بدأ الجيش النيجيري تحقيقات لمعرفة سبب إرسال تركيا أسلحة إلى بوكو حرام.
يبدو أن وسائل الإعلام الدولية أضحت تدرك وإن متأخرة، صحة الأنباء المتداولة على نطاق واسع حول نقل تركيا وقطر الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا. ويتأكد ذلك من خلال العديد من التقارير الموثّقة في وسائل الإعلام العالمية، رغم أن الجزء السيئ من هذا الخبر هو تأخرها الكبير.
وخلال الأسبوع الماضي، وردت أنباء من النيجر تفيد باعتقال مجموعة من مهربي الأسلحة بحوزتهم شحنة كانوا بصدد نقلها من ليبيا إلى نيجيريا لتسليمها إلى جماعة إرهابية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأ الجيش النيجيري تحقيقات لمعرفة سبب إرسال تركيا أسلحة إلى بوكو حرام. ويعود سبب فتح تلك التحقيقات إلى مقطع مصور تم نشره على منصة يوتيوب، ظهر فيه مدير تنفيذي في شركة طيران تركية يُفترض أنه أخبر مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يشعر بالذنب بشأن إرسال أسلحة على متن طائرات الشركة التركية إلى نيجيريا.
ومن خلال الإقرار السابق، يسهل تخمين من هو الطرف الذي يستخدم ليبيا كقاعدة لنقل الأسلحة التي يتم توزيعها لاحقاً في جميع أنحاء أفريقيا. عندما يتّخذ أردوغان خطوة ما، فإنه يفعل ذلك بنوايا مزدوجة، وبينما يُطلق الاتحاد الأوروبي تهديداته الفارغة بالسيطرة على تهريب السلاح من خلال الحظر المفروض على الأسلحة التي يُفترض أنها تُستخدم في ليبيا، فإن أردوغان يوزعها أيضاً في جميع أنحاء القارة السمراء. ويتعاظم حجم الخطر إذا علمنا أنه بين صفوف مرتزقة أردوغان في ليبيا يوجد إرهابيون مغاربة وجزائريون وتونسيون ومصريون وغيرهم. ما الهدف إذن من كل ذلك؟ بمعرفة أردوغان، ليس من الصعب التكهن بطبيعة نواياه.
وفي غضون ذلك، تجري في مالي اجتماعات سرية بين جزء من مقاتلي القاعدة من الطوارق (أنصار الدين) ووسطاء طوارق قادمين من ليبيا. وتعود آخر مناسبة عُقدت فيها اجتماعات مماثلة إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول سنة 2013 عندما أفاد شهود عيان أن وجهاء من قبائل "الزنتان" الليبية المتحالفة مع قطر حلّوا بمدينة كيدال لإجراء المحادثات المذكورة. ووصل الوفد على متن ثلاث سيارات رباعية الدفع، وقال مسؤول أمني حينها إن قطر أجرت اتصالات مع زعيم أنصار الدين، إياد أغ غالي.
ومع هذه السوابق الموثقة، لن نتكبد عناء البحث لمعرفة من التقى هذه المرة بالإرهابيين. وبالتزامن مع تلك الاجتماعات، التقى المبعوث القطري الخاص لحل النزاعات، مطلق بن ماجد القحطاني، بجماعات مسلحة سودانية خلال رحلة قصيرة إلى جوبا للقاء مسؤولين من دولة جنوب السودان ... لا تعليق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة