الحزب الحاكم بالجزائر يضع اللمسات الأخيرة لترشيح بوتفليقة وينتظر قراره
رئيس الوزراء الجزائري يعطي مؤشرات "قوية" على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة والحزب الحاكم يحضر لتجمع شعبي "حاشد" دعما للرئيس الحالي
انتقل التكتل الموالي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة منذ الأسبوع الحالي إلى "وضع اللمسات الأخيرة" على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
- ترقب في الجزائر لموقف بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة
- الحزب الحاكم بالجزائر: جاهزون لدعم مرشحنا بانتخابات الرئاسة
وخرج أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الوزراء الجزائري "ليخلط أوراق المعارضة" كما رأى مراقبون، حينما أعلن عن بداية "بروز نور شمعة الولاية الخامسة بعض الشيء وإن شاء الله يتحقق".
ومن خلال "مناشدة بوتفليقة" الترشح لولاية خامسة، وجّه أويحيى رسائل مشفرة لقوى المعارضة قائلاً "إذا كان المستقبل بالنسبة للبعض يكمن في التغيير، فإنه يكمن بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي في الاستمرارية وما لها من نتائج، ولذلك ما يجعلنا ننتظر بأمل كبير إعلان الرئيس عن ترشحه لانتخابات أبريل القادم".
أويحيى ذهب بعيداً في "ترسيم الولاية الخامسة" من خلال قوله إن "بوتفليقة سيعلن عن ترشحه الرسمي عبر رسالة موجهة للجزائريين أو تكليف شخصية بالمهمة"، وذلك قبل 03 مارس/أذار المقبل، آخر أجل لإيداع ملفات الترشح للرئاسيات القادمة.
كما دافع رئيس الوزراء الجزائري خلال افتتاح الدورة السادسة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المعروف اختصاراً بـ"الأرندي"، عن خيار حزبه ترشيح بوتفليقة أو كما سماها "الاستمرارية"، ولخصها في ثلاثة أسباب.
الأول بحسب أويحيى "أن الجزائر تواجه منذ خمس سنوات توترات مالية شديدة دون أن يتعثر مستواها التنموي، بل على العكس، فإن صادرات الجزائر خارج المحروقات ما انفكت تتعزز في عديد المنافذ، الأمر الذي يمثل إشارة إلى استمرارية موفقة وكذلك مؤشراً يبشر بمستقبل واعد".
أما السبب الثاني، فيذكر أن "الجزائر واجهت بنجاح تلك العاصفة المسماة الربيع العربي، ومنذ ذلك الوقت، حققت التعددية مزيداً من الثراء في المجالات السياسية والإعلامية، مثلما حققت دولة القانون والديمقراطية تقدماً إضافياً خلال الـمراجعة الدستورية الأخيرة".
أما ثالث الأسباب التي قدمها أحمد أويحيى فكانت في أشواط التقدم التي حققتها بلاده بفضل ميزة الاستمرارية، في إشارة لتولي الرئيس بوتفليقية أربع فترات رئاسية.
وهاجم رئيس الوزراء الجزائري الذي تحدث بقبعة الأمين العام لثاني أكبر أحزاب الموالاة في الجزائر "دعاة القطيعة مع النظام الحالي" في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسبق مولود حمروش، والجنرال المتقاعد علي غديري المرشح المحتمل لرئاسيات 18 أبريل/نيسان المقبل، والذي أعلن عن برنامجه الانتخابي المبني على "تأسيس الجمهورية الثانية والقطيعة مع النظام الحالي" كما قال غديري.
وقال أويحيى "البعض يربط السياسة بالتغيير بل القطيعة، ونحن نرى أن المستقبل في الاستمرارية لأننا في بلد يبني وينظم بيته، بلد خارج من عنق زجاجة الأزمة".
- الجزائر: ارتفاع عدد مرشحي الرئاسة المحتملين إلى 153 مؤشر إيجابي
- انتخابات الرئاسة بالجزائر.. صفعة تخلط أوراق الإخوان وتقسم صفوفهم
وفي الوقت الذي أعلن أويحيى عن "بداية الحملة الانتخابية لصالح بوتفليقة اليوم الجمعة"، فإن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الذي كان أول من دق "طبول الولاية الخامسة" الأسبوع الحالي، فقد شرع في جمع التوقيعات لبوتفليقة، تمهيداً لإعلان ترشحه، كما أعلن عن "تجمع شعبي ضخم" في 9 فبراير/شباط المقبل يضم الأمناء العامين السابقين للحزب.
وذكر مسؤولون عن الحزب الحاكم في تصريحات صحفية أن الهدف من التجمع الشعبي "الحاشد" هو "دعم الرئيس بوتفليقة والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة، مع إبراز صورة الحزب الموحد والمتماسك الذي يقف خلف راية الرئيس بوتفليقة".
من جانب آخر، كشف عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عن أن الرئيس الجزائري الحالي سيكون "مرشح الإجماع في الرئاسيات القادمة وليس مرشح أحزاب التحالف الرئاسي فقط".
وعن اجتماع قادة أحزاب التحالف الرئاسي السبت المقبل، ذكر غول بأنه "سيدرس بالتدقيق والتفصيل ملف الرئاسيات القادمة، على أن تكون المحطة المحورية ومن دون شك هي دعم مسار ترشح بوتفليقة والاتفاق على الإجراءات والخطوط العريضة لتسيير الحملة الانتخابية والتحضير الجيد لها".
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية عن ارتفاع عدد الراغبين في الترشح للاستحقاق الرئاسي القادم إلى 179 رسالة رغبة في الترشح، من بينها 14 رسالة لرؤساء أحزاب سياسية و165 لمترشحين مستقلين، وفق بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه.