إنفوجراف.. الاكتئاب يهدد مرضى الصدفية
مرض الصدفية رغم أنه من الأمراض الجلدية، إلا أن آثاره تجعله من أسباب الأمراض النفسية.. كيف ذلك؟
ظهور بعض البثور أو الرؤوس السوداء هنا أو هناك، قد يكون أمرا مزعجا للكثيرين، لكن بالنسبة لهؤلاء الذين يتعايشون مع أمراض جلدية مزمنة مثل الصدفية، يمكن أن يكون التأثير أكبر بكثير من عمق الجلد.
الصدفية مرض مناعة ذاتية تسببه زيادة خلايا الدم الحمراء، ويظهر لدى المصاب بها مناطق حمراء على الجلد مغطاة بقشرة فضية على فروة الرأس والمرفقين والركبتين والظهر، ويمكن أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم، حسب موقع "نت دكتور" البريطاني، الذي لفت إلى أن هذه المناطق المصابة من البشرة تجعل الناس خجولين وقلقين، ما يفاقم من المشكلة لديهم.
وتشير دراسة بريطانية حديثة إلى أن الصدفية التي يعاني منها حوالي 3% من البريطانيين والإيرلنديين، تجعل المصابين بها أقل سعادة بنسبة 24% مقارنة بالمواطن البريطاني العادي. كما أن نصف المشاركين في الدراسة والبالغ عددهم 1400 مشارك، قالوا إنهم يشعرون بثقة أقل في الذات، بينما قال 41% منهم إنهم نادرا ما يشعرون بالثقة في الذات.
ونقل الموقع عن أحد القائمين على البحث قوله إن معظمنا يعرف عن التأثير المادي للصدفية، لكن ينبغي فهم الآثار النفسية أيضا لأنها ليست معروفة بنفس القدر. وأضاف أنهم قاموا بهذا البحث لفهم مستويات السعادة عند هؤلاء المتعايشين مع الصدفية التي لا تعتبر مجرد مرض جلدي، لكن تحديا للأنشطة اليومية.
وسلطت الدراسة الضوء على أن المصابين بالصدفية يعانون من انخفاض ملحوظ في جودة حياتهم بسبب انخفاض السعادة، ومن ثم يصبحون أكثر عرضة للمعاناة من القلق المرضي والاكتئاب.
وليست هذه هي الدراسة الأولى التي تجد علاقة بين الصدفية والاكتئاب، ففي 2013، توصل باحثون إلى أن 77% من المصابين بالمرض يعتبرونه "مشكلة" أو "مشكلة هائلة" في حياتهم، وأن حوالي ثلث المصابين يعانون من اكتئاب أو قلق مرضي.
بحسب الدراسة، لا يحتاج جميع المصابين بالصدفية إلى مساعدة نفسية في التعامل معها، لكن ينبغي توفير المساعدة متى طلبت من مرضى الصدفية المحتاجين إليها. كما أن من الضروري على الأطباء التحدث مع مرضاهم حول شعورهم حيال إصابتهم بالصدفية ومدى تأثيرها على حياتهم لتقدير مدى خطورتها والتخطيط الجيد لعلاجها. وقد يكون أحد الأشخاص مصابا بالصدفية في جزء بسيط جدا من جسمه، لكنه يعاني من تأثير نفسي هائل حيث يمكن أن تؤدي الصدفية في بعض الأحيان إلى العزلة الاجتماعية.