براج.. مقصد الباحثين عن الاسترخاء وراحة الجسد
براج تشبه المتحف المفتوح، نظرا إلى مبانيها التراثية من طراز آل "آرت نيفو" و"الباروك" و"العمارة القوطية" و"النيوكلاسيكية" المعاصرة.
مدينة سياحية بامتياز، يكمن جمالها في وقوعها على نهر "فالتافا" الرائق، الذي يقسم وسط المدينة القديمة إلى نصفين، حيث تقع مدينة "براج" عاصمة جمهورية التشيك في وسط أوروبا تقريبا.
وتعد "براج" واحدة من أجمل مدن العالم وأكثرها سحراً، وهذا ما أهلّها إلى أن تحمل ألقاباً عالمية منها "براج الساحرة" و"المدينة ذات الأبراج العالية" و"المدينة الذهبية" و"أم المدن" و"قلب أوروبا".
وتشبه "براج" المتحف المفتوح، نظرا إلى مبانيها التراثية من طراز آل "آرت نيفو" و"الباروك" و"العمارة القوطية" و"النيوكلاسيكية" والحديثة والمعاصرة.
كما تُعد البلدة القديمة "Stare Mesto" واحدة من الأماكن التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 1992 موقعاً للتراث العالمي، لأنها احتفظت بكثير من ملامحها القديمة، ولم يطلها الدمار خلال الحرب العالمية الثانية، خلافاً لما حدث لكثير من مدن أوروبا الوسطى.
ولا تقف أهمية براج كوجهة سياحية على جمال المدينة وسحرها فقط، فهنالك جانب مهم آخر هو السياحة العلاجية.
وتتمركز هذه عادة قرب الينابيع الطبيعية الساخنة التي تحتوي على كثيرٍ من المعادن الطبية النادرة. وهذا ما يجعل هذه المدينة مقصداً للباحثين عن الاسترخاء وإنعاش الجسد والروح والتخلص من الإجهاد والضغوط الحياتية عبر علاجات خاصة على أيدي أمهر الأطباء والمعالجين ممن يحتفظون بأسرار مهنتهم جيلاً بعد جيل.
ولا يمكن أن ننسى أيضاً الجانب الثقافي والفني، حيث تضج هذه المدينة بقاعات الموسيقى والمسارح وصالات العروض الفنية.
وتحتضن براج مواقع شهدت ولادة شخصيات شهيرة، منها الروائي فرانز كافكا، وعالم النفس المعروف سيجموند فرويد.
من مشاهير المدينة أيضا الشاعر العربي محمد مهدي الجواهري، الذي عاش فيها مدة 30 عاما، وقد زادت شهرتها كوجهة سياحية خلال السنوات الـ10 الماضية، ودخلت سوق المنافسة العالمية بسبب هذه المميزات.
ومن أهم ما يميز براج تدني تكلفة العيش فيها قياساً بمثيلاتها في أوروبا وسهولة التعامل مع سكانها، لأن أغلبهم يتحدثون اللغة الإنجليزية. هذا إضافة إلى معقولية أسعار الرحلات الجوية المتوجهة إليها، الأمر الذي يفسر أسباب تدفق السياح إليها من كل صوب.
المواصلات العامة في "براج" مريحة وقليلة التكلفة، لذا لا يحتاج السائح إلى سيارة أجرة خاصة، بالإضافة إلى أن غالبية الشوارع في براج مخصصة للسير على الأقدام ومهيأة لاستخدام المترو أو الترام الكهربائي.
وتعد وسائل النقل العامة أفضل الطرق للتنزه والتنقل داخل المدينة القديمة، ويمكن شراء تذكرة يومية واحدة من المحطة أو من الأكشاك الصغيرة واستخدامها في كل وسائط النقل.