محاولات تخريبية كثيرة قام بها النظام القطري ضمن سياسة لم تصب يوما في صالح السيادة اللبنانية.
كشف النائب اللبناني السابق مصطفى علوش، لبوابة العين الإخبارية، عن رسائل قطر الخفية في دعمها لحزب الله اللبناني الإرهابي وكافة الجماعات المتطرفة والإرهابية في العالم٬ مؤكداً أن هذه الدولة تلجأ لسياستها للتغطية على حجمها الصغير وتأثيرها المحدود في العالم.
ولم يعد خافياً مساعي قطر لزعزعة استقرار دول المنطقة ومجتمعاتها، عبر دعم التطرف والحركات الاحتجاجية، مالياً ومعنوياً واعلامياً، ومنه ما يحدث في لبنان من خلال مؤامراتها التي تارة تتخذ لباس تحركات مدنية لا تسعى سوى للسلطة، وطوراً عبر الجماعات الإرهابية المتطرفة الموالية لإيران وذراعها حزب الله.
فبعد دعم الدوحة لـ"حزب الله" وتوفير الغطاء المالي والسياسي له، لاجتياح بيروت وعقد مؤتمر الدوحة فيما بعد للانتقاص من اتفاق الطائف وضرب السياسة السعودية التي لطالما كانت داعمة للسيادة اللبنانية، لجأت قطر لاحقاً إلى دعم بعض المجموعات المتطرفة لأجل زعزعة الاستقرار كأحمد الأسير وخالد حبلص، وكان ذلك بهدف أن تطرح نفسها كطرف وسيط في حل الأزمات، طمعاً في الاستيلاء على مكانة لم ولن تقدر على الوصول إليها.
محاولات تخريبية كثيرة قام بها النظام القطري ضمن سياسة لم تصب يوماً في صالح السيادة اللبنانية، واستفزازية لسياسة السعودية المعهودة في دعم الشرعية اللبنانية ورفض كل ما هو خارج عنها. وعندما دعمت قطر القوى المتطرفة وأمدتها بالمال، كانت تريد التحضير لهذه التيارات لخوض الانتخابات النيابية، بحيث تصبح هناك كتلة نيابية مؤيدة لها، تشكّل إزعاجاً لقوى الاعتدال.
بعد فشل هذا المخطط لجأت قطر إلى تمويل الحراك المدني، الذي لجأ إلى تنظيم احتجاجات وخلق توترات في لبنان، وهو يسعى اليوم للتحضير لخوض الانتخابات النيابية للسبب السياسي نفسه، وهذه المجموعات لا تزال تلقى الدعم من قطر، وتستعد لجولة احتجاجات جديدة في لبنان قبل الانتخابات النيابية.
وأضاف مصطفى علوش: "مقاطعة قطر كانت أمراً متوقعاً بسبب نشاطها الذي يسبب إزعاجاً لجيرانها، خصوصاً أنها غالباً ما كانت تريد الظهور بموقع المتمايز، لأجل إظهار نفسها بأنها تضطلع بدور سياسي في منطقة الشرق الأوسط، وهي بدأت بالتحضير لذلك من خلال استقبال أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة".
ويرى علوش أن "عقدة قطر هي قبل كل شيء، حجمها السكاني والجغرافي، وهذا لديه تأثير على حجمها وموقعها العسكري، والمشكلة الأكبر أنها تتمتع بمقدرات مالية هائلة جداً، ما يجعلها أكبر من حجمها ما دفع بها إلى توزيع هذه الأموال على مجموعات من مختلف التوجهات، لأجل أن تظهر وكأن لديها دور في المنطقة، وهذا ما انعكس بشكل مباشر في كثير من الأحيان على الوضع في لبنان، حين دعمت قوى مناهضة للسعودية".
ويشير علوش إلى أن "قطر عملت على إيجاد دور أكبر من واقعها، وللأسف معظم الأحيان وخصوصاً بالنسبة إلى لبنان، كان هناك دور سلبي، من خلال دعمها اللامحدود لتنظيم "حزب الله" الإرهابي، وكذلك دعمها للقوى المتطرفة، والعمل على زعزعة الاستقرار في البلد، وبالإضافة إلى تنسيقها وتقاربها الدائم مع إيران، وما تمثله من خطر على العالم العربي وعلى لبنان بشكل مباشر".
وبحثًا عن دور، تسعى قطر إلى إنشاء علاقات مع كل الجماعات المتطرفة، كي تعطي انطباعاً بأنها وسيط، لكنها تستغل دورها مع هذه الجماعات لأجل تأمين دور لها في الإقليم، وتحصل عليه عبر تأمين الدعم المالي والعسكري لهذه الجماعات، وتوسيع نشاطها، وغالباً ما تلجأ إلى تكبير المشكلة، لأجل أن يكبر دورها، وبالتالي لتغطي على حجمها الصغير وتأثيرها المحدود في الحالات الطبيعية".