف حيواني" إلى موائد المصريين (حوار)
أثار المعهد القومي للتغذية في مصر قبل أيام، ضجة واسعة عقب الحديث عن الفوائد الصحية لتناول "أرجل الفراخ"، خلال صفحته الرسمية بـ"فيسبوك".
ونوه المعهد بأن أرجل الدجاج غنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن اللازمة لإصلاح أنسجة الجلد ونمو العضلات، وفوق كل هذا فهي غير مكلفة على المستوى المادي.
وما زال هذا المنشور، الصادر عن معهد تابع لوزارة الصحة المصرية، يلقي بظلاله على المجتمع المصري، فانقسم كثيرون حوله من حيث تفسير المقصود منه ما بين مؤيد ومعارض.
الوصول إلى سرد فوائد "أرجل الفراخ"، جاء بعد عدد من الأزمات التي عانى منها سوق الدواجن في مصر خلال الأسابيع الأخيرة، عقب ظهور مشكلات انتهت إلى ارتفاع سعر بيع كيلو الدجاج.
للوقوف على حقيقة الوضع، تواصلت "العين الإخبارية" مع الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في مصر، والذي بدوره سرد الأزمة منذ بدايتها، وصولًا إلى النصح بتناول "أرجل الفراخ".. وإلى نص الحوار.
ما رأيك في استعراض المعهد القومي للتغذية لفوائد تناول أرجل الفراخ؟
رأيي الشخصي أن هذا كلام مستفز وليس له قيمة، ولا محل له من الإعراب. لماذا يتحدثون اليوم عن الأرجل؟ هل هي تُزرع؟ في حال امتلاك الشخص لدجاجة هل سيتركها ويتناول أرجلها؟ هذا كلام غير منطقي يثير حفيظة البسطاء وتوقيته خطأ.
ما الذي حل بسوق الدواجن في مصر حتى يتركز الحديث حول تناول أرجل الفراخ؟
هناك أزمة في الأعلاف، وأزمة في مستلزمات الإنتاج، بشكل أدى لوجود شح تصل نسبته إلى 50%، حتى ظهرت فجوة خلقت سوقًا سوداء ترتفع فيها الأسعار إلى أعلى درجة.
ما سبق انتهى بارتفاع أسعار العلف ووصول ثمن الطن الواحد منه إلى 24 ألف جنيه مصري، ثم انخفض ليكون 22 ألف جنيه مؤخرًا، وهذا في أعقاب تصريح رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بالاستعداد للإفراج عن جميع مستلزمات الإنتاج الموجودة في الموانئ، وهذا شيء ممتاز وجيد جدًا.
لماذا ظلت شحنات العلف موجودة في الموانئ لفترة دون الإفراج عنها؟
السبب الرئيسي يعود إلى شح الدولار، فحينما يتفق المستورد على استيراد كمية بعينها يدفع مسبقًا 10% من المبلغ المطلوب لصالح الشركة المصدرة، وينتظر وصول الشحنة إلى الميناء، وحينها عليه تجهيز أوراقه ودفع بقية المبلغ من خلال إيداع مبلغ لصالح أحد البنوك المحلية بالجنيه المصري، والتي من شأنها أن تمنحه الدولارات لدفع المبلغ المتبقي للجهة المصدرة، لكن شح العملة الأمريكية بالبنوك أحدث أزمة أعاقت استلام شحنات العلف، وبالتالي ظلت حبيسة لفترة في الموانئ.
بموجب متابعتك لحركة السوق.. لم ارتفعت أسعار علف الدواجن؟
الأمر يعود بمنتهى البساطة إلى ارتفاع مدخلات صناعة العلف ومستلزمات الإنتاج، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار العلف من 13 ألف جنيه مصري للطن إلى 15 ألف جنيه، ثم 18 ألف جنيه، إلى أن وصل لـ24 ألف جنيه للطن الواحد قبل آخر انخفاض.
ما هي الأزمة التي تواجه مربي الدواجن في الفترة الراهنة؟
هناك أمر يتعلق ببيع الدواجن للمواطنين دون الأخذ في الاعتبار ثمن التكلفة الحقيقية أو السعر العادل التي دفعه المربي، فاليوم يصل سعر الكيلو الواحد من الفراخ لـ43 جنيهًا، رغم أن التكلفة الحقيقية تتجاوز حاجز الـ50 جنيهًا.
كيف يتم حساب التكلفة الفعلية لتربية الدواجن؟
أولًا الدجاجة الواحدة تتناول من العلف 3.5 كجم، مع العلم أن سعر الكيلوجرام الواحد من العلف يبلغ 22 جنيهًا، أي يصبح المبلغ الإجمالي للإطعام 77 جنيهًا، ثم نضيف عليها تكلفة الكتكوت الذي يصل سعره لـ8 جنيهات، ليصل المبلغ الإجمالي حتى الآن لـ85 جنيهًا.
تتبقى كذلك تكاليف الأدوية البيطرية والتدفئة والتحصينات والكهرباء والعمالة ونسبة النافق، وهو ما يكون مقابله 15 جنيهًا تقريبًا، وبالتالي تتراوح تكلفة الدجاجة الواحدة ما بين 100 إلى 102 جنيه مصري، وبما أنها تزن 2 كجم يصبح سعر الكيلو 50 أو 51 جنيهًا.
هل بالإمكان أن تُباع الفراخ للمواطنين بسعر التكلفة الفعلي؟
قد يحدث هذا بالفعل في حال حدوث شح واضح في السوق، حينها ستكون تكلفة الكيلو الواحد 57 جنيهًا.
ما سر إعدام الكتاكيت؟
ليس هناك شراء أو دخول دورات جديدة للمربين.
هل بالإمكان أن تتراجع الأسعار مستقبلًا؟
بالإمكان من خلال تخفيض أسعار مدخلات الإنتاج، مع ضرورة مراقبة السوق بشكل يضمن انخفاض أسعار العلف، كما يجب متابعة الوضع بمجرد الانتهاء من الإفراج عن الأعلاف في الموانئ، لضمان منع عدم ممارسة المستوردين للاحتكار واستغلال الظروف برفع الأسعار.
هل الأزمات سالفة الذكر مهدت للحديث عن فوائد تناول أرجل الفراخ مؤخرًا؟
بكل تأكيد، هذا الأمر يثير حفيظة المواطن صاحب الدخل المنخفض. يجب أن يحاسب من طرح هذه الفكرة.
ما هي استخدامات أرجل الفراخ قبل الحديث عن فوائد تناولها؟
الأرجل كان يتم تصديرها إلى الصين، أو تُباع ضمن المخلفات التي تدخل في تكوين "الأعلاف" والبروتين للأسماك.