قطر في 3 سنوات من المكابرة.. عزلة تتوسع وإخفاقات تتفاقم
سنوات المقاطعة انقضت مؤذنة بخروج الأزمة من طابعها الظرفي إلى الهيكلي، ليدخل عام رابع محمل بمؤشرات جنوح نحو الأسوأ في قطر
3 سنوات من التعنت والمكابرة كلفت قطر عزلة أطاحت باقتصادها، وأجبرتها على الرضوخ لمنطق الغنيمة الذي تتعامل به معها تركيا وإيران، في أسوأ أزمة تشهدها الدويلة بتاريخها.
سنوات انقضت مؤذنة بخروج الأزمة من طابعها الظرفي إلى الهيكلي، ليدخل عام رابع محمل بمؤشرات جنوح نحو الأسوأ، يستعرضها واقع الحياة في قطر، ما يفند جميع الأرقام الواهية والتقارير الكاذبة التي تحاول تصدير صورة منمقة وغير حقيقية.
في 5 يونيو/ حزيران 2017، قطع الرباعي العربي ( الإمارات والسعودية ومصر والبحرين)، علاقاته بالدوحة لدعمها الإرهاب.
قرار كان يأمل الرباعي العربي من ورائه حمل الدوحة على مراجعة سياساتها المتعلقة بتمويل التنطيمات الإرهابية التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة العربية، وزرعت الخراب في كل ركن منه.
ولم يكتف الرباعي بالتلميح لذلك، وإنما تواترت تصريحات قادته تعرض على قطر سيناريوهات صلح سريع لا يتطلب سوى التعهد بالقطع مع سياسات الخراب، وفتح صفحة جديدة ترتكز إلى العمل على تحقيق وتعزيز السلام، وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.
ولم تكن أبواب الرياض بعيدة عن الدوحة، لكن الأخيرة اختارت مسار مكابرة وتعنت، وراهنت عبثا على عقود سخية أكبر بكثير من حاجتها في محاولة فاشلة لتفكيك عزلتها.
وكما كان متوقعا، جاءت فاتورة التعنت باهظة إلى درجة يؤكد خبراء أنها تتجاوز بكثير أسوأ الأرقام المعلنة في أكثر تقارير هيئات مالية دولية تشاؤما، حيث سجلت الإمارة الصغيرة ارتفاعا قياسيا في ديونها الخارجية، علاوة على خسائر طالت معظم القطاعات، وهبوط الإيرادات وارتفاع النفقات، ما أسفر عن عجز بالموازنة العامة.
وباختلال المؤشرات الاقتصادية والمالية، اضطرت الدوحة لتعليق العديد من المشاريع الكبرى، في نتيجة بديهية لأزمة استنزاف سيولة بسبب التمويلات الضخمة لتحضير منشآت كأس العالم لكرة القدم 2022، والتمويلات التي رصدتها لمجموعات الضغط في الخارج لتحسين صورتها بدوائر القرار الدولي.
رهان خاسر
الامتداد الزمني للمقاطعة فاقم من عزلة قطر التي حاولت المراهنة على جياد خاسرة، بتوجهها نحو البحث عن مسارات عبور، سواء جوا أو بحرا، ما كلفها أعباء مالية إضافية، واضطرابات بجداول الرحلات، ما خلف عزوفا من المسافرين، وفاقم خسائر الخطوط الجوية القطرية.
خسائر تراكمية بلغت نحو 9.1 % من رأس مال الشركة بنهاية السنة المالية المنتهية في مارس/ آذار 2019، في رقم يعتبر ضعف حجم الخسارة بالسنة المالية السابقة للعام المذكور، ما أجبر الشركة على تسريح عدد كبير من الموظفين، قبل أن تزداد الأوضاع سوءا بتفشي فيروس كورونا.
ومع انتشار الوباء، باتت قطر وشركاتها تحت ضغوط مضاعفة، ففي السابق شكل الارتباط بالإرهاب والتنظيمات المتطرفة السبب الرئيسي لعزوف الفاعلين الاقتصاديين والمسافرين الأجانب على التعامل مع الدويلة، لكن كورونا سدد الضربة القاضية للاقتصاد القطري، وأطاح بآخر قلاع الصمود بمؤشراته الكلية بشكل خاص، وتتهاوى جميع الحلول الترقيعية.
أنقرة وطهران
تفاقم الضغوط المالية على الدوحة منذ قرار المقاطعة العربية قبل 3 سنوات، جعلها تستنجد للاقتراض ما ضاعف الأعباء المالية للدين الخارجي الذي ارتفع إلى مستويات قياسية.
سياسة هروب إلى الأمام عوض اللجوء إلى المصالحة مع محيطها، أغرقت قطر في دوامة من المشاكل المالية التي دفعتها في النهاية إلى أحضان تركيا وطهران، على أمل تخفيف الضغوط المسلطة عليها مقابل منح الثنائي مجالا للتمدد وتحقيق مطامعهما التوسعية.
وفي الوقت الذي كانت فيه الدوحة تمني النفس بدعم من حلفائها في السر والعلن، كانت أنقرة وطهران تخططان، كل على حدة، لسبل تحقيق أكبر قدر من مكاسب أزمة قطر، وخصوصا عبر تنفيس اقتصاداتهما من أزمات طاحنة تضربهما منذ فترة.
انقضت أنقرة على الدوحة كفريسة تسوق لها الدعم في علب وهمية، فيما وجدت طهران في أسواق قطر منفذا يخفف عليها وطأة اقتصادها المتهاوي جراء العقوبات الأمريكية.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز