البرلمان المصري يبحث إمكانية حذف لعبة "ببجي".. والأزهر يحذر منها
فكرة اللعبة تدور حول نجاة لاعب واحد فقط من بين 100 آخرين، بعد محاولة كل منهم التخلص من الآخرين باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة.
أصبحت لعبة "ببجي" pubg مسار جدل في مصر لما يكتسبه اللاعبون من سلوك عنيف، قد يدفعهم إلى القتل.
وأثير الحديث عن هذه اللعبة بعد قيام طالب مصري في الصف الأول الثانوي، قبل أيام، بقتل معلمته في أثناء تلقيه درسا خاصا في منزلها بمنطقة ميامي بمحافظ الإسكندرية، شمال العاصمة، معترفا أثناء التحقيقات أنه استوحى فكرة القتل من لعبة "ببجي" الشهيرة على الإنترنت.
هذا الحادث، وإن كان الأول في مصر، ولكن سبقته حوادث وقعت في بقاع أخرى من العالم العربي، بسبب هذه اللعبة التي تعرف باسم PlayerUnknown’s Battlegrounds أو "ساحات معارك اللاعبين المجهولين".
وتدور فكرة اللعبة حول نجاة لاعب واحد فقط بين 100 آخرين، بعدما يحاول كل منهم التخلص من اللاعبين الآخرين باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة.
كما أفادت تقارير صحفية نشرتها صحف عراقية قبل 5 أيام، أن شابا قتل في مدينة سوران العراقية أثناء محاولته تقليد اللعبة مع صديقه، ولم يكن يدري أن سلاحه محشو بالذخيرة.
وقبل أن تتزايد الحوادث التي قد تقع بسبب هذه اللعبة، أعلنت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب المصري أنها ستعقد اجتماعا لمناقشة إمكانية حذف اللعبة من متاجر التطبيقات الإلكترونية.
وقال أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات في تصريحات صحفية، أن اللعبة تدعو إلى العنف، وتندرج تحت ما يسمى بـ"حروب الجيل الـ4 على المنطقة العربية"، فضلا عن أنها تشكل "خطورة على الأطفال"، حسب وصفه، ومن جانبها، استبعدت وزارة الاتصالات إمكانية حذف اللعبة.
وقال محمد حجازي، رئيس لجنة التشريعات والقوانين بالوزارة في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن اللعبة ليست تحت سيطرة الوزارة، لأنها موجودة على متجر خاص بشركة جوجل ومتجر أبل، ولا يوجد سلطة لحجب الألعاب الموجودة على مثل هذه المتاجر.
وشدد حجازي على أن الوسيلة الوحيدة لمواجهة مثل هذه الألعاب العنيفة تأتي برفع التوعية بمزايا ومخاطر استخدام التكنولوجيا والألعاب.
كما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بيانا أوضح خلاله أن اللعبة تبدو فى ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليب نفسيةً معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الالكترونية؛ لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.
وقال البيان: "تأسيسا على الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف بجميع قطاعاته، فإن المركز يوجه عدة نصائح لجميع فئات المجتمع تساعدهم على تحصين أبنائهم وتنشئتهم تنشئة سوية واعية، ومنها متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة، والتأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب، ومشاركة الأبناء في جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم".
وشدد البيان أيضا على "أهمية تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة، وتدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع، وتخيُّر الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة، وأخيرا، التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأي ضرر جسدي، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه".
وسبق هذا البيان تحريم الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ممارسة هذه اللعبة.
وقال "كريمة": إن "ممارسة لعبة بوبج pubg، حرام شرعا، لأن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وقال في موضع آخر: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
وقبل كريمة، قررت لجنة الفتوى في السليمانية بكردستان العراق في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحريم اللعبة باعتبار أنها إضاعة للوقت.