حتى متى يبقى الصمت الدولي تجاه النظام القطري ومؤامراته هو سيد الموقف؟ لا تزال قطر تنشر شرورها وتعيث فسادها وإرهابها خليجياً وعربياً
حتى متى يبقى الصمت الدولي المخزي تجاه النظام القطري ومؤامراته هو سيد الموقف؟ لا تزال قطر تنشر شرورها وتعيث فسادها وإرهابها خليجياً وعربياً، وسط حالة من التعامي الدولي وكأن كافة الأطراف الدولية الفاعلة قد كف بصرها، ناهيك عن بصيرتها تجاه الأحقاد الكامنة تحت الجلد القطري لكل ما هو مصري.
يدرك المصريون من جهة وبقية العالم العربي أن العمليات الإرهابية الأخيرة التي جرت في صحراء مصر الغربية وآخرها عملية الواحات على الحدود مع ليبيا إنما هي نتاج لكيد الكائدين ومكر الماكرين الذين يمولون ويخططون في الليل البهيم لمصر، والذين لا يريدون لها الخير وفي مقدمتهم قطر، حتى وإن كانت الأدوات التي يستخدمونها تتمثل في يتامى«داعش» و«القاعدة» وأرامل «الإخوان» في مصر وبقية دول المنطقة.. على أن المتابع للمشهد المصري يدرك تمام الإدراك أن أسود الوغى من الجيش المصري قد لقنوا إرهابي ليبيا درساً قاسياً جداً جعلهم يفروا مذعورين مثل الجرذان، عطفاً على خبرة مؤلمة أخرى لن ينسوها في المدى القريب أو البعيد في داخل الأراضي الليبية ذاتها، الأمر الذي جعل البعض هناك يتباكى على ما جرى، وفات هؤلاء أن القانون الدولي يكفل الدفاع الشرعي عن النفس.
الأيادي القطرية السوداء واضحة في المشهد الليبي كل الوضوح ولا ينكرها إلا غافل أو متآمر، وما تصريحات العميد «محمد القنيدي» القائد في مليشيا «البنيان المرصوص» في الأيام الماضية إلا تأكيد لما نقول. القنيدي الذي زار الدوحة الأسابيع القليلة الماضية والتقى تميم بن حمد «أمير الإرهاب»، تحدث عبر «قناة التناصح» الليبية المحسوبة على المؤسسات الإعلامية الإرهابية في ليبيا، عن تخطيط قادم لاستهداف مصر عسكرياً انتقاماً منها لما تقوم به تجاه ليبيا.
لمن لا يعلم فـ«البنيان المرصوص» يتكون من عناصر مسلحة تابعة لتنظيم «الإخوان» الإرهابي، وتنتظم في صفوفها خلايا متنوعة الاتجاهات والمآرب من كافة أشكال الجماعات الإرهابية تحت مسمى «الجهاد».
السؤال الآن: «هل تلقى القنيدي تعليمات شن هجمات على مصر من تميم خلال زيارته الأخيرة، وضرب لاحقاً عرض الحائط بالقيادات الليبية في طرابلس وفي مقدمتها فائز السراج وجماعته والذين استنكروا تلك التصريحات شكلياً على الأقل؟
الشر القطري تجاه مصر ماض قدماً، وتمثل حسب تقارير استخباراتية أخيرة في نقل «دواعش» الرقة إلى ليبيا ليكونوا خنجراً في خاصرة مصر وتونس، لا سيما أن الدوحة بالتعاون مع دولة أخرى وفرت لهم التمويل المالي اللازم عطفاً على الدعم اللوجستي، والحافلات ثم الطائرات للوصول إلى طرابلس
يبدو أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب، فالشر القطري تجاه مصر ماض قدماً، وتمثل حسب تقارير استخباراتية أخيرة في نقل «دواعش» الرقة إلى ليبيا ليكونوا خنجراً في خاصرة مصر وتونس، لا سيما أن الدوحة بالتعاون مع دولة أخرى وفرت لهم التمويل المالي اللازم عطفاً على الدعم اللوجستي، والحافلات ثم الطائرات للوصول إلى طرابلس، الأمر الذي رصدته أجهزة استخباراتية عربية وأجنبية على حد سواء، لا يمكن للمرء في كل الأحوال أن يتجاهل دور إيران بهذا المشهد، فهي من خلال تحالفها الخبيث مع الدوحة تعمل على تمزيق العالم العربي مرة وإلى الأبد، وقد تكشفت في الأيام الماضية العلاقة المتينة بين الدوحة وطهران وبين تنظيم «القاعدة»، بعدما كشفت الاستخبارات المركزية الأمريكية عن وثائق ومذكرات «ابن لادن» التي وجدت في«آبوت باد» في باكستان بعد اغتياله عام 2011.
الأيادي الإيرانية الخبيثة في مصر ليست سراً نذيعه، وقد وجدت قوات الأمن المصرية منذ فترة أسلحة وذخائر إيرانية لدى جماعات إرهابية تم القضاء عليها، وتبين أن تلك النوعية الخطيرة من القنابل والمتفجرات لا توجد إلا لدى القوات المسلحة الإيرانية ومكتوب عليها باللغة الفارسية.
لم تعد قطر في حاجة إلى أدلة أو شهود جدد لإثبات علاقتها بالإرهاب، لكن يبدو أن الدور المرسوم لها لم تكتمل حلقاته بعد، بمعنى أن أصحاب السيادة الحقيقيين في المشهد القطري، وهم غير قطريين، لم يقرروا بعد نهاية فترة حكم آل ثاني وبداية مرحلة جديدة، وربما هم بانتظار العاصفة القادمة شرق أوسطياً، حيث يترقب الجميع تسونامي يعصف أول الأمر وآخره بإيران، وساعتها ستجد الدوحة نفسها في مواجهة عداءات لا قبل لها بمواجهتها أو مجابهتها.
الصمت العربي الأخلاقي والمصري تحديدا تجاه قطر قد طال، وأعطيت الدوحة أكثر من فرصة الواحدة تلو الأخرى لترتدع وتغير من سلوكها، لكنها وحسب الشواهد المحيطة بنا نراها سادرة في غيها، تمضي في دروب الغواية ومسالك اللاهداية.
هنا يبقى التساؤل الجوهري: "هل يتوجب مواجهة قطر مباشرة وبعيداً عن المجتمع الدولي المتخاذل والذي يأتمر بأوامر الخمسة الكبار، وفي مقدمهم واشنطن التي تدين جهراً الإرهاب، وتتعاطى سراً مع الإرهابيين، وتذهب إلى توقيع اتفاقية مع حكومة قطر، وهي تدرك أن أفضل موقع يختبئ فيه اللص هو قسم الشرطة نفسه؟
مرة أخرى لا نذيع سراً إن قلنا إن اليد الأمريكية العالية قد أوقفت منذ فترة قريبة جداً تخطيطاً للعقاب كان سينزل بحكومة آل تميم، لإعطاء فرصة للوساطة الأممية، وفي مقدمتها الأمريكية لمحاولة تصحيح المسارات، غير أن شيئاً ما لم يتعدل أو يتبدل، ما يعني أننا نقترب من منطقة «ما حك جلدك إلا ظفرك»، وعلى الباغي تدور الدوائر.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة