أموال"الحمدين"في أفريقيا.. خيانة للجوار ودعم للإرهاب
وكالة "إيكوفين" السويسرية سلطت الضوء على الحيل القطرية في أفريقيا لاستخدامها ضد جيرانها من دول الخليج بدبلوماسية المحفظة النقدية.
لم تتخف الحيل القطرية لمعاداة جيرانها بالعبث في القارة الأفريقية، عن وسائل الإعلام الغربية، حيث سلطت وكالة "إيكوفين" السويسرية الناطقة بالفرنسية، الضوء على تلك الوقائع، مشيرة إلى أن قطر تستغل القارة الأفريقية بدبلوماسية المحفظة النقدية كأداة لمعاداة جيرانها.
- دول الساحل والصحراء.. فناء قطر الخلفي لدعم الإرهاب
- تميم في أفريقيا.. ألغام سياسية تنسف جولة كسر العزلة
وتحت عنوان "حرب المواقف في أفريقيا.. قطر ضد دول الجوار"، رصدت الوكالة السويسرية وقائع استغلتها الدوحة لتكون شوكة في ظهر أشقائها، منها أن تكون لها يد في الأزمة بين الصومال والإمارات.
كما رصدت استثمار قطر في جزيرة سواكن السودانية، لتكون لها أذرع في البحر الأحمر، والاقتراب من الدول المطلة عليها من مصر والسعودية، والعبث في دول القرن الأفريقي بإثارة الفتن ودعم الإرهاب في مالي، ودعم المعارضة المسلحة مثل "كريم واد" في السنغال.
وأضافت الوكالة السويسرية، أن قطر تضخ في القارة السمراء استثمارات ضخمة في البنية التحتية للأماكن الاستراتيجية لاستغلالها، منها الموانئ، فضلاً عن المعونات المالية، وبناء قواعد عسكرية، موضحة أن تلك الأموال لا تدفع إلى تلك البلاد لتنميتها إنما لاستخدامها ذريعة ضد دول الخليج.
ولفتت الوكالة إلى أن 4 دول عربية قطعت علاقاتها مع قطر في يونيو/ حزيران الماضي، لاتهامها بدعم وتمويل الإرهاب والاقتراب من إيران.
أرض الصومال
واستهلت الوكالة تقريرها، بالواقعة الأخيرة بإثارة الفتنة بين الصومال والإمارات، موضحة أن الصومال سمح للإمارات بالاستثمار في جمهورية أرض الصومال "الصومال لاند"، وبناء قواعد عسكرية في ميناء بربرة.
وكانت إذاعة "آر إف آي" الفرنسية قد نقلت عن روبليه محمود راجي، المستشار السابق لـ"رئاسة جمهورية أرض الصومال"، أن المشروع بين البلاد والإمارات سيحول ميناء بربرة إلى أكبر ميناء تجاري أفريقي ينافس ميناء جيبوتي.
دبلوماسية المحفظة النقدية
وأضافت "أنه بمجرد أن أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان البدء في مشروع قناة (سلوى) الذي بدوره سيحول قطر إلى جزيرة معزولة، سارعت الدوحة، في العبث بالبحر الأحمر، واستبقت تلك الخطوة بإفساد العلاقة بين الصومال والإمارات".
وتابعت الوكالة أن الصومال أخل بذلك الاتفاق، بعد تلقيه مليارات الدولارات من الدوحة، لكي تفسد علاقة الصومال بأبوظبي.
وفقاً للمحللين، فإن محور أنقرة الدوحة له يد في الأزمة الجديدة بين الصومال والإمارات.
وأشارت الوكالة إلى أن قطر تتعامل مع أفريقيا بدبلوماسية المحفظة النقدية، نكاية في جيرانها، حيث كان ميناء "بربرة" إحدى وسائلها، وليست تلك المدينة فحسب، بل فعلت الأمر نفسه في جزيرة سواكن السودانية على البحر الأحمر، لكونها مطلة على باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها الوكالة، أن قطر وعدت الصومال بتقديم أموال بنحو 380 مليون دولار، وهذا المبلغ يضم إلى 200 مليون دولار قدمتها قطر إلى مقديشو نهاية العام الماضي.
بينما افتتحت تركيا في سبتمبر/ أيلول الماضي، قاعدة عسكرية في الصومال، وقدمت مساعدات إنسانية ولتنمية دول القرن الأفريقي بنحو 500 مليون دولار.
سياسة الإغواء
كما وصفت الوكالة السويسرية الحرب التي تشنها قطر بضخ الأموال إلى أفريقيا بسياسة الإغواء، لتوسيع دائرة نفوذها مع إقامة علاقات مع دول أفريقية، وذلك بعدما فشلت سياسة دعم الإرهاب التي كانت تتبعها، حيث كشفت تقارير سابقة دعم قطر للتنظيمات الإرهابية في شمال مالي.
ولفتت إلى الجولة الأفريقية التي أجراها أمير قطر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى 6 بلدان أفريقية (السنغال، ومالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج، وغانا)، ووقع عقوداً بمليارات الدولارات، التي أدرجتها الوكالة ضمن سياسة الإغواء.
ميناء سواكن
لم تكن واقعة الصومال هي الوحيدة، بل سبقتها واقعة ميناء سواكن، بإبرام عقود استثمارات مع السودان بقيمة 4 مليارات دولار، مقابل استغلال ميناء سواكن المطل على البحر الأحمر، تلك الجزيرة الاستراتيجية التي باتت مطمعاً للمحور التركي القطري، بعد إبرام أنقرة عقداً باستغلال الميناء لمدة 99 عاماً، الأمر الذي عزز توتر العلاقات بين مصر والسودان، لكون الجزيرة متاخمة للحدود المصرية.
ونقلت الوكالة عن الخبير الاقتصادي السوداني عميد مركز البحوث في حوض النيل بجامعة النيلين بالخرطوم، محمد عصام قوله، إن العقد المبرم بين تركيا والسودان يتخطى مجرد تجديد الميناء القديم"، مضيفاً: "أعتقد أن المشروع يوحي بأكثر من ذلك".
وتابع: "يمكن أن نرى ميناء سواكن بمثابة بوابة إلى شرق أفريقيا، بما في ذلك إثيوبيا التي تعد أكبر سوق في شرق أفريقيا".