أديس أبابا.. مدينة عمرها 100 عام تشهد نهضة عمرانية متسارعة
أديس أبابا تضم العديد من المواقع التاريخية والأثرية التي ظلت تعكس التاريخ والثقافة والإرث الإثيوبي الفريد على مدى الأعوام الماضية.
لعبت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تأسست عام 1879، دوراً في التاريخ والسياسة والأحداث الاجتماعية لهذه البلاد، وغالباً ما يطلق عليها عاصمة أفريقيا أو "العاصمة الأفريقية"، نظراً إلى أهميتها التاريخية والدبلوماسية والسياسية للقارة.
وعن تسمية "أديس أبابا" بهذا الاسم، يقال إن زوجة الإمبراطور منيليك الثاني، الذي يعتبر أحد الملوك الإثيوبيين القدماء، وكانت تدعى الإمبراطورة "طايتو" وقفت عام 1887 في منطقة تسمى "فل فوها" في وسط أديس أبابا، ولفت نظرها زهرة رائعة لم تشهدها من قبل، ونتيجة لذلك أطلقت على المكان اسم أديس أبابا والتي تعني "الزهرة الجديدة".
وبالإضافة لكونها مدينة تضم العديد من المؤسسات الدولية والإقليمية، يوجد في أديس أبابا العديد من المواقع التاريخية والأثرية، التي ظلت تعكس التاريخ والثقافة والإرث الإثيوبي الفريد على مدى الأعوام الماضية.
خطط لتطوير معالم المدينة
كانت من ملامح المدينة خلال الأعوام السابقة قلة المباني، وتكثر فيها المباني القديمة، ولكن مع مرور الوقت قررت إدارة مدينة أديس أبابا أن تبدأ مرحلة جديدة لتحل تدريجياً المشاكل المتراكمة في مجال البنية التحتية منذ إنشائها، تماشياً مع إعلان عملية السلام وإرساء الديمقراطية في جميع أنحاء المدينة.
حققت المدينة إنجازات كبيرة خلال السنوات الـ5 الماضية، مع التركيز على تحسين مظهر المدينة الجمالي والتنمية الخضراء فيها، إلى جانب خدمات النقل وتنفيذ الخطة والخريطة الجديدة الكاملة للمدينة.
ومن أبرز التغييرات التي شهدتها المدينة خلال الأعوام الماضية، تطوير قطاع تنمية الإسكان، والذي أفاد الموطنين وعمل على تغيير شكل المدينة، خاصة الخطة الإسكانية التي عملت الحكومة للتخطيط لها منذ أكثر من 10 أعوام وحققت نتائج إيجابية.
وقال ديريبا كوما، عمدة مدينة أديس أبابا السابق في تصريحات سابقة: "لقد قمنا ببناء مشروع المساكن، وتم بناء أكثر من 74 ألف منزل خلال السنوات الـ5 الماضية، وتم تمليكها للمواطنين، ونتيجة لهذا الجهد استطعنا أن نحل مشكلة السكن لأكثر من 300 ألف مواطن وعائلاتهم".
وأضاف: "كما مكنا المعلمين من استئجار أكثر من 5 آلاف منزل، الآن نخطط لتسليم 5 آلاف منزل لموظفي الحكومة بنظام الإيجار بأسعار معقولة، ويجرى بناء أكثر من 2000 بيت بشكل جماعي، بمنح أراضٍ لسكان مدينة أديس أبابا، ويأتي هذا لحل مشاكل الإسكان في المدينة، وللذين يعانون من قلة المساكن".
ومن جانبه، قال يدنقاتشو واليليج، مسؤول مكتب وكالة إدارة تنمية الإسكان بأديس أبابا: "في هذ العام فقط أعدت الحكومة لنا ما يقرب من 20 مليار بر إثيوبي عبارة عن قروض، حتى الآن تم إنفاق أكثر من 50 مليار براً على برنامج نظام 40/60 و20/ 80، إدارة المدينة لا تقوم ببناء السكن فقط، بل تعمل في برنامج خلق فرص العمل، ولذا توظف كل عام حوالي 50 ألف شخص".
فيما علّقت الم سهاي إلياس، مسؤولة مكتب شؤون المرأة والطفل بأديس أبابا قائلة: "هناك الكثير من الأنشطة قمنا بها تجاه النساء فيما يتعلق باحترام حقوق ملكية المنزل، على سبيل المثال خلال السنوات الـ5 الأخيرة، تمت الموافقة بنسبة 54٪ أو أكثر على تمليك السكن للنساء في خطة السكن الجماعي، هنالك حقوق للمرأة يجب أن تنالها بصفتها امرأة، ومن جهة أخرى المرأة متساوية مع الرجال في الحقوق، ولذلك عملنا بشكل جيد للاستفادة وضمان ملكية المنازل للمرأة".
