عمان شهدت في عهد السلطان قابوس اختلافاً كبيراً في مسألة التنمية الشاملة
سلطنة عمان الشقيقة كانت أمس، الثامن عشر من نوفمبر، على موعد مع ذكرى عزيزة على كل مواطن عماني وخليجي بل عربي وهو: يوم الثامن عشر من نوفمبر، حيث شارك الخليجيون الشعب العماني الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الخالدة في مسيرة الدولة العمانية التي تعد واحدة من المحطات التاريخية المحفورة في وجدان العماني، حيث ارتبط تاريخ مولد السلطان قابوس في يوم 18 نوفمبر بيوم "نهضة عمان"، وتجسدت ملحمة وطنية رائعة بين قائد ووطن، فارتبط اسمهما معاً.
فعمان شهدت في عهد السلطان قابوس اختلافاً كبيراً في مسألة التنمية الشاملة، إذ بدأ الاهتمام والتركيز بالوضع الداخلي ثم أحدث نقلة هائلة في العلاقات الخارجية بدأ بجواره الجغرافي وامتد إلى العالم وقدم معها فلسفة جديدة في السياسة الدولية أساسها "الحياد الإيجابي" نأى بها بلاده عن الدخول في الملفات الشائكة المليئة في المنطقة والعالم في أصعب اللحظات من التاريخ السياسي، وأدى ذلك أن تحولت عمان من دولة منغلقة على نفسها إلى لاعب إقليمي مؤثر ومهم يقبله الجميع وأظهرها كعضو فاعل في السياسة الدولية.
وإذا كانت عمان قد تواجدت منذ تولي قابوس السلطة في عمان في كل الأزمات والملفات السياسية باعتباره عاملاً مساعداً على التهدئة والحل، فإنه لا بد أن وراء كل ذلك رؤية قائد عرف ما يريده لبلاده، ودعمه في ذلك حضوره الدائم بين مواطنيه لتوحيد جهد العمانيين ضمن عمل جماعي متسق وممتد من الجنوب إلى الشمال حتى تواجدت في المكانة التي يراها العالم اليوم فارتفعت راية التقدم والنهضة في السلطنة وارتفع معها اسمها بين الأمم وقدم- قابوس - خلالها درساً في كيفية تحقيق التوازن في العلاقات الدولية بين المتنافسين على النفوذ في المنطقة بدون أن يميل لطرف على حساب الآخر.
قابوس صانع معجزة عمان الجديدة آمن بعودتها من جديد للعب دورها الطبيعي في الإقليم والتأثير فيه بإيجابية، فكان عاملاً محفزاً للعمانيين لاستنهاض الهمم لبناء دولتهم من خلال تحديد الثامن عشر من نوفمبر بداية المسيرة، لذا سيظل هذا التاريخ أفضل يوم للتعبير عن: قصة بناء عمان.
أما عن أهم ما ميز سلطنة عمان خلال هذه الفترة دبلوماسيتها القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي أعطتها مساحة وفسحة كبيرتين بأن تلعب دور الوسيط خاصة في الأزمات الإقليمية سواء مع الجار الإيراني المتشنج دائماً أو التحرك في الأزمات القومية حيث تواصلت مع إسرائيل من أجل تخفيف حدة التوتر السياسي والإنساني، مما كان له الأثر في جلب الاحترام والتقدير الدوليين من خلال دبلوماسية محنكة في إدارة الأزمات بل ودخلت بهذه الدبلوماسية في منافسة مع دول تعد عريقة في هذا المجال مثل: سويسرا حتى صار لديها خبرة تراكمية في التقريب بين وجهات النظر المختلفة.
نقطتان لا يمكن لأحد أن ينكرهما، الأولى: أن اسم قابوس أصبح مقروناً بالنهضة العمانية وأنه سيظل لفترات طويلة من التاريخ مصدر إلهام للشعب العماني الشقيق في خدمة بلادهم والسعي نحو الحفاظ على المكانة التي حققتها لها دبلوماسيته بين الأمم. النقطة الثانية: أن السلطنة كانت في فترة من الفترات هي ملاذ لطالبي المشورة في فهم الملفات التي تديرها إيران في المنطقة "الحوثيين" وغيرهم، حيث استطاعت أن تجمع "ثروة" معلوماتية في كيفية التعامل مع هذا النظام وفهم بأساليب سياستها الخارجية، كنتيجة لطبيعة دبلوماسيتها الحيادية.
أما عن خصوصية مكانة السلطنة، حكومة وشعباً، لدى دولة الإمارات ليس بسبب جوارها الجغرافي في أغلب حدودها وبالتالي تمثلان كل واحدة منها عمق استراتيجي للأخرى، وليس كونها واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي وتربطهما مصالح اقتصادية وسياسية، وإنما نظراً للتداخل الحضاري والإنساني تكون مشاركتنا الشعب العماني احتفالاتهم أمر طبيعي تفرضه تلك العلاقة التي تتجاوز فيها معايير العلاقات الدولية المتعارف عليها سياسياً، فكما يشعر العمانيون بالفرحة بما حققته بلادهم من "مكان ومكانة" في السياسة الدولية فنحن كأبناء في دولة الإمارات والخليج العربي عموماً نفخر بكل قصة نجاح لعمان، لأنها لا بد في نهاية الأمر أن تساهم في دعم المنظومة التنموية الخليجية في كل المجالات.
قابوس صانع معجزة عمان الجديدة آمن بعودتها من جديد للعب دورها الطبيعي في الإقليم والتأثير فيه بإيجابية، فكان عاملاً محفزاً للعمانيين لاستنهاض الهمم لبناء دولتهم من خلال تحديد الثامن عشر من نوفمبر بداية المسيرة، لذا سيظل هذا التاريخ أفضل يوم للتعبير عن: قصة بناء عمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة