ظلت قطر الدولة الصغيرة التي كانت تسمى (دانة الخليج) تعيش طفرة مالية وسياسية وإعلامية غير مسبوقة
ظلت قطر الدولة الصغيرة التي كانت تسمى (دانة الخليج) تعيش طفرة مالية وسياسية وإعلامية غير مسبوقة، هذه الطفرة جعلت لهذه الدولة طموحا أكبر من الحجم الحقيقي لدولة تعاني من صغر الحجم وشح في السكان والقوة العسكرية.
طموح جعلها تسابق الزمن فصنعت إمبراطورية إعلامية وجيشا إعلاميا غير مسبوق في الوطن العربي، ما جعلها تمتلك الفضاء الإعلامي.
هذا الطموح لم يقتصر على النواحي الإعلامية فقط، بل اتجه إلى النواحي السياسية والدبلوماسية؛ فقد نجحت في فرض نفسها عربياً وعالميا في ظل انكفاء عربي داخلي، نتيجة (حقول الألغام) التى زرعتها لهم هذه الدولة الصغيرة في الداخل والخارج وأسمته قطر بـ(الربيع العربي).
ولأن قطر كانت تملك المال، فقد صنعت لها جيشا من المليشيات والجماعات والمنظمات الإرهاربية وموّلتهم بحجة حل النزاعات والقيام بدور الوساطات.
ظلت قطر تسير ودون رادع لها مع هذه المزايا في طريق اللاعودة بعد أن جعلها طموحها تتجاوز (المعقول) و(واللامعقول).
لأن قطر تملك المال فقد صنعت لها جيشا من المليشيات والجماعات والمنظمات الإرهاربية وموّلتهم بحجة حل النزاعات والقيام بدور الوساطات
استمرت قطر في السير في طريق الشبهات بصفقات واتفاقيات ووساطات مشبوهة، حتى أسقطها البيان المشترك لكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بالضربة القاضية بعد الإعلان عن مقاطعتها وإعادتها إلى حجمها الطبيعي، وبعد صمت وصبر جعلها تتمادى، قررت هذه الدول أن تلتفت إلى رأس الحية ومصدر الفوضى والفتن والمماحكات بدلاً من مواجهة ومطاردة الوكلاء والأذناب.
المقاطعة جعلت من قطر تكشف عن وجهها القبيح وثبت للكل حقدها وتآمرها على جيرانها، وجعلها تعيش حالة من التخبط في القرارات التي تتخذها، وتستمر بعنادها مع خيانتها للخليج وللتحالف العربي ونقض العهود والاتفاقيات التي وقّعتها، فقطر الآن خارج السرب الخليجي وتحت سيادة تركيا وإيران، وما الارتماء السريع في حضن إيران وتركيا وعدم الاعتذار لجيرانها إلا تأكيد على أفعالها المشبوهة.
المقاطعة أسقطت إمبراطورية قطر الإعلامية وأسقطتها سياسياً، وستسقطها ماليا عما قريب
فحسب وكالة بلومبرج، فإن جهاز قطر للاستثمار ضخ الأموال في القطاع المصرفي المحلي لدعم السيولة، وبدأت في تسييل الاستثمارات لأن التضخم بدأ يكسر حاجز الـ٢٠ بالمئة صعوداً والعملة تتهاوى، وما هي إلا مسألة وقت حتى يشعر المواطن القطري بحجم الانهيار، وما إعلان السلطات البريطانية التي أدانت "بنك باركليز" في قضية استثمارات قطرية مشبوهة في البنك إلا أول الغيث للسقوط المالي المشبوه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة