في إطار فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، قدّم جناح قصر الحصن تجربة مميزة للزوار من خلال العودة إلى جذور الصقارة، باعتبارها رمزًا وطنيًا وثقافيًا وتاريخيًا راسخًا في الهوية الإماراتية والعربية.
وفي تصريح خاص لـ«العين الإخبارية»، قال خالد فيصل الحوسني من فريق قصر الحصن: "في مشاركتنا هذا العام، اخترنا أن نسلك طريقًا مختلفًا عن بقية الأجنحة. فبينما تركّز بعض المؤسسات على إبراز الممارسات الحديثة في الصيد والصقارة، حرصنا نحن على العودة إلى التاريخ، وتوثيق رحلة الصقارة منذ بداياتها، عبر عرض الأدوات والمقتنيات القديمة وتطورها عبر الزمن. فالصقارة ليست مجرد هواية، بل هي رمز وطني وثقافي متجذر فينا وفي المنطقة العربية، بل وحتى في حضارات عالمية أخرى".
وأضاف الحوسني أن الجناح يعرض مقتنيات نادرة، منها أدوات وأوكار تعود إلى الأربعينيات والخمسينيات، إلى جانب نسخ من كتاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول الصقارة، مؤكداً أن "الصقر لم يكن مجرد طائر للصيد، بل تحوّل إلى رمز للدولة، فظهر على الجوازات والهوية الوطنية، وحتى على العملات مثل فئة المئة درهم".
كما أشار إلى أن الصقارة أصبحت اليوم إرثًا عالميًا بعد إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، موضحًا: "نحن نريد أن نبرز كيف تحولت هذه الهواية من إرث محلي إلى قيمة إنسانية عالمية، وكيف ساهمت الإمارات في تعريف العالم بها".
معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025
وتنظم مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، النسخة الأكبر في تاريخ المعرض هذا العام، ببرنامج حافل يغطي 15 قطاعًا متخصصًا.
ويواصل الحدث ترسيخ مكانته كأبرز ملتقى من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مخصص للاحتفاء بالتراث الثقافي الإماراتي وتعزيز ممارسات الصيد المستدام والفروسية وصيد الأسماك والأنشطة الخارجية.
ويستضيف المعرض نخبة من الخبراء والعارضين من مختلف أنحاء العالم، من شركات وعلامات تجارية رائدة محليًا وعالميًا.
كما يفتح أبوابه أمام جمهور واسع للتعرف إلى قطاعات متنوعة تشمل الفروسية، الصقارة، الرماية، التخييم، السياحة البيئية، رحلات السفاري، صيد الأسماك والرياضات البحرية، إضافة إلى الفنون والحرف اليدوية.
ويقدم ورش عمل متخصصة وعروضًا حية تحيي الممارسات التراثية مثل الصيد بالصقور، سباقات الهجن، صيد السلوقي وركوب الخيل، في تجربة تجمع بين روح الأصالة وابتكارات العصر.
الفعاليات الثقافية والعروض التاريخية التفاعلية تمنح الزوار تجربة ثرية تتناسب مع مختلف الأعمار، بينما تمثل ساحة آرينا القلب النابض للحدث، حيث تحتضن عروضًا ومزادات ومسابقات، منها عرض "هورس ماستر ليبرتي" الذي يقدمه نجم هوليوود علي العامري، ومزاد حصري للخيول العربية والإبل، وأربع مزادات للصقور.
كما يشهد الجمهور فعاليات جديدة مثل سباقات السلوقي العربي، محاكاة صيد الصقارة والطيور الجارحة المنغولية، واستعراضات للإبل البدوية التقليدية.
ويشكل "مركز المعرفة" محطة أساسية للزوار، حيث يقدم تجربة تعليمية وتفاعلية عبر ورش عمل وعروض في الصيد بالصقور والفروسية ومهارات البقاء والاستكشاف البحري، إلى جانب إبراز الصيد الأخلاقي والسياحة المستدامة.
وبهذا يقدم المعرض منصة متكاملة تمزج بين التراث والمغامرة والابتكار، مع فرص استثنائية للتواصل مع أبرز المصنعين والموردين العالميين.