لقاح يواجه بكتيريا مميتة تهاجم الرئة والدم
سلالات الكلبسيلة أصابت عشرات الآلاف من الأشخاص في الصين وتايوان وكوريا الجنوبية العام الماضي، ويموت بسببها نصف المصابين بالفيروس.
طوّر باحثون من جامعة واشنطن الأمريكية لقاحا تم اختباره على الفئران، للحماية من جرثومة "الكلبسيلة الرئوية"، وذلك باستخدام نوع غير ضار من بكتيريا أخرى تسمى "الإشريكية القولونية"، وذلك بعد إجراء معالجة وراثية لها.
والكلبسيلة الرئوية تسبب مجموعة متنوعة من الالتهابات، بما في ذلك الجهاز التنفسي ومجرى الدم وغيرها من الالتهابات، ولا يُعرف سوى القليل عن كيفية إصابة الأشخاص بهذه العدوى، كما أن هذه البكتيريا لديها مهارة غير عادية في اكتساب مقاومة للمضادات الحيوية، وهي المشكلة التي يحلها اللقاح الذي تم نشر دراسة عن نموذجه الأولي في دورية (Pnas).
وقال ديفيد روزن، المؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره موقع جامعة واشنطن: "لفترة طويلة، كانت الكلبسيلة الرئوية في المقام الأول مشكلة في بيئة المستشفيات، وعلى الرغم من أن مقاومة العقاقير كانت مشكلة حقيقية في علاج هذه العدوى، فإن التأثير على البشر كان محدودا".
وأضاف: "المشكلة أننا نشاهد الآن سلالات من الكلبسيلة الرئوية لديها قدرة غير عادية على التسبب في الوفاة أو الإصابة بمرض خطير للأشخاص الأصحاء في المجتمع، وفي السنوات الخمس الماضية، بدأنا نرى سلالات شديدة المقاومة للأدوية، وهذا أمر مخيف للغاية. "
وتسببت سلالات الكلبسيلة الرئوية في عشرات الآلاف من الإصابات بالصين وتايوان وكوريا الجنوبية العام الماضي، وانتشرت البكتيريا في جميع أنحاء العالم.
ويموت نحو نصف الأشخاص المصابين بفيروس الكلبسيلة المفرط في مقاومة الأدوية، وهناك نوعان هما K1 و K2 - مسؤولان عن 70% من الحالات، وعمل الباحثون على إنشاء لقاح ضد هاتين السلالتين الأكثر شيوعا.
ووجد الباحثون خلال الدراسة أن السطح الخارجي لهاتين السلالتين مغلّف بسكريات من نوع خاص، لذلك صمم الباحثون لقاحا يتكون من هذه السكريات المرتبطة ببروتين يساعد على جعل اللقاح أكثر فاعلية، وذلك باستخدام سلالة غير ضارة من بكتيريا الإشريكية القولونية.
وقام الباحثون بتعديل وراثي لهذه السلالة، وتحويلها إلى مصانع بيولوجية صغيرة قادرة على إخراج البروتين والسكريات اللازمة للقاح، ثم استخدموا إنزيما جرثوميا آخر لربط البروتينات والسكريات معا.
ولاختبار اللقاح، قسّم الباحثون فئران التجارب إلى مجموعات تلقت جرعات من اللقاح وأخرى تناولت لقاحا وهميا على فترات لمدة أسبوعين، ونفق من الفئران التي تلقت العلاج الوهمي 80%، فيما نجا 80% من التي تناولت اللقاح الجديد.
ويقول روزن: "نحن سعداء للغاية بمدى فاعلية هذا اللقاح، ونحن نعمل على زيادة الإنتاج وتحسين البروتوكول العلاجي حتى نتمكن من نقل اللقاح إلى التجارب السريرية على البشر قريبًا".
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg جزيرة ام اند امز