الخطوط القطرية وقطر للبترول تردان الجميل لآلاف الموظفين بالتسريح
الخطوط الجوية القطرية تجري محادثات مع بنوك بشأن قروض بقيمة مليارات الدولارات
ردت شركتا الخطوط الجوية القطرية، ومجموعة قطر للبترول، الجميل لآلاف الموظفين العاملين لديهما لفترات تتجاوز 15 عاما، بالتسريح من العمل، عند أول مطب تتعرض له الشركتان، تمثل في تراجع التشغيل وهبوط الإيرادات المالية.
ومنذ الأسبوع الماضي، كانت صفحات عاملين لدى الخطوط القطرية على موقع "توتير" تفيض بكتب رسمية صادرة عن شركة الخطوط الجوية القطرية، تبلغهم فيها بعدم رغبتها في استمرارهم لديها خلال الفترة المقبلة.
- قطر تلجأ لخفض أسعار النفط 51% بحثا عن السيولة
- قطر تدير ظهرها للإنسانية.. قست على العمال وحولتهم إلى متسولين
وتظهر لغة كتب الاستغناء عن الموظفين المنشور بعضها على تويتر، تحقيرا لهم، وتقييدا لحقوقهم وأتعابهم من جانب إدارة الشركة، إذ بدأت الشركة مخاطبة إحدى موظفاتها ذات الجنسية القطرية بعبارة "نأسف لإبلاغك أن خدماتك مع الشركة لم تعد مطلوبة".
وفي الوقت الذي يعد توظيف العمالة المحلية أولوية لدى غالبية اقتصادات العالم، جاءت الخطوط القطرية لتسرح جزءا من العمالة المحلية الحاملة للجنسية القطرية، في حين أبقت على موظفيها الحاملين للجنسية التركية.
ويطرح تصرف الخطوط القطرية سؤالا، حول سطوة تركيا على اتخاذ قرارات مرتبطة بتسريح موظفين والإبقاء على الطواقم التركية كأولوية استمرار في الشركة على حساب القطريين.
تقول المواطنة القطرية جواهر الهيل، وهي موظفة في شركة الخطوط القطرية، إن مدير دائرة الموارد البشرية التركي، وقع على كتاب انتهاء عملها لدى الشركة، "دون ذكر أية أسباب تأديبية أو ما شابه.. بل يطلبون مني دفع مبلغ 150 ألف دولار بدل برنامج ابتعاث تعليمي".
وطالما ترى الخطوط القطرية أنها في موقع منافسة مع شركات طيران مجاورة مثل طيران الاتحاد وطيران الإمارات، إلا أن طرق التسريح التي اتبعتها الشركة القطرية، ستدفع بمن تبقى ضمن طواقمها للبحث عن فرص عمل توفر لهم أمانا وظيفيا وتقديرا، خاصة في سوق مجاورة كالإمارات.
لكن قرارات التسريح والطريقة التي قدم به القرار، سيخفض من عدد الموظفين وبالتالي سيقلل من محاولات قطرية سابقة للوصول إلى نموذج طيران يتضمن قدرا كبيرا من الرفاهية، وهو النموذج التي تتميز به شركتا الطيران الأبرز في أبوظبي ودبي.
على صعيد آخر، ناقضت الخطوط القطرية إجراء قرار التسريح بإعلان لها صدر نهاية الأسبوع الماضي، قالت فيه إنها استأنفت نشاطها تدريجيا للرحلات المدنية، بإعلانها بدء تشغيل رحلاتها تدريجياً إلى 52 وجهة بنهاية مايو/أيار الجاري، وإلى 80 وجهة بنهاية يونيو/حزيران المقبل.
فوق ما سبق، أعلنت الخطوط القطرية في 21 أبريل/نيسان الماضي، تنفيذ "برنامج التضامن" الذي يقضي بتأجيل دفع نسبة 50% من الراتب الشهري الأساسي للموظفين الموجودين في الدوحة من المستوى المتوسط فأعلى.
ومنتصف مارس/آذار الماضي، استغنت الخطوط القطرية عن نحو 200 موظف، جمعيهم من مواطني الفلبين المقيمين في قطر، مع إجبار تفشي فيروس كورونا الناقلة على خفض الرحلات الجوية.
بينما الأسبوع الماضي، كشفت مصادر لوكالة رويترز للأنباء أن الخطوط الجوية القطرية تجري محادثات مع بنوك بشأن قروض بقيمة مليارات الدولارات، إذ تتأهب شركة الطيران المملوكة للدولة للبدء في إعادة بناء شبكتها التي تضررت بفعل جائحة فيروس كورونا.
قطر للبترول
ولم تكن مجموعة قطر للبترول بعيدة عن النموذج القطري في تسريح موظفيها، بسبب جائحة كورونا، إذ أعلنت عن رزمة تسريحات لموظفين يعملون لديها، بدأ تنفيذها اعتبارا من الشهر الجاري، وتدخل حيز التنفيذ بعد عطلة عيد الفطر.
وتخفيضات الوظائف الحالية، هي موجة إعادة الهيكلة الثالثة لقطر للبترول على مدى الأعوام الستة الأخيرة؛ ففي 2015، قالت الشركة إنها خفضت أعداد موظفيها في إطار إعادة هيكلة، وقررت الخروج من جميع الأعمال غير الأساسية، عقب تراجع حاد في أسعار النفط والغاز فرض ضغوطا مالية إضافية على قطر.
وفي 2018، دُمج منتجا الغاز المسال المملوكان للدولة؛ قطر للغاز ورأس غاز، في شركة واحدة، نتج عنها تسريح عدد من الموظفين لم تعلنه الشركة.
وفي تناقض واضح للإجراء الحالي لقطر للبترول، قال رئيس الشركة سعيد بن شريدة الكعبي في تصريحات صحفية قبل عامين، إن سبب نجاح قطر للبترول هو وجود موظفين في قطاع النفط والغاز من القطريين والأجانب وإدارات الشركات قادرون على إدارة الشركات بأعلى مستوى.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز