في ذكرى مقتل بن لادن وبدء الانسحاب.. "القاعدة" تتوعد بـ"حرب"
نهاية هذا الأسبوع، تحل الذكرى العاشرة لمقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول في أمريكا.
ورغم أن "الحرب الأمريكية على الإرهاب" توشك على دخول مرحلة جديدة بينما يستعد الرئيس جو بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر، تزعم القاعدة الآن أن حربها مع أمريكا أبعد ما تكون عن الانتهاء.
وخلال حوار حصري مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أُجري عبر وسطاء، قال عميلان بتنظيم القاعدة إن "الحرب ضد الولايات المتحدة ستستمر على جميع الجبهات ما لم يطردوا من بقية العالم الإسلامي".
وفي الماضي، نادرًا ما رد تنظيم القاعدة على الأسئلة، واختار بدلًا من ذلك الاختباء وراء الدعاية التي تخدم مصالحه. ومن غير الواضح لماذا اختار التنظيم فعل ذلك الآن.
وقال بول كروكشانك، المحلل المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب، والذي راجع إجابات عناصر القاعدة، إنه من الممكن أنهم "يشعرون بالحماسة بسبب قرار إدارة بايدن سحب القوات من أفغانستان، لكن ربما يسعون أيضًا لصرف الانتباه بعيدًا عن خسائرهم العديدة الأخيرة".
واليوم، خفت نجم الجماعة التي استحوذت على انتباه العالم ذات يوم، لكنها أبعد ما تكون عن الموت. والآن تقول إنها تخطط للعودة بعد مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان، من خلال الشراكة مرة أخرى مع طالبان.
وفي ردهما على "سي إن إن"، أشاد عضوان من القاعدة بطالبان على إبقائهم القتال ضد أمريكا حيًا.
وأضافا: "بفضل الأفغان في حماية الرفاق في السلاح، كانت العديد من الجبهات تعمل بنجاح في أجزاء مختلفة من العالم لفترة طويلة."
وبحلول 11 سبتمبر/أيلول هذا العام، ستنتهي رسميًا أطول الحروب الأمريكية التي استهدفت تحييد التنظيم الإرهابي، مع إعلان الرئيس بايدن أن "بن لادن مات، وأن القاعدة تقهقر في أفغانستان. وحان الوقت لإنهاء الحرب الأبدية."
وعبر وسطاء صحفيين، تواصلت "سي إن إن" مع القاعدة من أجل التعليق على خطوة بايدن لسحب القوات من أفغانستان، وبدلًا من تجاهله كما فعل عدة مرات في الماضي، أجاب ممثلون عن التنظيم.
وترجح ردودهم أن طالبان كانت غير صادقة مع إدارة بايدن، وأن سحب القوات الأمريكية قد يقوم على خدعة. وتواصلت "سي إن إن" مع طالبان من أجل التعليق على علاقتهم مع القاعدة، لكنها لم ترد.
وقرأ بيتر بيرجن، خبير شؤون الإرهاب بـ"سي إن إن" رد القاعدة على الشبكة، واعتبره "حقيقيًا".
وأشار إلى جزء آخر من رد القاعدة يسلط الضوء على العلاقات المستمرة مع طالبان، والذي جاء فيه أنه "في الوقت نفسه تتمتع طالبان الباكستانية والقاعدة بعلاقات الأخوة الإسلامية التي كانت ولازالت على حالها، ونفس الأمر ينطبق على طالبان أفغانستان."
وأوضح بيرجن أن "هذا يؤكد ما كانت الأمم المتحدة تقوله حول إن طالبان تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة مع ضمان أنهم "سيحترمون العلاقات التاريخية مع الجماعة الإرهابية."
والأمر الغامض نوعًا ما أيضًا هو أن القاعدة يزعم أيضًا عدم اهتمامه باستخدام أفغانستان نفسها كنقطة انطلاق بالهجمات المستقبلية لأنه لم يعد يحتاجها.
وقال التنظيم: "لم تكن بحاجة لأفغانستان ولا نية لذلك في المستقبل". ومع ذلك، أشار بول كروكشانك إلى أن "بيان نوايا من عميل مجهول بالكاد يكون ملزمًا للجماعة."
وفي ردهم على "سي إن إن"، أعلن تنظيم القاعدة أفغانستان "انتصاره"، قائلًا: "انهزم الأمريكان الآن"، ما يرسم توازيًا لانسحاب الاتحاد السوفيتي من البلاد منذ ثلاثة عقود وانهياره اللاحق. لقد لعبت حرب الولايات المتحدة في أفغانستان دورًا رئيسيًا في ضرب الاقتصاد الأمريكي."
وقد بلغت تكلفة الحروب الأمريكية على الإرهاب تريليونات الدولارات، لكن هجمات 11 سبتمبر/أيلول لم تؤد لانهيار الاقتصاد الأمريكي.
ويقر تنظيم القاعدة بخسائر الحرب، قائلًا إنهم أرسلوا معظم مقاتليهم الرئيسيين إلى سوريا حيث "قتل بعضهم في السنوات الأخيرة".
كما اعترف التنظيم بأن مقتل بن لادن على يد وحدة القوات الخاصة الأمريكية " Seal Team 6" أضعف القاعدة بالفعل، مما سمح لتنظيم داعش، بالظهور.
وفي رد التنظيم على سؤال "سي إن إن" بشأن دورهم في باكستان وأفغانستان، زعم أنهم "دبروا" الهجوم الذي وقع عام 2009 وقتل 7 من عملاء جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في قاعدتهم قرب مدينة خوست في أفغانستان.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز