منتج فيلم المرهقون لـ«العين الإخبارية»: اليمن بحاجة لإنتاج سينمائي غزير
واصل الفيلم اليمني "المرهقون" اقتناص الجوائز في مختلف المهرجانات السينمائية، كان آخرها نيل جائزته الثامنة في مهرجان (MedFilm) .
ونقل موقع مهرجان ميد فيلم عن لجنة التحكيم قولها إن الفيلم اليمني للمخرج عمرو جمال مليء بالمشاعر الإنسانية العميقة والمواضيع السياسية، ويقدم صورة حقيقية للمجتمع اليمني بأسلوب سينمائي رائع وحساس.
والفيلم الذي أنتجه المنتج اليمني محسن الخليفي، سبق أن حصد العديد من الجوائز، كجائزة الجمهور وجائزة منظمة العفو في مهرجان برلين السينمائي الثالث والسبعين، كما فاز بجوائز جولة في مهرجانات حول العالم (بكين وشانغهاي وفالنسيا وغيرها) قبل أن يصل إلى السينما، وتم أيضا اختياره لتمثيل اليمن كأفضل فيلم روائي عالمي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ96.
وفي هذا الصدد، ومواكبةً لإنجازات فيلم المرهقون، التقت ”العين الإخبارية” منتج الفيلم، محسن الخليفي، وأجرت معه حوارا مقتضبا حول النجاحات التي حققها الفيلم، وواقع صناعة السينما في اليمن بشكل عام.. إلى التفاصيل:
ما الذي ساعد فيلم المرهقون على تحقيق هذا النجاح (من حيث الجوانب الفنية وأدوات صناعة الفيلم)؟
برأيي الشخصي، من الناحية الفنية، تمكن المخرج عمرو جمال وفريقه من تقديم قصة الفيلم بكل صدق وبدون أي حشو، ولم يقتصر الفيلم على حكاية قصة الأسرة فحسب، وإنما حكاية مدينة كاملة في خلفية هذه الأسرة (بطلة الفيلم)، التي ضحت وقدمت الكثير.
أما من الناحية التقنية، فهذا الفيلم يعتبر فيلمنا الأول الذي تم صناعته بأدوات سينما حقيقية وبأيدي مختصين محترفين في المجال، وتم المونتاج وتصميم الصوت وكذلك التلوين بأيدي محترفين معروفين في صناعة السينما العربية والعالمية، كل هذه العوامل ساعدت على وصولنا إلى ما وصلنا له اليوم.
هل يمكن أن نعتبر السينما في اليمن بدأت بالفعل بوضع قدمها على طريق للعالمية، أم أن الأمر ما زال مبكرًا؟
صحيح أن فيلم المرهقون سجل حضورا لافتا في مهرجانات عالمية من الدرجة الأولى، وتمكن أيضا من حصد الجوائز، ولكن مازالت بلادنا تحتاج لإنتاج غزير وتواجد دائم في في السينما العربية والعالمية حتى نترك بصمة، فيلم واحد كل 5 سنوات لا يكفي.
لماذا لم يحقق فيلم (10 أيام قبل الزفة)، لنفس المخرج والمنتج، نفس النجاح (العالمي) الذي حققه فيلم المرهقون؟
فيلم (10 أيام قبل الزفة) كان تجربتنا الأولى في السينما، تم إنتاجه بحب، وبأدوات تلفزيونية بسيطة وكان هدفنا وقتها إعادة إحياء السينما في عدن جماهيريا، وهذا ما قمنا به ونجحنا بإقامة عروض حية لأشهر طويلة، لكن جودة الفيلم تقنيا وأيضا إطلاقه جماهيريا بصالات العروض مبكرا لم يترك لنا مجالا لخوض طريق مهرجانات الأفلام العالمية بسبب اشتراطاتها وقوانينها (ماعدا قلة قليلة من المهرجانات) بعكس فيلم المرهقون الذي تم إنتاجه بكل الخبرة المكتسبة من تجارب الفيلم السابق وبإمكانيات وشراكات أكبر وضعته في الطريق السليم المتعارف عليه في صناعة السينما المستقلة عربيا وعالميا.
ما نظرتكم لواقع العمل السينمائي في اليمن، وما مقومات نجاحها؟
في الوقت الحالي، فإن واقع العمل السينمائي في اليمن أقل من ضعيف؛ لأسباب كثيرة، منها قلة الإنتاجات السينمائية، وقلة الدعم المتاح لصناع الأفلام، وقلة الخبرة والتجارب الفنية الحقيقية، الوضع الاقتصادي وغيرها الكثير.
لكن نأمل أن يتحسن الوضع في المستقبل القريب، وبالإمكان أن يتحسن متى ما توفر التدريب المطلوب والدعم والتسهيل للمبدعين والفنانين.
هل تفكرون بإنتاج أفلام قادمة؟
بكل تأكيد، هذا هو قدرنا.
ما تقييمك لإبداع المخرج الشاب عمرو جمال في العمل الفني عموما؟
عمرو جمال شهادتي فيه مجروحة، هو معلمي في هذا المجال قبل أن يكون شريكي في المشاريع ولا يمكن أن أقيّمه، لكن نجاحه عالميا في كبرى المهرجانات وحصده لأرقى الجوائز الفنية بشكل متواصل هو أفضل تقييم لموهبته.
ما مدى إمكانية تعاونكم مع مخرجين يمنيين آخرين غير عمرو جمال؟
بالنسبة للأفلام الطويلة في الوقت الحالي وفي ظل الإمكانيات المحدودة والشحيحة غير ممكن، بالكاد نتمكن من إنتاج فيلم واحد طويل كل بضع سنين، ولكن نتمنى أن نصل إلى مرحلة متقدمة في المستقبل تسمح لنا بإنتاج أعمال متعددة لمخرجين آخرين، ولكن على صعيد الأفلام القصيرة، هناك تعاونات تتم حاليا خلف الكواليس.
هل هناك أي شيء آخر تود قوله؟
أود أن أوجه شكرا جزيلا لـ"العين الإخبارية"، على الوقت والاهتمام برحلتنا وتجربتنا وواقع السينما في اليمن.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز