هل زار النبي محمد مصر وصلى بها؟.. مفتي الديار المصرية السابق يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الرسول صلى الله عليه وسلم زار جبل الطور.
وأوضح فضيلة الدكتور، في برنامج "القرآن العظيم" المذاع عبر قناة "صدى البلد" الأربعاء، إن الطور هو الجبل الذي تجلى عليه الله جل وعز لموسى عليه السلام، وهو من الأماكن التي ذكر الله فيها من قرآنه مصر.
وأضاف أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر أن الله يقسم بهذا الجبل الذي شهد ذلك التجلي، وهو من الأماكن التي زارها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج وصلى بها ركعتين.
وأكمل أن "في بعض الروايات التي صححها ابن حجر العسقلاني أن رسول الله نزل فصلى ركعتين في الطور، ووطأ أرض مصر ليلة الإسراء والمعراج".
وتحدث العديد من الفقهاء والأئمة عن زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم زار مصر مرتين، الأولى كانت أثناء رحلة الإسراء والمعراج، والثانية خلال رحلات التجارة التي قام بها النبي قبل البعثة.
فبعد أن عُرج به أثناء رحلة الإسراء والمعراج إلى السماء، نزل النبي في 5 أماكن، طلب منه جبريل أن يصلي فيها، كانت منهم منطقة طور سيناء، حيث كلم الله سيدنا موسى.
ففي حديث طويل رواه عدد من أصحاب السنن حيث رواه الإمام الطبراني والإمام البيهقي والإمام البزار وصححه الإمام الطبراني في كتابه "دلائل النبوة" من حديث شداد بن أوس (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به مر بأرض ذات نخل، فأمره جبريل عليه السلام أن ينزل من فوق البراق ليصلي، فصلى ثم أخبره أن المكان الذي فيه هو يثرب أو طيبة، وإليها المهاجرة، ثم أمره أن يصلي عندما مر بمدين عند شجرة موسى، وهي التي استظل بها بعد أن سقي الغنم للمرأتين قبل أن يلتقي بأبيهما، كما قال بعض الشراح، ولما مر الركب بطور سيناء أمره أن يصلي أيضا، وذلك حيث كلم الله موسى، وعند المرور ببيت لحم صلي أيضا، وذلك حيث ولد عيسى بن مريم).
وعن نقل النسائي في سننه، حديث أنس بن مالك، الذي يقول فيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل طالبه بأن ينزل من على البراق ويصلي بطور سيناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام، وتم تأكيد هذه الروايات في كتاب السيرة النبوية لأبي العزائم.
أما عن الزيارة الثانية، فقد ذهب عالم المصريات الدكتور سيد كريم، لاحتمالية زيارة الرسول الكريم لمصر قبل حادثة الإسراء والمعراج خلال رحلات التجارة التي قام بها قبل البعثة.
وقال سيد كريم، في حوار صحفي سابق، إن النبي اتجه في رحلة من رحلات الصيف التجارية إلى زيارة "الأرض التي تغرب عندها الشمس"، يقصد أرض مصر، مؤكدا أن بني عبد مناف أجداد الرسول مصريو الأصل.
وأضيف أن الرسول وصل إلى دير سانت كاترين، حيث التقى مع رهبان الدير الذين اشتكوا له من البدو والأعراب الذين يسرقون ماشيتهم ويدمرون مزارعهم، وكان سبب الشكوى إلى الرسول تحديدا أنهم ظنوا أنه أمير التجار لأنه كان يقود القافلة.
وتابع سيد كريم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وعدهم بالتدخل لدى الأعراب والبدو ليطالبهم بالكف عن الاعتداء على الدير ورهبانه، موضحا أن دير سانت كاترين يحتفظ بوثيقة الوعد التي طبع عليها الرسول عليه الصلاة والسلام كف يده الشريفة، وعندما عاد إلى مكة ونزلت عليه الرسالة وعلم كهنة دير سانت كاترين أنه أصبح زعيم العرب أرسلوا إليه الرسالة الشهيرة التي يذكرونه بوعده الذي ختمه بكف يده الشريفة وبالفعل أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم رهبان سانت كاترين بسيناء وثيقة تعتبر علامة بارزة في التسامح والتساهل وحسن المعاشرة.
ويؤيد هذه الرواية الدكتور إكرام لمعي أستاذ الأديان المقارنة بكلية اللاهوت الإنجيلية، حيث وضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل الرسالة يقيم في تنقلاته التجارية ناحية سوريا ولبنان ومصر في الأديار وكان يقيم حوارا مع الرهبان، وأنه أقام مع رهبان دير سانت كاترين حوارا ناقش معهم أمور دينهم بحكم أنه كان رجلا زاهدا قبل النبوءة، وفي رواية أخرى طلب منه هؤلاء الرهبان العهد أو ما يعرف بـ"العهدة المحمدية".
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز