«أتاكمز» الأمريكية تضرب «القرم».. أين يضع بوتين خطوطه الحمراء؟
قصفت أوكرانيا، اليوم الأحد، شبه جزيرة القرم بصواريخ أتاكمز الأمريكية، وأوقعت قتلى في وقت تدرس فيه روسيا تغيير عقيدتها النووية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت قبل أسابيع موافقتها على استخدام أسلحة تمد بها أوكرانيا في العمق الروسي في قرار أثار غضب موسكو، وحذر منه حتى عسكريون غربيون.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة الردع في حالة تأهب، لكنه رسم خطوطا حمراء لاستخدامها.
وقال مسؤولون روس إن أوكرانيا قصفت اليوم الأحد مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم بخمسة صواريخ من طراز أتاكمز التي زودتها بها الولايات المتحدة مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة نحو 100 آخرين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوية الروسية أسقطت أربعة من الصواريخ بينما انفجرت الرأس الحربية للصاروخ الخامس في الجو.
وأضافت الوزارة أن أوكرانيا قصفت "البنية التحتية المدنية لمدينة سيفاستوبول بصواريخ أتاكمز التكتيكية التي أمدتها بها الولايات المتحدة والمزودة برؤوس حربية عنقودية".
وقال حاكم سيفاستوبول، ميخائيل رازفوزاييف، عبر قناته على تليغرام إن نحو 100 شخص أصيبوا جراء شظايا الصواريخ التي سقطت.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها العمق الروسي لكن العلميات السابقة بدت أقرب للعمل التخريبي الذي لا يترك بصمة خلفه، بما في ذلك عمليات اغتيال لشخصيات قريبة من بوتين.
أمريكا مسؤولة.. ورد قادم
وحملت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة "مسؤولية" الهجوم الصاروخي كونه نفذ بواسطة صواريخ "أتاكمز" التي سلمتها واشنطن لكييف.
وقالت الوزارة في بيان إن "مسؤولية الضربة الصاروخية المتعمدة على مدنيين في (مدينة) سيفاستوبول تقع في الدرجة الأولى على واشنطن التي زودت أوكرانيا أسلحة"، وكذلك على سلطات كييف، مؤكدة أن "افعالا كهذه لن تبقى من دون رد".
ومن غير المعروف ما إذا كان الرئيس الروسي يعتبر القرم التي ضمها في 2014 ضمن خطوطه الحمراء أم أنه قادر على ابتلاع الضربات الأوكرانية لتجنب الاندفاع نحو استخدام أسلحته غير التقليدية؟
وفي أواخر مايو/أيار الماضي وبالتزامن مع اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لبحث السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية في ضرب أهداف داخل روسيا، منح الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لكييف لضرب أهداف في الأراضي الروسية بالقرب من منطقة خاركيف الأوكرانية، لكن ضمن شروط معينة.
ومنذ بداية الحرب قبل ما يزيد على عامين، ظلت واشنطن متمسكة بمعارضة استخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير سابق عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن بايدن أعطى الإذن سرا لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية في ضرب أهداف داخل روسيا قرب منطقة خاركيف فقط. ولم يذكر التقرير متى أعطى بايدن هذا الإذن.
وحينها حذر بوتين من "عواقب خطيرة" حال إعطاء البلدان الغربية أوكرانيا الضوء الأخضر لضرب عمق بلاده.
وعلى ما يبدو تأمل الدول الغربية أن يسهم قرارها في عكس دفت الحرب التي بدأت تميل بوضوح لصالح الروس بعد فترة شهور من جمود الجبهات وعجز أوكرانيا عن تطوير هجماتها.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg
جزيرة ام اند امز