معالم المدينة تتغير يوماً بعد يوم
تم توفير مليارات لخدمة المواطنين، وأُقيمت المباني الحديثة التي يتزايد عددها في مدينة أديس أبابا من وقت لآخر، وهي إشارة واضحة لسعيها كي تصبح مركزاً لأفريقيا التي يزخر سكانها بالحياة الحديثة والنابضة.
وتمتلك المدينة 50% من قطاع البناء في البلاد، وقامت بأنشطة يمكنها مراقبة جودة العمل في التشييد والبناء، والذي يقلل من مشكلة المدخلات، وخلال الأعوام الـ10 الأخيرة أقيمت العديد من الإنشاءات، التي عملت على عكس التنمية العمرانية والحراك الاقتصادي للمدينة، المتمثلة في المراكز التجارية وكبرى مواقع الشركات، ما عمل على تغيير معالم المدينة في فترة محددة.
كما شهدت المدينة تطوراً كبيراً في مجال البناء والإنشاءات الكبيرة، حيث ظهرت مؤخراً مبانٍ تضاهي بها أديس أبابا كبرى المدن الغربية.
وقال لؤل سغد يفرا، مسؤول مكتب تنمية المشاريع الصغيرة بأديس أبابا: "يمكن القول إننا قطعنا شوطاً كبيراً في قطاع البناء، والعامل الرئيسي الثاني في اقتصاد بلدنا هو الصناعات التحويلية، وليس فقط صناعة أثاث المكاتب والمنازل، ولكن يمكننا تصنيع الآلات مثل ماكينات الخبز، وطحن الحبوب، وآليات الحصاد وغيرها".
أما مسفن أسفا، مسؤول مكتب غرفة تجارة أديس أبابا فأوضح: "خلال الفترة من عام 2003 حتى عام 2004 بالتقويم الإثيوبي يعني قبل 5 أو 6 سنوات كان عدد التجار في أديس أبابا نحو 84 ألف تاجر، اليوم وصل الرقم إلى 361 ألف تاجر يعملون في المدينة، وقبل 5 سنوات زاد عدد من تمكنوا من مزاولة أعمال الفندقة، وأصبح لهم دور حيوي في بناء صورة إيجابية للبلاد، إلى جانب ذلك عادة ما يكون العمل التجاري نشطاً في هذه المدينة".
ومن المشاريع الجديدة على المدينة والتي ساعدت على تغيير معالم المدينة، هو مشروع مترو العاصمة أديس أبابا، والذي يربط بعض أجزائها من الجنوب إلى الشرق والغرب، مروراً بوسط المدينة، والذي عمل على تسهيل حركة تنقل المواطنين في المدينة، وذلك بنقل 150 ألف شخص يومياً.
وباعتبار أديس أبابا مدينة تضم كثافة عالية من السكان، يمكن القول إن الأسئلة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للمواطنين هي المواصلات، ولحل مشكلة النقل للمدينة استطاعت الحكومة وضع هيكلة جديدة وحديثة لمجابهة المشكلة في هذا القطاع.
وقال الدكتور سليمون كيدان، مسؤول مكتب الطرق والنقل بأديس أبابا: "أُنشئت السكك الحديدية بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية في المدينة وبدأت تقدم الخدمات، وتوفر خدمة النقل لأكثر من 150 ألف مسافر يومياً، وبدون القطار يمكن التخيل ماذا كان سيحدث في المدينة".
وأضاف: "قمنا بتسهيل عملية النقل ووفرنا سيارات كبيرة (أتوبيسات) ومن المعلوم بأن ثقافة المجتمع معقدة في استخدام السيارات الكبيرة ولا يحبونها، لكن هذه (الأتوبيسات) غيرت مفهوم المجتمع وغيرت أفكارهم، حيث يستخدمونها حالياً بصورة أفضل".
ظلت المدينة تتطور من وقت لآخر خلال الأعوام الـ10 الماضية، وذلك ضمن الخطط التي وضعتها الحكومة، والتي سميت خطة النمو والتحول النوعي الأولى والثانية، وقد استمرت كل واحدة منها 5 أعوام، وحققت العديد من البرامج التي وضعت من قبل الحكومة.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز