"مهنتي بيدي".. طريق شباب اليمن نحو سوق العمل
يعاني النظام التعليمي في اليمن من فجوة كبيرة بين ما يتم تلقينه للملتحقين بالعملية الدراسية النظامية، وبين احتياجات سوق العمل.
ونتيجة لهذه الفجوة، تفاقمت البطالة في أوساط الشباب اليمني، وبات نسبة كبيرة منهم بلا عمل في ظل ظروف معيشية واقتصادية صعبة؛ بسبب الحرب التي افتعلتها المليشيات الحوثية منذ ست سنوات.
ووسط هذه المعاناة، بادرت عدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، بتبني برنامجٍ عملي؛ يهدف إلى تنمية وتأهيل وصقل قدرات الشباب، وإعدادهم لسوق العمل، عبر تمكينهم حرفيًا ومهنيًا، بدورات وورش عمل تدريبية متخصصة؛ ليجدوا فرصتهم العملية والوظيفية بحرفية ومهارة.
البرنامج المسمى "مهنتي بيدي"، ما زال قائمًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في نسخته الرابعة، حيث سبق وأن أقيمت منه ثلاثة مواسم ماضية، وخرّج المئات من الشباب المتمكن حرفيًا ومهنيًا، بحسب المدير التنفيذي لمؤسسة الرسالة للتنمية الاجتماعية والثقافية، محمد عبدالواسع.
وأشار "عبدالواسع"، لـ"العين الإخبارية"، إلى عددٍ من المجالات التي يركز عليها و يستهدفها البرنامج، حيث يشمل منح شهادة الدبلوم في مجال المهارات المهنية والمهاراتية، وتحديدًا في محاور صيانة الإلكترونيات من الجوالات وشاشات العرض وأجهزة الكمبيوترات.
وأضاف أن المحاور تضم أيضًا التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني، ومهارات المونتاج والإخراج الإعلامي، وكتابة سيناريو الأفلام القصيرة، واكتساب القدرة على تحرير الفنون الصحفية كالأخبار والتقارير، وتعلم أساليب التسويق الإلكتروني، ودراسات الجدوى، وإعداد المشاريع الاقتصادية.
وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الرسالة، أن البرنامج يهدف إلى دمج الشباب في سوق العمل؛ وجعلهم قادرين على إدارة مشاريعهم الاقتصادية الخاصة ذاتيًا، والإسهام في خدمة وتنمية المجتمع، وإيجاد فرص عمل للشباب والفتيات، ومحاربة البطالة في أوساطهم.
ويُنفّذ البرنامج بدعم وتمويل من مؤسسة صلة للتنمية، وبالشراكة مع وزارتي التعليم الفني والشباب والرياضة، كنموذج للتعاون والتكامل بين منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية ممثلةً بالحكومة اليمنية.
وأكد مدير مؤسسة الرسالة، أن البرنامج لا يمنح شهادة الدبلوم حتى يقدم الملتحق به "مشروع تخرج عملي" ينال بموجبه الموافقة، بعد أن يقوم المدربون بتقييم ودراسة المشروع الذي يقدمه المتدربون.
وقال "إن الهدف من تقديم مشروع التخرج هو التأكد من تمكن المتدرب واستفادته من البرنامج، والاطمئنان على أن مهنته أصبحت بيده فعلاً".
ونوه إلى أن مؤسسة الرسالة تكفلت بكل تكاليف التدريب، بالإضافة إلى توفير المعدات والأدوات اللازمة لكل الشباب المتدربين الراغبين شق طريقهم والانطلاق في سوق العمل، ولمدة عام كامل بالمجان، ودون أي مقابل، تشجيعًا من المؤسسة للشباب اليمني.
يذكر أن البرنامج ينفذ في ثلاث محافظات يمنية، هي عدن، لحج، وحضرموت، ويوفر مدربين متخصصين في المجالات التدريبية والمحاور التأهيلية، يستمرون في تقديم مشورتهم وخبراتهم للمتدربين حتى بعد انقضاء البرنامج، حتى يتمكنوا من المهن التي يمتلكونها بين أيديهم.