سعت قطر للنيل من الإمارات ودول الخليج، وقد صبرنا طويلا على كل أخطاء قطر السابقة وعفونا عنها مرات عديدة؛ أملا في عدم تكرار تلك الأخطاء وحفاظا على أواصر القربى وحسن الجوار
كان وما زال حلم القيادة القطرية الوصول إلى مكانة مرموقة بين الدول العربية والدول الغربية على حد سواء.. ومن أجل الوصول إلى تلك المكانة بذلت قصارى جهدها عبر الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق هذا الحلم الذي لن يتأتى إلا بالجهد المخلص والعمل الجاد النافع لها وللعرب جميعا، ومن أهم الطرق غير المشروعة التي سلكتها دويلة قطر تحويل جهاز الاستخبارات القطري إلى جهاز للتجسس على الأشقاء العرب وتشويه صورة قادة الدول الخليجية والعربية، ومن خلال اعترافات أحد الجواسيس التي قامت قطر بتجنيدهم لتحقيق بعض الأهداف الخبيثة ضد زعماء العرب، أكد أنه تم تجنيده بهدف الكثير من النوايا المبيتة ضد العرب جميعا.
وترجع تفاصيل هذه النوايا المبيتة حينما اكتشفت أجهزة الأمن الإماراتية في سبتمبر من عام 2013 الكثير من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم بالإساءة إلى القيادة والحكومة الإماراتية، وكان من الواضح أنها تتبع أرقام هواتف إماراتية وكان الأمر يدعو للشك الكبير، خاصة أنه ليس من شيم أبناء الإمارات أن يقوموا باستخدام الرسوم والعبارات التي تسيء لوطنهم الغالي وقادتهم، ولهذا تتبع رجال الأمن هذه الأرقام والحسابات حتى تبين لهم أنها تصدر من قطر وخاصة حساب تحت اسم مستعار يسمى بوعسكور، وأخذت في تتبع أصحاب الحسابات حتى تم القبض على أحد الأشخاص وهو أحد رجال الأمن القطري ويدعى حمد علي محمد علي الحمادي ويبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما ويعمل بجهاز أمن الدولة القطري برتبة ملازم ثان، حيث اعترف أنه تم تكليفه من المقدم جاسم محمد عبدالله رستم، مساعد رئيس جهاز أمن الدولة القطري لشؤون العمليات بأن يتجه إلى الإمارات عن طريق الطريق البري ويشتري خمسة شرائح هواتف إماراتية ويقوم بتعبئة رصيد قيمته خمسة آلاف درهم لكل شريحة ثم يعود بها إلى دويلة قطر فتوجه في الخامس عشر من سبتمبر إلى منفذ الغويفات بسيارة أخيه ودخل الحدود الإماراتية واشترى الشرائح من إحدى البقالات وقام بتعبئة الرصيد المطلوب ثم عاد في اليوم التالي إلى جهاز أمن الدولة القطري وسلم الشرائح إلى المسؤولين.
سعت قطر للنيل من الإمارات ودول الخليج، وقد صبرنا طويلا على كل أخطاء قطر السابقة وعفونا عنها مرات عديدة؛ أملا في عدم تكرار تلك الأخطاء وحفاظا على أواصر القربى وحسن الجوار
أما النقيب حمد خميس الكبيسي مدير الإدارة الرقمية في جهاز أمن الدولة القطري فقام بإعطاء شريحة هاتف لكل من الملازم أول راشد عبدالله المري والملازم أول عامر محمد لاستخدام الأرقام الإماراتية لإنشاء حسابات وهمية للإساءة لدولة الإمارات حكومة وشعبا؛ وقد أنشأ جهاز أمن الدولة القطري ما يسمى بالإدارة الرقمية لرصد كل ما يتم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء حسابات وهمية على تويتر وانستغرام بأسماء وهمية، كان الهدف من هذه الحسابات استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة والإيحاء بوجود تذمر في صفوف المواطنين، ومن أشهر المواقع الوهمية التي كان يتولاها جهاز المخابرات القطرية حساب بوعسكور وحساب قناص الشمال وكانت مهمتهم العمل على نشر الإشاعات المغرضة والأخبار المكذوبة المغلوطة والتي تسعى للإساءة للإمارات والرموز السياسية فيها وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة "رحمه الله"، ومهاجمة القائد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمد الله في عمره وأخيه الشيخ محمد بن زايد وأخيه الشيخ هزاع بن زايد علاوة على الإساءة لقائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غباء القيادة القطرية وجهاز الأمن فيها لأن الشعب الإماراتي يثق ثقة عمياء في قيادته الرشيدة والشعب كله على يد رجل واحد كما قال الشيخ محمد بن زايد حفظه الله أن الإمارات بيت متوحد وهذا الاتحاد يصنع المعجزات وهو سبب التقدم والرخاء التي تنعم به الإمارات يوما بعد يوم .
وبعد إلقاء القبض على الملازم ثاني حمد علي محمد علي من قبل محكمة أمن الدولة الإماراتي في عام 2015 تمت محاكمته وصدر حكم ضده بالسجن لمدة عشر سنوات مع الشغل والنفاذ، وبالسجن المؤبد غيابيا على كل من الملازم أول بجهاز أمن الدولة القطري عامر محمد ، والملازم أول بجهاز أمن الدولة القطري راشد عبدالله المري، والنقيب حمد خميس الكبيسي مدير الإدارة الرقمية لجهاز أمن الدولة، والمقدم جاسم محمد مساعد رئيس جهاز أمن الدولة القطري، ولأن دولة الإمارات العربية تنتهج طريق العفو عند المقدرة وتسعى لنشر ثقافة التسامح ونبذ الكره والعنف فقد أصدر سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة عفوا رئاسيا عن الملازم ثاني حمد علي محمد علي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن دولة الإمارات نموذج مثالي للتسامح والعفو عند المقدرة وأنها لا تُخفي كرها ولا حقدا لأحد من الدول العربية الشقيقة وتحافظ على أواصر القربى وحسن الجوار، فهي تتمسك بدورها الاجتماعي والسياسي والقيادي في المنطقة .
وهكذا يتبين ويتأكد لنا كيف سعت قطر للنيل من الإمارات ودول الخليج.. وقد صبرنا طويلا على كل أخطاء قطر السابقة وعفونا عنها مرات عديدة أملا في عدم تكرار تلك الأخطاء وحفاظا على أواصر القربى وحسن الجوار، كل ذلك بهدف تجنب مقاطعة قطر لأن شعبها ليس له ذنب فيما يفعله بعض أفراد الأسرة الحاكمة التي تنفذ مخططات لإيران وتركيا بشكل مباشر وهذا ما تثبته الأحداث يوما بعد يوم .
ومن خلال استعراض تفاصيل هذه المحاولة الدنيئة والفاشلة التي تسعى فيها دويلة قطر للنيل من دولة الإمارات العربية المتحدة لن تزيد الدولة إلا صلابة ولن تزيد شعب الإمارات إلا ثقة وحبا في قيادته الرشيدة وتدفع أفراد الشعب للتضحية من أجل الدفاع عن أرض هذا الوطن الغالي على كل من يقيم على أرضه الطيب أهلها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة