كورونا يجبر قطر على رهن أهم استثماراتها في أوروبا
جهاز قطر للاستثمار يعتزم رهن بعض الأسهم الأوروبية لتعزيز الاحتياطيات النقدية للبلاد بعد انخفاض الأسعار وتراجع الطلب العالمي على الطاقة في ظل أزمة كورونا.
يسعى صندوق الثروة السيادية في قطر لاقتراض 7.6 مليار دولار من أجل تعزيز الاحتياطيات النقدية للبلاد، بعد انخفاض الأسعار وتراجع الطلب العالمي على الطاقة جراء أزمة تفشي "كورونا" المستجد (كوفيد-19).
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن "جهاز قطر للاستثمار" يعتزم رهن بعض أهم استثماراته في الأسهم الأوروبية، لجمع قرض بقيمة 7 مليارات يورو (7.6 مليار دولار) لمساعدة الدوحة على تعزيز احتياطياتها النقدية.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن الهيئة القطرية تجري مناقشات مع البنوك بما في ذلك "جيه بي مورجان تشيس"، و"يو بي إس جروب" للحصول على قرض بالهامش بضمان بعض حيازات أسهمها.
وذكرت المصادر أن شروط القرض لا تزال قيد الإعداد، وأن التفاصيل مثل الحجم يمكن أن تتغير، بينما رفض ممثلو صندوق قطر السيادي، و"جيه بي مورجان و"يو بي إس" التعليق.
وأشارت الوكالة إلى أن الصفقة يمكن أن تصنف كواحدة من أكبر المعاملات بقروض الهامش على الإطلاق في المنطقة.
وأوضحت أن الصندوق يدير نحو 295 مليار دولار من الأصول، ويحتل المرتبة 11 على مستوى العالم، وفقًا لمعهد صندوق الثروة السيادية.
ولفتت إلى أن الإمارة الخليجية تأثرت بانخفاض أسعار النفط؛ لأن معظم أسعار الغاز مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتكلفة النفط الخام، الذي انخفض بأكثر من 50% في مارس/آذار الماضي.
كما تدخل البلاد عامها الرابع من مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، التي أثرت على مواردها المالية ودفعت الصندوق لضخ مليارات الدولارات في البنوك المحلية بعد وقت قصير من بدايتها.
ووفقا للوكالة، في قرض الهامش، يضمن المقترض الدين عن طريق رهن أصول على أساس أنه سيضطر إلى الدفع إذا انخفضت قيمة الضمان. ويمكن للمُقرض عادة بيع بعض المرهونات إذا كان المقترض غير قادر على توفير النقد. وتتنافس البنوك على هذه الصفقات بسبب الرسوم المرتبطة بالتمويل المنظم.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الصفقات لا تأتي بدون مخاطر، حيث خسرت البنوك أكثر من مليار دولار من قرض هامش مرتبط بتاجر التجزئة الجنوب أفريقي شتاينهوف "إنترناشيونال هولدينجز" (Steinhoff International Holdings)، بعد الإفصاح عن أخطاء محاسبية.
كما تأثرت بعض استثمارات الصندوق القطري في الأسهم الأوروبية بشدة بسبب الوباء، حيث أدت عمليات الإغلاق إلى شل الاقتصاد المنطقة، ما دفع العديد من الشركات إلى خفض الأرباح وتوجيه المبيعات، وتراجعت أسهمه في جلينكور 39% هذا العام، بينما تراجعت أسهم فولكس فاجن 30%.
وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة بنك قطر الوطني، أكبر بنوك قطر، عن إصدار سندات بقيمة إجمالية بلغت مليار دولار أمريكي، في وقت تشهد فيه السيولة المالية للبنك تذبذبات حادة نتيجة ضعف السوق المحلية التي تواجه مقاطعة عربية وتفشي فيروس كورونا.
وبلغ إجمالي عجز الموجودات الأجنبي للجهاز المصرفي القطري 323.63 مليار ريال (89 مليار دولار أمريكي)، ارتفاعا من 208.82 مليار ريال قطري (57.4 مليار دولار أمريكي) في الفترة المقابلة من العام الماضي 2019.
وتأثرت قطر بشح في وفرة النقد الأجنبي متأثرة بضعف الاستثمارات الأجنبية، وتراجع إيرادات النقد الأجنبي، مع قرب دخول المقاطعة العربية للدوحة عامها الرابع، في يونيو/حزيران المقبل، دون بوادر من قطر لحل الخلافات القائمة.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017 العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب، ما أثر على اقتصادها سلبا ومؤشراتها وقطاعاتها كافة، وأدى إلى تخارج نقد أجنبي واستثمارات، وتعثر مشاريع.