«107 أيام» يضع هاريس في مواجهة غضب الأمريكيين.. رفض جديد بشيكاغو

في مشهد يعكس التوتر السياسي الذي يلف شخصية كامالا هاريس، تحولت جولتها الترويجية في شيكاغو لعرض كتابها الجديد "107 أيام" إلى مسرح لاحتجاجات متكررة، كشفت عن التحديات التي تواجهها نائبة الرئيس الأمريكي السابقة في إعادة بناء صورتها السياسية.
ووسط حشد من الحضور في الفعالية التي أدارتها الصحفية ميشيل نوريس، سادت لحظات من الفوضى عندما بدأت سيدة بالصراخ من المقاعد الخلفية، ليتحول الحدث الثقافي إلى ساحة صراع سياسي، لتتصاعد حدة الموقف مع تدخل الأمن لإخراج المحتجين.
وبحسب شبكة "فوكس نيوز" لم تكن هذه الحادثة سوى حلقة في سلسلة من الاحتجاجات التي تواجهها هاريس في جولتها الوطنية، حيث صاح رجل بكلمة "إبادة جماعية" قبل أن يُقتاد خارج القاعة، في مشهد يرمز إلى الاستقطاب السياسي الحاد في أمريكا.
يكتسب الكتاب أهمية خاصة كونه يوثق الأيام الحاسمة التي أعقبت انسحاب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من السباق الرئاسي عام 2024، حيث تكشف هاريس عن الصراعات الداخلية داخل فريقها والخلافات داخل الحزب الديمقراطي.
لكن ردود الفعل على الكتاب تجاوزت هاريس، حيث تعرضت لانتقادات حادة حتى من داخل حزبها.
ويصف مستشار ديمقراطي بارز الكتاب بأنه "يركز على النميمة السياسية بدلاً من طرح أفكار ملهمة"، معتبرًا أنه "يمثل إحراجًا لها وللحزب الديمقراطي ككل".
وانتقد الصحفي كريس سيليزا، نائبة الرئيس السابقة، قائلا "هاريس ليست بارعة في العمل السياسي"، وأن "حديثها غالباً ما يتخذ شكل سلطة كلمات بلا معنى متماسك"، بينما يذهب الخبير الاستراتيجي الديمقراطي غاري ساوث إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن توقيت الكتاب "غير موفق" ومحتواه "هجومي وغير متزن".
يبدو أن الكتاب - الذي كان يهدف لأن يكون إعادة إطلاق مسيرة هاريس السياسية - كشف بدلاً عن ذلك عن عمق الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي حول مستقبلها. فبدلاً أن يقدم رؤية ملهمة للمستقبل، اتجه إلى تسوية حسابات الماضي، مما أثار تساؤلات حول حكمة هذا التوقيت والقرار.
في المشهد الأوسع، تتحول جولة هاريس الترويجية إلى محك حقيقي لقياس مدى استعداد القاعدة الديمقراطية لتقبل عودتها كمرشحة محتملة للرئاسة عام 2028. والاحتجاجات التي تواجهها ليست مجرد أحداث عابرة، بل تعكس تصادماً بين رغبة هاريس في إعادة كتابة سردية هزيمتها، ورفض قطاعات من الشعب الأمريكي لهذه الرواية.
في النهاية، أصبح كتاب "107 أيام" مرآة تعكس مأزق هاريس السياسي، إذ يكشف عن امرأة عالقة بين ماضٍ تريد إعادة تفسيره، ومستقبل لا يبدو أنها تملك المفاتيح الكافية لصنعه.
والجدل الدائر ليس حول كتاب، بل حول رؤية سياسية وأسلوب قيادة، في اختبار مصيري قد يحدد مستقبل هاريس ومكانتها في الحزب الديمقراطي للسنوات القادمة.