هدّد أكاديمي آخر القطريين بالكيماوي، مدعيّاً أن زمن القبائل ولّى منذ أيام داحس والغبراء
منذ بداية الأزمة الخليجية مع قطر ومقاطعة بعض الدول الخليجية لها، تبادر إلى ذهني سؤال وهو، لماذا نأى الأكاديميون القطريون عن الحديث عن الأزمة الخليجية؟ وأتحدث هنا عن دولة تعد الرابعة عالمياً في جودة التعليم.
لعله لا يخفى على الشعب القطري الأساليب الملتوية والمواقف المزدوجة لحكومة بلادهم، والأسباب الحقيقية وراء مقاطعة بعض الدول لها، لذلك جاء العزوف من قبل الأكاديميين القطريين عن الدفاع عنها، ماعدا بعض الأسماء المحسوبة على النظام، كالدكتورة (إ.ب) التي خرجت على التلفزيون القطري في أولى حلقاته بعد المقاطعة مع رئيس تحرير صحيفة قطرية عُرِف عنه منذ سنوات هجومه المستمر على الإمارات، وهذا إن دلّ إنما يدل على نزعته الشيطانية ودوره الخبيث الذي يجب اجتثاثه من الإعلام القطري.
فيما سلكت الدكتورة منهجاً غير واضح في الحديث، ووصفت المقاطعة بمسرحية هزلية غير مدركة لمستواها الأكاديمي، فالأكاديمي الحقيقي يستند على منهجية واضحة في الحديث، دون أن يستخدم الأسلوب التهكمي والمناورة والتقليل من الحكومات كما فعلت هي، وكان الأسوأ من ذلك هو تعرّضها للرموز القيادية في الدول المقاطعة، وتخلل ذلك استعانة النظام القطري بمعتقل سابق في السجون الإماراتية بعد اتهامه بالتجسس لصالح النظام القطري، ودعمه لحركة الإخوان في الإمارات التي اتخذت لها غطاء دينياً للسيطرة على مفاصل الدولة، مما يدل على تدخل سافر للحكومة القطرية في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات.
لماذا عزف المثقفون والأكاديميون القطريون، أو كما يقال النخبة والأخيار عن الحديث عن الأزمة الخليجية؟ والذي بسببه اضطرت الحكومة القطرية للاستعانة بصغار القوم من جنسيات أخرى ممن لا عقول لهم، ووضعتهم في مراكز المسؤولية للدفاع عنها؟.
كما هدّد أكاديمي آخر القطريين بالكيماوي، مدعياً أن زمن القبائل ولّى منذ أيام داحس والغبراء، وأن تجمع القبائل اليوم مهما وصل عدده بين خمسين إلى مئتي ألف يُسحق بقنبلة كيماوي واحدة، ضارباً بعرض الحائط النسيج المجتمعي الذي يتكون منه المجتمع الخليجي.
وادّعى ذلك الأكاديمي الحكومة وسيطرتها على القبائل في قطر، مما يدل على تخبّطه الواضح وبُعده التام عن السلوك الأكاديمي الحقيقي، ناهيكم عن ذلك الفنان الذي قرر بيع مجلس التعاون الخليجي كأنه يملكه أو كأن بلاده هي التي أسست المجلس.
غير ذلك لم أجد في الحقيقة تحليلاً أكاديمياً قطرياً واضحاً للأزمة الخليجية، حتى عند استقبال مسؤولين في مراكز سيادية في صنع القرار القطري، فأحدهم اعترف بتسجيلات تدل على تدخلهم الواضح في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية، والآخر ذهب بعيداً عن الأزمة ومحاولاً التقليل من دوافع الحكومات التي اتخذتها للمقاطعة ذاكراً أسباباً واهية منها مطالبة الإمارات بتسليم زوجة أحد المعارضين كما يقول.
السؤال هنا، لماذا عزف المثقفون والأكاديميون القطريون، أو كما يُقال النخبة والأخيار عن الحديث عن الأزمة الخليجية، والذي بسببه اضطرت الحكومة القطرية للاستعانة بصغار القوم من جنسيات أخرى ممن لا عقول لهم، ووضعتهم في مراكز المسؤولية للدفاع عنها، هذا إن دل إنما يدل على فساد سياسي سيخلف فساداً اجتماعياً وكتماناً للحق وغياب الأخيار عن مصادر القرار، وسيتسبب بانهيار واضح للتكافل الاجتماعي والقبلي للدولة نفسها، ولعلاقة القبائل مع أقرانهم في الدول الأخرى، وما زلنا نتساءل، أين هو الصوت الحقيقي للأكاديمي والمثقف القطري الذي مازال مخنوقاً؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة