قبل اللقاء المرتقب.. هل بوتين وشي جين بينج على قلب رجل واحد؟
يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بنظيره الصيني شي جين بينج، غدا الخميس، في أول اجتماع مباشر لهما، منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا، فبراير/شباط الماضي.
وفي أوائل فبراير/شباط نفسه لكن قبل العملية الروسية بأوكرانيا، كان بوتين يحط الرحال في بكين ويلقى ترحيبا حارا من الرئيس الصيني، حيث قدم الرجلان استعراضا للوحدة أمام العالم في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية.
عقدت القمة، التي روج فيها الاثنان لعلاقاتهما المتنامية باستمرار وانتقدا توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل ثلاثة أسابيع على توجيه بوتين ببدء الحرب في أوكرانيا.
لكن انقضت شهور على العملية العسكرية، وتطورات عالمية طرأت قبل اللقاء المرتقب بين الزعيمين غدا على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان.
واعتبر تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن استعادة أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة لأكثر من 6 آلاف كيلو متر مربع من الأراضي -أكثر مما سيطرت عليه روسيا في جميع عملياتها منذ أبريل/نيسان- يمثل خسارة مهينة أخرى لبوتين، الذي شاهد تعثر حربه وتضاؤل قائمة أصدقائه على الصعيد العالمي.
وتحتل العلاقات بين روسيا والصين، التي تعززت منذ بداية الحرب، أهمية كبيرة؛ ورأى خبراء أن بوتين على الأرجح سيعتمد على بكين أكثر من أي وقت مضى بعدما سموه "النكسات" الأخيرة في ساحة المعركة.
قاسم مشترك
وقالت فيلينا تشاكاروفا، مديرة المعهد النمساوي للسياسة الأوروبية والأمنية في فيينا: "تعتمد روسيا على الصين لتظهر للعالم أن رابطهم القوي هو رمز للعزلة الدولية الفاشلة، بالرغم من العقوبات الغربية الصارمة".
وفي الوقت الذى بدا فيه عزم الغرب ضد روسيا يزداد تشددا، ومع سعي المزيد من الدول إلى الانضمام لـ"الناتو" وتقديم المساعدة إلى أوكرانيا مع استمرار الحرب، سيكون الدعم من أكبر قوة مناهضة للغرب في العالم بطبيعة الحال ذا قيمة كبيرة لبوتين.
وأضافت تشاكاروفا: "يساعد دعم الصين موسكو على نشر الروايات الروسية، مثل الإلقاء باللوم على العقوبات الغربية في أزمة الغذاء، والإلقاء باللوم على الناتو في شن الحرب. ويخلق هذا قاسما مشتركا: عدم الرضا على الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة والحالة الإيجابية للعلاقات الأوثق مع الصين".
بوادر وحدة
وتحدثت روسيا عن الدعم الصيني خلال الأيام الأخيرة. والأسبوع الماضي، التقى كبير المشرعين الصينيين لي زانشو، مع فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما الروسي، ومشرعين روس آخرين في موسكو.
وطبقا لبيان صادر عن مجلس الدوما، قال لي إن "الصين تتفهم وتدعم روسيا في القضايا التي تمثل مصالحها الحيوية، لا سيما فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا... نرى أن الولايات المتحدة وحلفاءها بالناتو يوسعون وجودهم قرب الحدود الروسية، مما يهدد بشكل خطير الأمن القومي وحياة المواطنين الروس".
ومع ذلك، لم يرد الاقتباس في القراءة الصينية للاجتماع، ما يثير تساؤلات بشأن مدى استعداد الصين رسميا لدعم روسيا، في وقت لا تظهر فيه حربه في أوكرانيا أي مؤشرات على الانتهاء.
وقال كيري براون، أستاذ الدراسات الصينية في كينجز كوليدج لندن: "من الواضح أن الصين لا تريد أن تنهار روسيا، لكن ستكون أوكرانيا مشكلة غير مرغوب فيها، وتفضل بكين التخلص منها. وبالطبع، لا تثق الصين في الناتو والغرب، لكن هذا لا يعني أنها أفضل صديق لروسيا. والصين في النهاية تهتم بمصلحتها، ولا تساعد حالة عدم الاستقرار الصين بأي طريقة واضحة".
ونمت التجارة بين البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022 بالرغم من الحرب. ووافقت الصين الأسبوع الماضي فقط على بدء الدفع مقابل الغاز الصيني باليوان والروبل بدلًا من الدولار، متجاوزة العديد من العقوبات المفروضة على صادرات الطاقة الروسية.
ورأى تحليل "سي إن إن" أن هذا الدعم الاقتصادي، بالإضافة إلى لوم الناتو والغرب على الحرب، يصب في مصلحة الصين. لكن رأى خبراء أن ما لا يرجح أن يكون في مصلحة الصين هو تقديم المساعدة العسكرية التي يبدو أن روسيا تحتاجها مع استمرار حربها.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز